واشنطن (ا ف ب) - بعد رحلة طويلة استمرت أربع سنوات يفترض أن يكون المسبار الأميركي قد وصل منذ أمس الأول إلى مدار فيستا، أحد أكبر نيازك النظام الشمسي، على ما أعلنت “ناسا” التي تنتظر التأكيد في الساعات المقبلة.
ويقدر مسؤولو المهمة أن يكون المسبار “دون” ويعني “الفجر” بـ”الإنجليزية” دخل مدار فيستا قرابة الساعة الخامسة بتوقيت جرينتش من السبت على ما أوضح بيان. ويفترض أن يكون “دون” تالياً على بعد 16 ألف كيلومتر من سطح فيستا و188 مليون كيلومتر من الأرض.
وأوضح روبرت مايز مسؤول هذه المهمة في “جيت بروبالشن لابوراتوري” التابع لوكالة الفضاء الأميركية في باسيدينا غرب كاليفورنيا: “تحقيق هذا الهدف احتاج إلى أربع سنوات منذ إطلاق (دون)”. وتبلغ ميزانية هذا البرنامج 466 مليون دولار.
وأضاف مايز في بيان: “آخر عمليات التدقيق التي أجريناها تظهر أن (دون) يتوجه مباشرة إلى الهدف ويعمل بشكل طبيعي”. وقال كريستوفر راسل المسؤول العلمي الرئيسي عن المسبار دون ومقره في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس “يو سي ال ايه”: “نشعر وكأننا كريستوف كولومبوس، وهو يقترب من شواطئ العالم الجديد”.
وأضاف “فريق (دون) متحمس جداً للبدء بمسح هذه الأرض المجهولة”. ويمضى “دون” سنة كاملة وهو يقوم بعمليات مراقبة وقياس حول فيستا ليعاود رحلته مطلع العام متوجهاً إلى مدار سيريس، وهو نيزك آخر كبير يتوقع أن يصل إليه في فبراير 2015 ليقطع ما مجموعه 5.1 مليار كيلومتر.
والهدف الأول الرئيسي لمهمة “دون” التي من المقرر أن تستمر ثماني سنوات هو “رصد اللحظات الأولى لولادة النظام الشمسي” قبل 4.6 مليارات سنة من خلال محاولة فهم تشكل هذين النيزكين الواقعين بين المريخ والمشتري على ما أوضحت “ناسا”. أما الهدف الثاني فيتمثل في تحديد طبيعة العناصر التي تشكل هذين الجمسين الشبيهين بالأرض.
وسيدرس المسبار كذلك كيف أن تشكل فيستا وتطورهما كانا مختلفين تماماً الأمر الذي سيسمح بفهم دور المياه في تطور النيازك. والمسبار الآلي يبلغ وزنه 1.21 طن وطوله 1.64 متر وعرضه 1.27 متر.
ولانجاز مهمته يتمتع المسبار دون بكاميرا عالية الدقة ومنظارين طيفيين. واطلق المسبار “دون” في سبتمبر 2007 وهو مجهز بمحرك كهربائي بدفع إيوني يؤمن دفعاً متواصلاً ويسمح له بالوصول إلى سرعات عالية جداً. ونيزك سيريس اكتشف عام 1801، وهو كروي الشكل ويبلغ قطره 960 كيلومتراً. وهو يتشكل بنسبة 25 % من الجليد السميك حول نواة صخرية.
عدد اليوم
