الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

محاولة لإعادة إحياء قرية "انديرمات"

محاولة لإعادة إحياء قرية "انديرمات"
1 أغسطس 2006 23:43
إعداد - عدنان عضيمة: في عالم الاستثمارات المالية، يمكن للفكر الثاقب والأفكار الجديدة والجريئة أن تساوي ذهباً؛ ومن ذلك مثلاً قصة ملياردير مصري يدعى سميح ساويريس اشتهر بتشييد المنتجعات الفخمة على شواطىء البحر الأحمر، قفزت إلى رأسه مؤخراً فكرة استثمار مئات ملايين الدولارات في إحياء قرية شبه مهجورة للتزلّج تدعى (أنديرمات) تقع في أعلى قمم جبال الألب السويسرية· ويقول تقرير بقلم هايج سيمونيان في الفاينانشيال تايمز، أن ساويريس يخطط لاستثمار نصف مليار دولار في هذا المشروع الذي يعد من أضخم المشاريع السياحية التي تشهدها جبال الألب السويسرية· وتحتل هذه القرية مكانة سياحية مهمة لأنها تقع على طريق جبلي يربط إيطاليا ببقية دول شمالي أوروبا مما يجعلها معبراً مهماً للسياح· ويشير التقرير إلى أن هذه القرية حظيت فيما مضى باستقبال بعض الزائرين غير العاديين مثل الفيلسوف والشاعر الألماني الشهير جوته، والملكة فكتوريا؛ ولكنها آثرت بعد ذلك أن تغفو غفوتها الطويلة حتى انصرف عنها الزمن وبقيت مستلقية تحت الغيوم· وفيما شهدت معظم المنتجعات السياحية الجبلية الخاصة بممارسة رياضة التزلج على الجليد في سويسرا حركة تطورية سياحية لافتة، بقيت (أنديرمات) ذات الـ1300 نسمة والشارع الوحيد الذي يخترق وسطها، دون أي تغيير وكأن قطار التطور قرر ألا يمر فيها أبداً· ويعود إهمال هذه القرية لاستخدامها هي والسهل الصغير المنحدر المحاذي لها، كمنطقة عسكرية بالرغم من أن سويسرا دولة ليس لها أعداء وكانت تحرص دائماً على التمسك بحيادها· وبعد أن أزاحت القرية عن كاهلها هذا الكابوس قبل بضع سنوات حين رحلت عنها الثكنات العسكرية، وجدت نفسها على الحال الذي كانت عليه في العصور الوسطى· وشهدت القرية محاولات هندسية متعددة لشق أنفاق قريبة منها لتسهيل الوصول إليها إلا أن هذه المشاريع فشلت بسبب الطبقات السميكة من الصخور الجرانيتية التي تنتشر تحت القشرة السطحية لقمم جبال الألب· وجاءت لحظة التغيير العام الماضي عندما سحب الجيش السويسري منشآته العسكرية، مما أدى إلى فقد 800 من سكان القرية لوظائفهم· وأدى هذا التطور إلى كشف السهل المنبسط الذي يمتد خارج القرية وتبلغ مساحته مليون متر مربع· وتشاء الصدف أن يكون لرجل يدعى ريموند كونز، كان فيما مضى سفيراً لسويسرا في القاهرة ويعمل الآن مستشاراً في وزارة الدفاع السويسرية، دور كبير في عقد هذه الصفقة· وعمد كونز إلى دعوة ساويريس الذي يتقن الألمانية لأنه تخرج من المدرسة الألمانية في القاهرة ثم درس في الجامعة التكنولوجية في برلين، إلى حفلة عشاء· وبهذه المناسبة عرض كونز عليه فكرة المشروع التي بقيت تفاصيلها سرّاً لم يشأ أي منهما البوح به· وسرعان ما تبيّن أن خطتهما تقضي بأن يتولى ساويريس تمويل مشروع بناء فندق سياحي ضخم من فئة 5 نجوم يتضمن 800 غرفة على أن يتولى المهندس البلجيكي الشهير جان ميشيل جاثي تصميم كافة مرافقه ومنتجعاته· وبهذا المشروع يكون ناقوس الزمن قد دقّ دقته الأولى معلناً عن استفاقة (أنديرمات) من رقدة طويلة استمرت لبضع مئات السنين·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©