الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الحق» الذي لا يأتيه الباطل

«الحق» الذي لا يأتيه الباطل
14 أكتوبر 2010 20:46
“الحق” اسم من أسماء القرآن الكريم التي وردت في كتاب الله العظيم صراحة في آيات عديدة تزيد على الخمس والعشرين، والحق أي الثابت الصحيح وهو ضد الباطل، وهو الواضح والكامل والتام، والحق أيضا من أسماء الله تعالى. ومن الآيات التي ورد فيها “الحق” اسماً للقرآن الكريم قول الله سبحانه: “واذا قيل لهم آمنوا بما أنزل الله قالوا نؤمن بما أنزل علينا ويكفرون بما وراءه وهو الحق مصدقاً لما معهم” البقرة الآية 91. “وما لنا ألا نؤمن بالله وما جاءنا من الحق ونطمع أن يدخلنا ربنا مع القوم الصالحين” (المائدة الآية 84). “وكذب به قومك وهو الحق قل لست عليكم بوكيل” (الانعام الآية 66). “قل يا أيها الناس قد جاءكم الحق من ربكم فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها وما أنا عليكم بوكيل” (يونس الآية 108). “افمن يعلم انما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى إنما يتذكر أولو الألباب” (الرعد الآية 19). “وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا” (الإسراء الآية 18). “وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربك فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم وأن الله لهاد الذين آمنوا إلى صراط مستقيم” (الحج الآية 54). “أم يقولون افتراه بل هو الحق من ربك لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك لعلهم يهتدون” (السجدة الآية 3). “ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق” (الحديد الآية 16). الكتاب الصادق وقال المفسرون إن الله أنزل القرآن فارقاً بين الحق والباطل فهو الكتاب الصادق الدائم الكامل، الملازم للحق في كل آياته وأحكامه، بيان بالحق وطريق واضح في الدين، جاء حقاً منزلا على محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ شريعة واضحة من الله سبحانه وتعالى، كذب به القوم وهو الحق الذي لا موضع فيه لتكذيب، وليس هناك مجال للشك فيه فقد أنزله الله حقاً لاريب فيه، فمن كان يسير في حياته على بصيرة وهداية من ربه ويطلب الحق مخلصاً معه شاهدا بالصدق من الله وهو القرآن الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه، ولا من خلفه، ولكن أكثر المشركين الذين كفروا بما جاء من الحق ليس من شأنهم أن يذعنوا له بل يعاندون فيه، بعد ما جاء الحق من التوحيد والدين الصحيح والعدل وذهب الباطل والشرك والدين الفاسد وإن الباطل مضمحل زائل دائما. آية دائمة ويذكر الكاتب حسين حسن سلامة في كتابه “من هدي القرآن” حول الحق كاسم للقرآن يقول: إن هذا القرآن جاء بالحق ليكون آية دائمة تنزل من المكانة العلوية ليربي الأمة، وأنزل بالحق وقائم بالحق ويقره الله في الأرض ويثبته، ومن الحق قوامه واهتمامه ومادته وغايته، وجعل الله الحق من أسمائه وهو الحي الباقي الذي تكفل بنصرة الحق وأهله، ودحض الباطل ومن اتبعه، فلاثبات له ولا دوام، إن الحق قوة رهيبة ترهب الباطل وأهله لأن الحق أصيل في طبيعة الكون عميق في تكوين الوجود من طبيعته أن يعيش ويصمد وله العقبى، وقال قتادة “الحق أي القرآن، جاء من عند الحق بقوة تدفع الباطل، فمنذ أن جاء القرآن وقد استقر منهج الحق واتضح ساطعاً على الدنيا كلها كضياء الشمس لا يخفى على أحد، حاسم جازم، والله سبحانه وتعالى كلف رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يعلن للناس كلمة الحق التي جاء بها اليهم ليخرجهم من الظلمات الى النور، أمره أن يقذف به في وجه الجاهلية الكالح والشرك والغي والظلم. إن الحق هو الكلمة الفاصلة التي لا مراء فيها ولا جدال، وإن كانت هناك عداوة بينه وبين الأهواء والشهوات وحب الدنيا وبغض الآخرة، لذلك تجد له كارهين ومعرضين. “لقد جئناكم بالحق ولكن أكثركم للحق كارهون” (الزخرف الآية 78). وكراهية الحق هي التي كانت تحول بينهم وبين أتباعه، والذين يحاربون الحق في الغالب لا يجهلون أنه الحق ولكن يكرهونه لأنه يصادم أهواءهم، والحق لا يمكن أن يدور مع الهوى، لأنه به تستقيم الأمور وتجري به السنن في هذا الكون، لأن الحق واحد ثابت، وان المسلمين لا يستغنون عنه ولا يبتغون لهم شريعة تخالفه، ففيه الحياة الحقيقية ويقظة القلوب. القرآن آمر زاجر ويقول الإمام على رضي الله عنه وكرم وجهه: “واعلموا أن هذا القرآن هو الناصح الذي لا يغش، والهادي الذي لا يضل، والمحدث الذي لا يكذب وما جالس هذا القرآن أحد إلا قام عنه بزيادة أو نقصان، زيادة في هدى، ونقصان من عمى، واعلموا أنه ليس على أحد بعد القرآن من فاقة، ولا لأحد قبل القرآن من غنى فاستشفوه من أدوائكم، فإن فيه شفاء من أكبر الداء وهو الكفر والنفاق، والغي والضلال فاسألوا الله به وتوجهوا اليه بحبه، ولا تسألوا به خلقه، واعلموا انه شافع ومشفع، وقائل مصدق، وانه من شفع له القرآن يوم القيامة شفع فيه، فالقرآن آمر زاجر، وصامت ناطق، حجة الله على خلقه، أخذ عليهم ميثاقه وارتهن عليه أنفسهم، اتم نوره واكمل به دينه. فهذا القرآن هو الحق الذي نزل على محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وسيظل كما هو إلى أن تقوم الساعة، أحكمت آياته وفصلت كلماته، وظهرت فصاحته، كما يذكر ربنا تبارك وتعالى “وبالحق انزلناه وبالحق نزل” (الإسراء الآية 105).
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©