السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

يزيد طيباً

3 أغسطس 2014 22:35
كان حري بالأقلام الكتابة عن هذه الأيام السعيدة المباركة التي يعيشها المسلمون مهللين ومكبرين، غير أن أقلام الكتاب في دولتنا ليست مبرمجة، أو مسيرة يوجهها وزير أو حاكم حتى تخضع للمناسبات وتنقاد للمدح والتشجيع، بل تعيش أقلامنا في فضاء حر تحركها المسؤولية ويوجهها احترام الحريات، فتخط ما يمليه عليها الواجب، سواء كان دينياً أو وطنياً متحررة فيما تكتب من أي قيود يمكنها التأثير على استرسال أفكارها وترجمتها ككلمات على الورق. حين يتطاول رئيس تحرير صحيفة العرب القطرية على سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية لموقف كان ترجمة صادقة لمشاعر الوفاء التي لم يستوعبها ذلك الرجل لا لخلل فيها، بل لعدم قدرته على استيعاب صور بر الوالدين التي لم يعتد رؤيتها في دوحته، بعدما أتاحت له ولأمثاله محاولة تشويه أجمل الصور الإماراتية، لكن هيهات هيهات لما يريدون، كيف تجرأ ذلك الإنسان أن يتجرد من إنسانيته ليستهزئ بابن سالت دموعه على والده ووالد الجميع الشيخ زايد تغمده الله بواسع رحمته، هل ينكر على ولد أن تدمع عيناه في ذكرى والده؟ أم أن الحكام لايعرفون سوى التناحر والتذابح على الحكم وإن كانوا أباً وولده أو أخاً وأخاه؟ نظنها أيها العذبة ثقافات أوطان، فالإمارات لا زالت تبكي على من فقدت من المؤسسين رحمهم الله تعالى، ولا زالت حكاماً وحكومة وشعباً تعترف لهم بأنهم من أسس وضحى حتى أصبحت دولتنا رائدة على جميع الصعد يعترف من يعرف الحق، ولا ينكر ذلك سوى المتكبرين. إن كنتم من ينصر الإسلام والمسلمين حسب ما تدعون فكيف لرجل مسلم محسوب على المثقفين أن يتتبع أخطاء المؤمنين، ويبرزها على الملأ ما دمتم تعدون بكاء الابن على أبيه المتوفى مأخذا تعيبونه فيه ألم تقرأوا قوله صلى الله عليه وسلم ((يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان في قلبه لا تغتابوا الناس، ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من تتبع عوراتهم تتبع الله عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحه في بيته)) . حقيقة نريد معرفة الموقف القطري مم يصدر من أذناب الرجال ؟ هل تتحول تلك الأخت الحبيبة إلى عدوة تأبى إلا التلاسن والتصعيد لمجرد حسابات دنيوية، أم أنها لازالت تنطوي دواخلها على شيء من الرفض لسموم يجب أن تتوقف الأفاعي عن دسها السم في علاقات دامت لأجيال وكبرت على أيدي رجال عرفوا الواجب وقدروا الأخوة واحترموا الجار. إن الوحدات الدولية العظيمة التي جمعتها المصالح، ولم يجمعها سوى المصالح من دين وتاريخ ونسب أدركت مدى أهمية العلاقات بينها، وعمل ساستها جاهدين على توظيف الشعوب والحكومات في خدمة تلك العلاقات، وتمكنت من إنتاج كتل عظيمة يقف لها العالم أجمع احتراماً وتقديراً، ويضعها في قائمة حساباته إذا ما شرع في اتخاذ القرار، أما نحن فدول متناهية الكبر، لا ضير من الخلافات المؤدية لتجزئتنا، فاستمر يالعذبة فيم أنت عليه، فلن تزداد سوى حماقة، وأما عبدالله بن زايد كالعود يزيد طيباً. نوره علي نصيب البلوشي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©