الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أضواء على كردستان «2 - 3»

11 نوفمبر 2017 23:33
القيادات الكردية وعبر تاريخها الطويل، لم تعط أهمية كبيرة للدور العربي من خلال توجيه الخطاب الكردي له وبلغة يفهمها، وهو دور خطير تخلى عنه الكرد وبالمجان، في حين تنبهت إلى أهمية خطورة هذا الدور الإعلامي والسياسي بقية الدول على مستوى الإقليم والعالم، لكسب الرأي والتعبئة لقضاياها وسياساتها من خلال قنواتها الإعلامية والتي خصصتها باللغة العربية، في حين كان الخطاب الكردي موجهاً إلى الأكراد وبلغتهم فقط وكأنهم يخاطبون أنفسهم ويعيشون في جزر معزولة وبمعزل عن العالم، وهو ما أدى بالنتيجة إلى الابتعاد بهم عن محيطهم العربي، وهو أمر لابد من معالجته ومن دون تردد أو تأخير، فالآخرون دخلوا هذا السباق وراهنوا عليه مبكرين. الموقف الأميركي والغربي عموماً لم يبتعد كثيراً عن المواقف الإقليمية، كتركيا وإيران، ولكن من غير ما تشدد وتشنج، ونأى بنفسه عن الصراع والذي كان سبباً مباشراً فيه، من خلال ما صار إليه الوضع السياسي في العراق بشكل عام، وموقفه «السلبي» تجاه حلفائه الكرد هو الذي حسم الأمر في النهاية وشجع إيران من خلال ميليشياتها لإنهاء الموقف الملتبس عليها نتيجة الاستفتاء لصالحها، والذي اتخذته حجة وذريعة لإعادة كركوك الغنية إلى سيطرتها وكل المناطق المتنازع عليها، وتحت رعاية أميركية غربية روسية ساكنة وساكتة وصمت مريب وبسلاح أميركي.. وربما ستمثل كركوك مستقبلاً مفصلاً جغرافياً مهماً على الطريق يربط بين الشرق والغرب نحو البحر المتوسط وما يحمله معه شرقاً وغرباً من ثروات وبالطبع ستكون لصالح إيران. أميركا وكما هو معروف وبرغم تعاطفها مع الكرد ومنذ ربع قرن من خلال فرضها مناطق حظر الطيران والتي كرست استقلالاً وحكماً ذاتياً للإقليم جعلته على طريق التنمية والبناء، إلا أنها وعلى الجانب الآخر تربطها علاقات تاريخية مع إيران ومنذ إسقاط الشاه والتخلص منه والمجيء بالخميني على متن طائرة فرنسية بعد تحضير المشهد الداخلي وتهيئته لاستقبال الوافد الجديد، لقد كرست كل الإدارات الأميركية المتعاقبة ومنذ بوش الأب وكلينتون وبوش الصغير وأوباما، التمدد والنفوذ الإيراني ليأخذ وضعه وشكله الحالي وما نحن عليه، حتى انتهى إلى ما انتهى إليه من الاتفاق النووي 2015. مؤيد رشيد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©