الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«جوجل» ترسخ أقدامها كإمبراطورية صناعية كبرى

«جوجل» ترسخ أقدامها كإمبراطورية صناعية كبرى
14 أكتوبر 2010 20:50
لا شك أن شركة “جوجل” لم تكن تدري أبداً أن محرك البحث في الإنترنت الذي أطلقته قبل بضع سنوات، سوف يعود عليها بمثل هذا الفائض الهائل من الأرباح والسيولة المالية التي تتمتع بها الآن. وحتى تتمكن من استغلال رأسمالها الضخم، قررت اعتماد خطة واسعة للاستثمار في مختلف قطاعات الإبداع والاختراع؛ من السيارة القادرة على قيادة نفسها بنفسها، إلى التوربينات الفعّالة لاستغلال طاقة الرياح، ورسم خريطة المورثات البشرية. ورصدت الشركة مؤخراً مئات الملايين من الدولارات للاستثمار في الشركات التي تعمل في هذه القطاعات التكنولوجية لتحقيق هدفين معاً هما استثمار فائض الأموال، وتشجيع العاملين في تلك القطاعات على ابتكار أنظمة تكنولوجية تصبّ في مصلحة الناس والبيئة. وهناك الآن الكثير من الشركات العاملة في قطاع تكنولوجيا الكمبيوتر والمعلومات التي أصبحت تمتلك فوائض مالية هائلة من خلال هذا العمل المربح وهي الآن تبحث عن استثمار أموالها. ومن أشهرها: “آي بي إم” و”مايكروسوفت” و”إنتيل”. وعادة ما تعمد هذه الشركات للاستثمار في الشركات التكنولوجية حديثة النشأة وفي مراكز البحوث، إلا أن “جوجل” التي تمتلك غلافاً مالياً سائلاً يبلغ 30 مليار دولار، قررت توسيع مجال الاستثمارات الابتكارية والتكنولوجية إلى حقوق لم يكن يتوقعها أحد. ولقد أثبتت “جوجل” قدرتها على تحقيق النجاح في مثل هذه الاستثمارات خلال الأسبوع الجاري عندما عمدت إلى اختبار سيارة قادرة على التجول ضمن المدن وفي الشوارع العمومية من دون سائق باستخدام أجهزة الاستشعار عن بعد والكاميرات المثبتة فوقها. وقامت بإجراء هذه الاختبارات على سيارات من طراز “تويوتا بريوس” مجهّزة بكاميرات الرؤية الذاتية تمكنت من قطع أكثر من 140 ألف ميل على مضامير الاختبار. ولم تسفر اختبارات سيارة “جوجل” في طرق سان فرانسيسكو المزدحمة عن وقوع أي حادث يُذكر باستثناء اصطدام سيارة واحدة ضلّت طريقها واصطدمت بإحدى سيارات جوجل من الخلف قريباً من إحدى إشارات المرور. وذكرت منظمة الصحة العالمية أن 1.2 مليون شخص يلقون حتفهم سنوياً في حوادث السير في أنحاء العالم؛ وتهدف تجربة جوجل إلى تشجيع القيادة الآمنة من خلال تجنب بعض الأخطاء البشرية المتعلقة بقيادة السيارة. وقالت مصادر الشركة إنها تستهدف من ابتكار نظام السيارة من دون سائق تخفيض معدل حوادث المرور إلى النصف والتخفيف من حدّة الازدحام المروري لأن السيارات الذكية تعرف كيف تستغل الطرق بشكل فعّال أكثر مما يستطيع السائقون البشريون. وتخصص “جوجل” مبالغ ضخمة للاستثمار في بحوث تطوير الروبوتات والذكاء الاصطناعي، يساعدها على ذلك غناها بقواعد المعلومات والبيانات وتفوقها في تطوير المجسّات وأنظمة تمييز الكلام المنطوق وغيرها من الابتكارات المهمة. وتمتد طموحات “جوجل” الآن نحو استثمار بضعة مليارات من الدولارات لتطوير تكنولوجيات جديدة لاستغلال طاقة الرياح على الساحل الشرقي للولايات المتحدة. وقالت مصادرها إن هذا الاستثمار الأخير ينطوي على عوائد مادية وبيئية غاية في الأهمية على المدى المتوسط والبعيد. وتعود بداية اهتمامات جوجل بالحفاظ على البيئة وتطوير مصادر الطاقة البديلة إلى عام 2007 عندما عمدت إلى التحكم بطريقة استهلاك الطاقة الكهربائية المستخدمة في تشغيل خوادم محركها الشهير للبحث. ويقول الصحفي والكاتب في شؤون التكنولوجيا جيمس موسون: “تحرص جوجل على عدم الظهور بمظهر الشركة التي تعدّ مايكروسوفت الثانية والتي يرى بعض الناس أنها أصبحت وراء جوجل في مجال القدرة على الاختراع”. ومن المنتظر أن تصبح شركة “جوجل” أكبر مساهم في صناعة الاتصالات اللاسلكية الهندية ذات العوائد الضخمة من خلال إنتاج هاتف محمول رخيص بعد أن فشلت شركات أخرى مثل “موتورولا” الأميركية و”إتش تي سي” من الفوز بسوق الهواتف الرخيصة عندما أنتجت أجهزة تباع بسعر 400 دولار. ويبدو هذا السعر باهظاً في بلد يبلغ عدد سكانه 1.2 مليار نسمة وتزيد نسبة من لا يكسبون في يوم عملهم إلا أقل من 1.25 دولار عن 42 بالمئة. ونظراً لأن عدد حاملي أجهزة الموبايل في الهند يبلغ الآن 670 مليوناً، فإن جوجل مهتمة باختراق هذه السوق الضخمة بإنتاج جهاز موبايل يعمل بنظام أندرويد ويتراوح سعره بين 100 و200 دولار فقط. ويذكر أن “جوجل” طرحت قبل بضعة أشهر في الأسواق جهاز الهاتف الخاص بها “نكزس ون” الذي يعمل بنظام “أندرويد”. عن صحيفة “فاينانشيال تايمز ووول ستريت جورنال” ترجمة: عدنان عضيمة
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©