حسن القمحاوي:
وقعت شركة شديد للحديد والصلب وساماركو البرازيلية العالمية ـ أحد أكبر الموردين العالميين لخامات الحديد ـ مساء أمس الأول عقد توريد المواد الخام الأولية لإنتاج الحديد لمدة عشر سنوات، تولى التوقيع عن شركة شديد سعادة غيث بن هامل آل غيث نائب رئيس الشركة وعن الشركة البرازيلية خوسيه مورايس رئيس مجلس الإدارة وجون ميث رئيس فرع الشركة في أوروبا والشرق الأوسط·
وفي تصريحات صحفية عقب التوقيع أعرب سعادة غيث بن هامل آل غيث عن سعادته البالغة بتوقيع الاتفاقية لما لها من أهمية كبرى في توفير المواد الخام الأولية لمصنع الحديد الذي أعلنت الشركة عنه مؤخراً في ظل الشح الذي تعانيه الأسواق العالمية في المواد الخام· وأكد أن التكلفة الاستثمارية لمصنع شديد للحديد والصلب المقرر إقامته في منطقة صحار الصناعية العمانية تتجاوز 750 مليون دولار، مشيرا إلى أنه يعد الأول من نوعه بين شركات تصنيع الصلب العالمية لاستخدامه تكنولوجيا هوت لينك الحديثة التي تم تصميمها وتطويرها من قبل شركة ميدريكس تيكنولوجيز رواد صناعة الحديد في الولايات المتحدة والعالم·
وشدد غيث بن هامل على قناعته التامة بترسية عقد التصميم والإنشاء على شركة كوبي ستيل ليميد اليابانية باعتبارها شركة ذات شهرة عالمية وواحدة من الشركات الرائدة في صناعة الصلب وإنشاء المشاريع في العالم، موضحاً أن الشركة بصدد إنشاء المصنع حالياً، ومن المتوقع أن يبدأ التشغيل بحلول الربع الثاني من عام ·2008
وكشف عن وجود خطة لدى إدارة الشركة لإدراجها في الأسواق المحلية والإقليمية والدولية كسوق أبوظبي وأسواق لندن والولايات المتحدة الأميركية، مشيراً إلى أن الشركة تتخذ الإجراءات اللازمة لتحقيق هذا الغرض وبمجرد توفر الفرصة المناسبة سيتم تقديم طلبات الإدراج إلى الأسواق المقترحة·
وأوضح أن تكاليف إنشاء مرحلة البناء للمصنع تبلغ 230 مليون دولار تمثل قيمة العقد الموقع مع الشركة اليابانية التي تتولى البناء، كاشفاً النقاب عن مساهمة البنوك المحلية في تمويل التكاليف المقررة من خلال العديد من التسهيلات الائتمانية في إطار حرص الشركة والبنوك على التعاون البناء لخدمة الاقتصاد القومي·
ورداً على سؤال لـ''الاتحاد'' عن الدافع وراء إنشاء المصنع في سلطنة عمان في ظل توجهات حكومة أبوظبي لتوطين الصناعات الثقيلة في مدينة أبوظبي الصناعية، قال سعادة غيث بن هامل: إن حكومة أبوظبي تبذل جهداً مشكوراً في توطين الصناعات الثقيلة وترسيخ دعائمها في الإمارة، ومجموعة الغيث من المجموعات الصناعية الداعمة لهذا التوجه وتبذل قصارى جهدها للمساهمة في تحويل هذه التوجهات إلى حقيقة على أرض الواقع·
وأضاف: لدينا مصنع لإنتاج مشتقات الحديد يجري إنشاؤه في أبوظبي ومن المقرر أن يبدأ التشغيل خلال فترة قصيرة، ولدينا النية لتعزيز هذا التوجه داخل المجموعة للاستفادة من الطلب العالي على الحديد داخل الإمارات وخاصة أبوظبي في ظل الطفرة العقارية التي تمر بها الدولة، فضلاً عن أن إقامة مصنع للحديد في عمان لا يضر بمصالح إمارة أبوظبي بل يساهم في تعزيز القيمة المضافة للصناعة الوطنية، مثلما فعلت الحكومة عندما اتجهت لإقامة مصنع للألمونيوم في سلطنة عمان، وتم اختيار منطقة صحار الصناعية استغلالاً للموقع والمنطقة فضلاً عن توفر الميناء بعمق كبير يزيد على 19 متراً مما يسمح برسو سفن نقل الخامات الكبيرة ويقلل تكلفة الإنتاج، إضافة إلى انخفاض تكلفة الغاز الطبيعي مقارنة مع أوروبا·
وتوقع بلال مطارنة، المدير العام لمصنع شديد للحديد والصلب أن يصبح المصنع بمجرد تشغيله فريداً من نوعه في صناعة الصلب العالمية نتيجة حرص الإدارة والملاك على تجهيزه بأحدث التقنيات المتوفرة في العالم، خاصة نظام تغذية هوت لينك (نقل الحديد للصهر مباشرة وبدرجات حرارة عالية جداً) ما يساهم في خفض استهلاك الطاقة، وبالتالي تقليل تكاليف المنتج النهائي بشكل ملحوظ ويزيد القدرة التنافسية للمنتج من الحديد في الأسواق المحلية والإقليمية والدولية·
عدد اليوم
