الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

عمليات استحواذ ضخمة تهز أداء البورصة المصرية

عمليات استحواذ ضخمة تهز أداء البورصة المصرية
14 أكتوبر 2010 21:33
شهد أداء البورصة المصرية في الأيام الماضية تبايناً ملحوظاً حيث توالت على السوق موجات الصعود والهبوط السريعة التي أفقدت صغار المستثمرين لا سيما الأفراد وبعض الصناديق المحلية الصغيرة توازنهم وجعلتهم يندفعون في عمليات بيع عشوائية تسببت في خسائر ضخمه لهم. وجاء تباين أداء السوق على وقع سلسلة من الأخبار المتوالية عن صفقات اندماج واستحواذ شملت كيانات اقتصادية كبرى يجري تداول أسهمها في البورصة وفي مقدمة هذه الكيانات شركة “أوراسكوم تليكوم القابضة” وشركة “أوليمبيك جروب” حيث تمثل نسبة التداول الحر في أسهم “أوليمبيك” نحو 42 بالمئة وفي “أوراسكوم” أكثر من 60 بالمئة وتعد الشركتان من الشركات القائدة سواء في قطاع الاتصالات أو قطاع إنتاج وتوزيع الأجهزة المنزلية. وواجهت صفقة الاندماج الأولى بين “أوراسكوم تليكوم” و”فيلمبكوم” الروسية التي سيتولد عنها خامس أكبر شركة اتصالات في العالم العديد من العقبات وصدور العديد من التصريحات المتناقضة. ومن أبرز العقبات اشتمال صفقة الاندماج على بعض الكيانات التابعة لأوراسكوم مثل وحدة “جيزي” في الجزائر لكن أنباء وتطورات المفاوضات الخاصة بهذه الصفقة كان لها تأثير كبير على البورصة المصرية بعد أن دخلت هيئة الرقابة على الخدمات المالية غير المصرفية على الخط وأصدرت بيانا رسميا حذرت فيه أوراسكوم تليكوم القابضة من المساس بحقوق حملة الأسهم في حالة إتمام الصفقة. وساهمت هذه التطورات في سرعة حسم بعض النقاط الخلافية حول الصفقة التي يقترب توقيعها النهائي ونقل الملكية مقابل 6 مليارات دولار يحصل عليها المهندس نجيب ساويرس وحملة أسهم أوراسكوم تليكوم. أما الصفقة الثانية التي فاجأت السوق فهي استحواذ مجموعة “الكترولوكس” العالمية ـ وتتخذ من السويد مركزا رئيسيا لها ـ على 52 بالمئة من أسهم مجموعة “أوليمبيك جروب القابضة” العائد ملكيتها لعائلة سعد سلام حيث تم تقييم الشركة بنحو 2,7 مليار جنيه فيما سيظل 48 بالمئة من أسهم الشركة رهن التداول الحر في البورصة. والمقرر أن تتجه عائلة سلام بعد بيع حصتها الحاكمة في “اوليمبيك” الى استخدام حصيلة البيع في عدد من المجالات الاستثمارية الجديدة منها الاستثمار العقاري حيث تمتلك المجموعة شركة “نماء” القابضة وكذلك مجال الاستثمار في القطاع التعليمي والطبي والتجارة الداخلية حيث لم تشتمل الصفقة على شركة “بي تك” أحد اللاعبين الرئيسين في سوق التوزيع الداخلي للأجهزة المنزلية الى جانب أنشطة المقاولات وتكنولوجيا المعلومات. ومع السلاسة التي تمت بها هذه الصفقة وبعض المكاسب التي حققها حملة سهم أوليمبيك على غير المتوقع والتي بلغت 36 بالمئة من قيمة السهم فإن الصفقة ألقت بظلال إيجابية على أداء السوق لا سيما في اليوم التالي لإتمامها حيث بعثت برسالة ثقة من جانب المستثمرين الدوليين في السوق المصرية وبرهنت على استمرار جاذبية السوق أمام الشركات “المالتي ناشيونال” الراغبة في توسيع أعمالها بمنطقة الشرق الأوسط حيث تسعى هذه الشركات الى اتخاذ السوق المصرية كنقطة ارتكاز للوصول الى أسواق شمال أفريقيا وبعض دول الخليج العربي وسوريا والأردن ولبنان انطلاقا من القاعدة الصناعية التي توفرها مثل هذه الصفقات وهو ما تضمنه البيان الصادر عن “الكترولكس” العالمية فور إتمام استحواذها على شركة “أوليمبيك جروب”. وفي مقابل صفقات الاندماج والاستحواذ التي حقق من ورائها بعض المستثمرين في البورصة المصرية مكاسب رأسمالية عالية فإن أسبابا أخرى لعبت أدوارا معاكسة في الفترة الماضية وساهمت في استمرار تأرجح أداء السوق وغلبة طابع التراجع والانخفاض على حركة معظم الأسهم. ومن هذه العوامل بداية انكماش باتت ملامحه واضحه على أداء الاقتصاد الكلي في المرحلة الماضية وتضخم حاد انعكس على مختلف أسعار السلع والخدمات وأثر بالسلب على المدخرات المحلية والقوة الشرائية لدى شرائح واسعة من المواطنين الى جانب التردد الذي تبديه بعض السلطات الحكومية إزاء قضايا اقتصادية ملحة من وجهة نظر الكثير من المستثمرين. ومن العوامل غير الاقتصادية التي تلقي بآثار سلبية على أداء البورصة المصرية حالة الترقب السياسي وانتظار ما سوف تسفر عنه الانتخابات البرلمانية الوشيكة الى جانب الآثار النفسية التي يعانيها المطورون العقاريون بعد أحداث قضية “مدينتي” بينما لا يزال القطاع الصناعي يدفع فاتورة انفلات أسعار الخامات الرئيسية في الأسواق العالمية وإنعكاستها على تكلفة الإنتاج والقدرة التنافسية للمنتجات المصرية في الخارج ومن أحدث هذه الأزمات ارتفاع أسعار “الغزول” عالميا بمعدلات تزيد على 70 بالمئة ما أدى الى الغليان في قطاع المنسوجات والملابس بعد أن طالب المنتجون بتدخل حكومي سريع لمواجهة تداعيات هذه الأزمة وانعكس ذلك على أداء أسهم أكثر من 20 شركة تعمل في مجال الغزل والنسيج والملابس ويجري تداولها في بورصة الأوراق المالية. ويشير عيسى فتحي ـ رئيس إحدى شركات تداول الأوراق المالية ـ إلى أن البورصة في أي بلد تتأثر بالأحداث السياسية التي يمر بها بل أحيانا تكون البورصة أداه لقياس الثقة بالسياسة المطبقة وارتفاع وانخفاض مؤشرات السوق يعد نوعاً من التصويت سلبا وإيجابا على الأداء الحكومي. فإذا تزامنت عوامل سياسية مثل الانتخابات المقبلة مع عوامل اقتصادية مثل اضطراب أسعار الخامات في الأسواق الدولية فان ذلك ينعكس على أداء البورصة. ويؤكد عيسى فتحي أن حالة الانتظار والترقب لا تنفي إمكانية حدوث صفقات كبرى مثل صفقتي “أوراسكوم” و”أوليمبيك” اللتين شهدتهما السوق مؤخرا لأن هذه الصفقات يتم عقدها بناء على رؤية استراتيجية تتعامل مع المستقبل البعيد ولا تحكم بمعيار الأحداث الجارية وبالتالي فانه يمكن القول إن هاتين الصفقتين تعززان الثقة الدولية بأداء الاقتصاد المصري على المدى البعيد. ويقول كريم هلال ـ العضو المنتدب لشركة التجاري الدولي للاستثمار “ إن كافة التقارير والبحوث العلمية المحايدة تقدم دليلا على أن المتعاملين في البورصة المصرية يحققون مكاسب في حدود 60 بالمئة في المتوسط سنويا وهو معدل كبير نسبيا مقارنا بالأسواق الناشئة أو الأسواق الصاعدة في مختلف مناطق العالم مما يفسر استمرار تدفق المستثمرين الأجانب على السوق المصرية سواء جاءوا في شكل استثمار مباشر مثل شراء الشركات كما حدث في أوليمبيك أو جاءوا في شكل استثمار غير مباشر عبر الدخول الى بورصة الأوراق المالية. ويؤكد أن البورصة المصرية سوف تتجاوز مرحلة التأرجح الراهنة في أسرع وقت لا سيما وأن المؤشرات حول أداء القطاعات الرئيسية للاقتصاد الكلي إيجابية مما ينعكس على أداء أسهم الشركات المدرجة في البورصة.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©