الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خرائط ريس.. لغز يحير العلماء

خرائط ريس.. لغز يحير العلماء
12 يوليو 2012
تتحدث بعض الكتب المختصة بتطور علم الجغرافيا والخرائط عن لغز يسمى “بيري ريس”، وبيري ريس هذا هو جغرافي تركي مسلم اسمه الكامل محيي الدين بن محمد الرئيس، توفي في العام 1513م وكان أحد قادة البحرية في الأسطول التركي. ترك ريس خريطة عجيبة حيرت العلماء عندما عثر عليها المستشرق الألماني كاهل kahle في مكتبة “توب كابي سراي” باسطنبول ونشرها على العالم سنة 1929م. أما سبب العجب فهو أن الخريطة تظهر القارة الأميركية بسواحلها وجزرها وموانئها وحيواناتها وسكانها الهنود الحمر الذين يرسمهم عراة وهم يرعون الغنم. أما “كراتشوفسكي” صاحب “تاريخ الأدب الجغرافي العربي” فيرى أن الرئيس قد يكون بناها على أساس خرائط كولمبوس التي ربما تكون سقطت في يده عندما انتصر الأسطول التركي على أسطول البندقية سنة 1499م وأسر بعض سفنه، إلا أن هذا الرأي يلقى معارضة من كثير من الباحثين لأن الخريطة فيها تفاصيل لأماكن لم يعرفها كولمبوس ولم يكن استكشفها ولكن هؤلاء الباحثين لم يقدموا تعليلا بديلا يكشف سر هذه الخريطة الغامضة. أما التفسير الثاني فيذهب إلى أن الرئيس نقلها عن أبو عبدالله آخر حكام العرب في الأندلس الذي أبقته إيزابيلا بعد هزيمتها له في خدمتها، ثم أمرته بقيادة حملة بحرية إلى أميركا لاعتقال كولمبوس وإرجاعه إلى إسبانيا مقيدا بالسلاسل، ولا بد أنه عاد من هناك بخرائطه الخاصة. وغير بعيد أن يكون الرئيس قد ذهب إلى أميركا بنفسه مع أبي عبدالله حيث كانا صديقين وسبق أن أرسل السلطان التركي الرئيس لمعاونة أبي عبد الله في حربه ضد ايزابيلا سنة 1490م. وهذا التفسير يعتمد على حكاية غير دقيقة ولم تثبت في أي مستند علمي. وهذه الخريطة واحدة من الإشارات التي دفعت باحثين إلى القول بأن أول خريطة رسمت لأميركا إسلامية وليست إسبانية ولا برتغالية. أما الخريطة الثانية فهي تلك التي اكتشفت في 1952م في مكتبة الاسكوريال بمدريد. وهي من صنع الجغرافي المسلم ابن الزيات المتوفى سنة 1198م؛ وفيها رسم لمنطقة بحر الظلمات (أي المحيط الأطلسي) ويشمل رسم الجزر المأهولة وهي أميركا. وقد اكتشف الخريطة وحققها الدكتور (خوان فرتيط) الأستاذ بجامعة برشلونة. إلى هنا، ربما يبدو الأمر مجرد استنتاجات قد تصيب وقد تخطئ، لكن ما يجعل خريطة “بيري ريس” هذا أعجوبة أو لغزاً ما أظهرته رحلات الفضاء وتصوير الأرض بالأقمار الصناعية. فقبلها كان علماء الخرائط في أميركا وأوروبا يعتقدون أن خرائط “بيري ريس” غير دقيقة وبها أخطاء في الرسم وفق معلوماتهم عن الشاطئ الأميركي ولكنهم فوجئوا بعد ظهور أول صورة مأخوذة من القمر الصناعي لهذه المناطق أن خرائط محيي الدين الرئيس أدق من كل ما عرفوه وتصوروه وأنها تطابق تماما صور القمر الصناعي وأن معلوماتهم هي التي كانت خاطئة. وعلى أثر ذلك عكف فريق من العلماء في وكالة الفضاء الأميركية على إعادة دراسة الخرائط مقطعا مقطعا بعد تكبيرها عدة مرات، فكانت المفاجأة الثانية.. وهي أن الرئيس قد وضع في خرائطه القارة السادسة في القطب الجنوبي والمسماة Antartica قبل اكتشافها بأكثر من قرنين، كما أنه وصف جبالها ووديانها التي لم تكتشف حتى سنة 1952م. هذا بتصرف بعض ما جاء حول موضوع اكتشاف أميركا وعلاقته بالجغرافيين العرب،وقد أورد موقع «وورد برس ما جاء في التقرير حسب ما نشر في كتاب عن “مراكب الفضاء” بعنوان ( Chariots of the gods) لمؤلفه إريك فون دانيكن (Erich-Von Danikin) وهو كتاب تجاوزت مبيعات نسخته الإنجليزية وحدها المليون نسخة وترجم إلى جميع اللغات الحية: يقول ص29: “لقد سلمت خرائط بيري ريس أول الأمر إلى الدكتور ماليري آرلنجتون أستاذ الخرائط الجغرافية في الجامعات الأميركية الذي قرر بعد فحص دقيق أنها تحتوي على كل الحقائق الجغرافية حول أميركا ولكن هناك خطأ أو عدم دقة في بعض الأماكن. وقد طلب الدكتور ماليري الاستعانة بجغرافيي الأسطول الأميركي الذين نقلوا الخريطة من المسطح على كرة حديثة فظهر لهم اكتشاف خطير وهو أن الخرائط كانت دقيقة ولم ترسم حدود القارات ولكنها تبين طوبوغرافيتها الداخلية، فتظهر فيها الجبال والأنهار والسهول بدقة متناهية وكأنما أخذت من الفضاء الخارجي. وفي سنة 1957 وهي السنة الجغرافية الدولية عكف فريق من علماء الجغرافيا بالمراصد الكبرى والبحرية الأميركية على مزيد من دراسة خرائط الرئيس.. وبعد دراسات على أجهزة متطورة وجدوا أن صورة عن القارة السادسة Antartica صحيحة ودقيقة بدرجة مذهلة (Fantastically Accurate) حتى بالنسبة للمناطق التي لم تستكمل اكتشافها في عصرنا الحاضر.. فالجبال على قارة القطب الجنوبي لم تستكشف حتى عام 1952. فهي دائما مغطاة بطبقة سميكة من الثلوج بحيث أن اكتشاف وجودها على خرائطنا الحديثة كان باستعمال أجهزة صدى الصوت Echo-Sounding apparatus. ويذكر الكتاب بعد ذلك اهتمام وكالة الفضاء الأميركية بمواصلة دراسة هذه الخرائط حيث اتضح أنها تشبه تماما الصور المأخوذة للكرة الأرضية من مركبة فضائية أثناء مرورها فوق منطقة القاهرة وهي صور تغطي مسافة 5000 ميل (خمسة آلاف ميل) فوجدوا تشابها مذهلا بين صور القمر الصناعي وبين خريطة “بيري ريس”. والسؤال الذي لم يستطع مؤلف الكتاب الإجابة عنه هو: كيف توصل هذا البحار التركي المسلم في ذلك الوقت المبكر حوالي سنة 1494م إلى مثل هذه الخرائط والاكتشافات؟ وما يزال السؤال معلقاً...
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©