الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«إيرث بلاتينم».. بساط الريح المعاصر

«إيرث بلاتينم».. بساط الريح المعاصر
12 يوليو 2012
لم تكن الخرائط الجغرافية فتحاً عظيماً في تاريخ البشرية وحسب، بل كانت في الصميم محاولة لفهم جسد هذه الكرة التي تسمى الأرض. ولم تكن الأطالس التي رسمت ملامح الأرض وكل ما يعيش عليها من كائنات طبيعية أو بشرية إلا خرائط الروح الإنسانية في رحلتها الطويلة عبر التاريخ. ففيها يقرأ المرء ذاكرة الكرة الأرضية في تشكلاتها الأولى وتطوراتها عصراً بعد عصر، وما يحتويه جسدها المذهل من تفاصيل وملامح ويابسة وماء، جبال ووديان وتلال وصحارى وكثبان، محيطات وبحار وينابيع وجداول وبيوت وعواصم ومدن وشواطئ وحيوانات وكائنات شتى... كلها يحملها الأطلس بين دفتيه ليحافظ على ميراث الإنسانية. مثل وثيقة، يلتف المركز الوطني للوثائق والبحوث في معماره الخارجي، متماهياً مع فكرته والهدف الذي تم إنشاؤه من أجله، متوائماً مع مناخه الداخلي وأجوائه المعرفية التي تنتسب إلى الوثيقة علماً وقراءة وبحثاً وصناعة وحضوراً. ولأن الخرائط من أهم الوثائق التي تؤرخ لمسيرة البشري على الأرض، وتعلن حضوره في التاريخ والجغرافيا، حظيت باهتمام خاص من القائمين على المركز الذي أطلق في الثاني عشر من يونيو الماضي في العاصمة أبوظبي أكبر أطلس في العالم يحمل اسم “إيرث بلاتينم”. العالم بين يديك مع عبورك الباب الرئيس للمركز الوطني للوثائق والبحوث ستجد هذه التحفة الفنية والعلمية بانتظارك، بالأحرى ستجد العالم بانتظارك على طبق من ورق. ينتصب التاريخ بين يديك، يناديك، يحاورك، يفتح لك بوابات المعرفة لتنداح أمام ناظريك بالألوان والخطوط والأرقام والكلمات.. تأخذك المشاهد المذهلة والصور التي التقطت بفنية عالية وطبعت باحتراف واضح إلى الدنيا وما فيها، تجول بك بين القارات، تعرج بك على مدن الأرض، وفيما أنت تقلب الصفحات الضخمة يخامرك شعور سندبادي بأنك تركب بساط الريح وتطير بين السماء والأرض لترى العالم من فوق. تستعيد حكايات ألف ليلة وليلة، تتذكر “مارسل بروست” على وجه التحديد الذي قال عن تجربته مع الف ليلة وليلة: “كما لو أنني اضع أصابعي على شفتي الأزل”، الفارق أنك هنا تشعر كما لو أنك تضع أصابعك على شفتي الكون. في الأطلس يختلط الفن بالعلم، ويظهر الإبداع في الخلفية اللونية حيث تميز درجات الارتفاع عن سطح البحر باللون، اللون يرتفع بك أو ينخفص لتظهر المحيطات في ظلال الأزرق المتدرجة في ثوب جذاب يسحر البصر، ويسمح للروح بأن تحلق في أمداء عجائبية وتتذوق جمال الطبيعة. تتناثر المدن مستحضرة أعداد سكانها، تواريخها، شواهدها العمرانية، دروبها، تقرأ في اسم تل في نيوزيلاندا عن المكان الذي تسلق فيه الرجل ذو الركبتين الكبيرتين الجبال ثم ابتلعها!. ومن حسن الحظ أن تلك العبارة وقعت قرب الساحل؛ فسبحت الحروف في مياه البحر لتظل في الذاكرة. تبحث عن اسم قريتك أو مدينتك وتعود بك الذاكرة الى أيام الطفولة والصبا ومختزنات الوعي المبكر. تسير في الطرق بفئاتها العشر (الكبرى، والصغرى، والثانوية، والدروب) بينما تتردد في أسماعك تلك الاغنية التي كانت خبز الثائرين وملحهم في سبعينيات القرن العشرين: “عنواني ولدت بلا عنوان، في الدنيا الواسعة وفي كل مكان”، تسير في الدروب مع العمال والفلاحين ورعاة الأغنام وعمال السكك الحديدية الذين طالما كانوا صورة للعذاب والألم. تمشي مع الأنهار الكبرى التي تسرد عليك تاريخ الحضارات التي نشأت على ضفافها، تواجهك الحدود الوطنية والحدود الدولية المتسامحة أو الجائرة، التي تحنو على المهاجرين أو تلفظهم مثل قطعة خبز جافة، وتمضي مع ألق البحيرات (المالحة وغير المالحة) إلى رائحة الصيادين وبحثهم المضني عن صيد يسد الرمق أو متعة معلقة في صنارة.. تغمز لك القمم الجبلية، تأخذك إلى البراكين التي تلسع حرارتها القلب وهو يستعيد ما مرّ به من فقدانات، ولا تنسى في جولتك أن تتأمل سور الصين العظيم مستحضراً عشرات الصفحات التي ربطته بذي القرنين. وفي كل هذا وذاك، أنت أمام عمل فني وعلمي بكل المقاييس، استخدمت فيه برامج كمبيوتر متخصصة، وسهر في تدقيقه أناس أحبوا عملهم حدّ التفاني، ومنحوا لكل موقع ما يحتاجه من كلمات، أعطوا له رمزاً منفصلاً، وأسلوباً محدداً، ولوناً طباعياً، وحجماً، وسمكاً وكثافة وغير ذلك. التاريخ الساكن يقول مدير عام المركز الوطني للوثائق والبحوث الدكتور عبدالله الريس إن “المركز يولي أهمية خاصة لهذا العمل النادر والمتخصص، فكان أول من بادر إلى اقتنائه، وهو ينظر بأمل كبير إلى الفائدة التي سيحققها للباحثين، فالجغرافيا هي التاريخ الساكن، ومن أولى بالمركز من هذا التاريخ الذي رصده كبار رسامي الخرائط في العالم، وأكثر العدسات مهارة لتوثقه في هذا الإنجاز العظيم الذي سيقدم فائدة كبيرة في مجال علوم الطبوغرافيا، وفي البحث العلمي الجغرافي، وفي الدراسات الجغرافية التي تعنى بمقارنة الماضي بالحاضر”. ويضيف الريس: “انطلاقاً من دورنا في نشر المعرفة، فإن المركز سوف يتيح هذه النسخة للباحثين الجادين، ويمنح الزائرين الفرصة ليتجولوا حول العالم على صفحاتها”، لافتاً إلى أن المركز “لن يدخر جهداً في خدمة الباحثين والمستفيدين، خصوصاً أن دقة هذا الأطلس وتميّزه وندرته سوف تسترعي انتباه هواة الكتب والمثقفين والجغرافيين”. تقول معلومات البيان الصحفي الذي وزعه المركز على وسائل الإعلام إن الأطلس يضم صوراً ونصوصاً وخرائط رسمت بأكبر مقياس معروف في الأطالس. ويقع في 128 صفحة، ويزن 150 كيلو جراماً، ويضم 61 صفحة للخرائط، وأكثر من 27 صورة. واستغرق العمل في إنتاجه أكثر من أربع سنوات، وتكون فريق العمل في المشروع من 120 شخصاً، وصُمّم غلاف الأطلس وأُعِدّ يدوياً، وأصدرته دار النشر الأسترالية “ملينيوم هاوس”. وتقول نسخة الأطلس الذي يربض هناك، في باحة المركز، إنه كنز علمي وتحفة نادرة سيحتفظ بها المركز الوطني للوثائق والبحوث للأجيال المقبلة؛ ذلك أن نسخة الأطلس بحسب تصريحات جوردن شيرز ممثل دار النشر الأسترالية “ملينيوم هاوس” “هي الأولى ضمن 31 نسخة فقط سيتم إنتاجها من الأطلس، حيث قامت الدار بإتلاف صفائح تصويره الطباعي، وذلك ليكون الكتاب تحفة يحافظ عليها من يقتنيها”. وعليه، يعتبر شيرز الأطلس “بحجمه الكبير، وطباعته الرائعة، وقيمته الفنية العالية، وتغليفه الفريد مرجعاً نادراً”. مذكراً أن أول أطلس مطبوع ظهر قبل ما يزيد عن 500 عام وحمل اسم “جيوغرافي”.. أما أحدث أطلس كبير الحجم فتم نشره في مايو 1660 أي قبل 350 عاماً، وحمل عنوان “أطلس كلينك”، وقدم هدية للملك تشارلز الثاني ملك إنجلترا، وكان أصغر من “إيرث بلاتينم” بنحو 30 سنتيمترا من جوانبه كافة. ويتوقع شيرز أن يحتاج الأمر إلى 350 عاماً قبل أن يصبح ممكنا إنتاج أطلس بحجم وعظمة “إيرث بلاتينم”، ومن المحتمل ألا يحدث ذلك أبداً، “فرسامو الخرائط، شأن صانعي الساعات وغيرهم من أصحاب الحرف التقليدية، باتوا عملة نادرة، ولذا فإن الأطلس سيصبح إرثاً للأجيال المقبلة، فأمره لا يقتصر على تمثيل ما تتيحه أحدث التقنيات وفن رسم الخرائط، بل هو نافذة كبرى على العالم الذي نعيش فيه اليوم سياسياً وجغرافياً”. مشيراً إلى أن المحيطات لم تحظ من قبل المختصين بالرصد الكافي لها، حتى يمكن القول ان القمر قد سجل بأفضل مما سجلت المحيطات، وكل ما هو مرصود من قاع البحار والمحيطات هو الممرات الخاصة بأسلاك الاتصالات، وخطوط الملاحة، أما الباقي فيحتاج إلى مزيد من البحوث، فهناك ما يزيد على مليون سفينة غرقت في العالم، بينما المعروف مواقع حطام 17 ألفاً منها، وما زال الكثير من التاريخ تحت البحار ينتظر من يكتشفه”. هذا ميراثي كما لو أنه يحكي عن حلم، يتحدث شيرز عن تحفته الفنية هذه، مؤكداً أن أطلسه “صنع ليبقى” وأنه “ميراثه” أو “إرثه” الذي سيتركه وراءه، فالكاتب حسب قوله، يكتب ليترك إرثاً لكن عمر غالبية الكتب في محالّ بيع الكتب 3 - 6 أشهر، ليس لأنها ليست جيدة، ولكن لكثرة عدد الكتب المنشورة (ما يزيد على مليون عنوان عام 2012)، ولأن متوسط عدد الكتب التي يمكن أن يتضمنها أي محلّ يقلّ عن 30000 كتاب؛ ولذا فإن المساحة المتاحة بتلك المحالّ تكفي بالكاد لعرض إصدارات عام واحد فقط. هذا يعني أنه ليس لمعظم الكتب إرث؛ فعمر الكتب على رفوف المحال قصير جداً. وقد أردت أن أترك إرثاً، وتأملت ما هو مطلوب لتحقيق تلك الغاية، فتبينت أن إنتاج كتاب مرجعيّ يتطلب ثلاثة عناصر، هي: المصداقية، والحجيّة، والاحترام. لهذا استخدمنا في إنتاج الأطلس أفضل فريق من الكتاب، ورسامي الخرائط، والمحررين، فضلاً عن حسن الانتاج من حيث التجليد واللمسة الأخيرة.. كما أنه صنع باليد كغيره من أشد الكنوز ندرة. وشأنه شأن أول كتاب تمت طباعته- وهو إنجيل غوتنبرج- (الذي أُنتج قبل ما يزيد عن 500 سنة) سوف يُحفظ داخل صناديق زجاجية في المتاحف 500 سنة من الآن، وضمن أفخر وأعظم المجموعات التاريخية والخاصة، وثمة القليل الذي يمكنني تحقيقه في فترة حياتي ويبقى مدة 500 سنة، وبالمثل ثمة القليل الذي يمكن لكل منا تحقيقه ويتواصل مدة 500 سنة. وثمة سبب آخر يستحق “إيرث بلاتينم” من أجله أن نحافظ عليه وهو أن نضمن بأن الناس في عام 2500 سوف يتعرّفون ما كان عليه عالمنا عام 2012؛ فبعد 500 سنة بعد أن تكون المباني والمنشآت التي حولنا قد زالت، يبقى “إيرث بلاتينم” ها هنا؛ فهو الإرث الذي سوف نتركه. إن الأطالس كبسولات زمنية و”إيرث بلاتينم” ما هو إلا كبسولة زمنية كبرى. لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل ما يزال الأطلس مهماً في عصر المعلومات وهل يستحق هذه التكلفة العالية؟ ويبدو أن لدى القائمين عليه إجابة واضحة: كمية البيانات الموجودة لدينا كبيرة جداً جعلتنا نستشعر الحاجة إلى إنتاج كتاب بذلك الحجم؛ وذلك حتى نعطي المادة حقها؛ فبعض الجزر تشاهد أول مرة، وبحجم معقول قياساً بأقرب القارات إليها، وليس من السهل دوماً استيعاب حجم كوكبنا. ومن المهم كذلك أن هذا الأطلس يتيح لنا في زمننا هذا (2012) سجلاً بوسعه أن يلهم الأفراد، ويحثهم على السفر لاكتشاف عجائب العالم. وبعيداً عن الخرائط، نعتقد أن “إيرث بلاتينم” عمل فني يعرض صور عالمنا لأول مرة بذلك الحجم، وبذلك الكم من التفاصيل؛ فالصور التي استخدمناها مفصلة جداً، حتى إن كل منها يتألف من ألف صورة؛ فعلى سبيل المثال: صورة الأفق في شنغهاي مؤلفة من 12000 صورة، وبذلك هي أكبر صورة في العالم. الناس الذين توقفوا أمام الصفحة المزدوجة التي عليها صورة “ماتشوبيشو”، والذين سافروا إلى هناك قالوا: نشعر وكأننا قد عدنا إلى هناك مرة أخرى. بوسعك أن تشعر بالجبال، وأن تلمسها، وهذا شيء جدير بصورة حجمها 6×9 أقدام. لقد حرصنا ـ ونحن ننتج “إيرث بلاتينم” ـ على توحيد تهجئة أسماء الأماكن، لاسيما البلدان التي ليس فيها هيئة للأسماء الجغرافية، أو ما يعادلها، ولا سيما في أسماء الأماكن في البلدان التي تستخدم أبجديات غير رومانية. أعتقد أن هذا الأطلس وغيره من المطبوعات سوف يقوم بإنشاء كتلة هائلة من المواد الأطلسية، وتصبح التهجئة التي نطرحها هي المعتمدة كمرجع، تماماً كقاموس أكسفورد الذي هو المرجعية الأساسية للمفردات الإنجليزية. وقد تعيّن علينا صنع حروف خاصة حتى يتسنى لنا كتابة الأسماء المحلية للأماكن بحروف رومانية للبلاد التي تستخدم اللغات العربية، والفيتنامية، والآيسلندية، وغيرها. ولمّا كنا قد أنتجنا العديد من الأطالس فقد استفدنا من كافة المعلومات الراجعة لتحسين عملية رسم الخرائط الخاصة بالقارة الأوروبية. والتحديث الذي نقوم به من الناحية التقليدية يحدث على فترات ـ كل خمس أو عشر سنين ـ بالاتفاق مع ناشري الخرائط، لكن العالم يتغير بشكل أسرع الآن، ونستطيع الآن الاستجابة الفورية باستخدام ما يزيد على ستين من رسامي الخرائط المنتشرين في العالم، وللإصدارات التي تنطوي على بحث علمي جيد غاية هامة، وهي تثقيف الجمهور، على الأقل من أجل تصويب الأخطاء التي وقعت وتقع فيها بعض المواقع في شبكة المعلومات العالمية. مثل الكُتّاب، يعشق الناشرون كتبهم أيضاً، وهذا ما يبدو عليه شيرز الذي يعتقد أن “الأطلس قادر على أن يمنحنا نظرة إلى العالم كله كما هو عليه اليوم. وحتى وقت ليس ببعيد، استخدمت الأطالس الخطوط المحيطية لبيان الارتفاع، ولكنا أنتجنا ظلالاً باستخدام البيانات الحديثة تتيح مزيداً من المعلومات الجذابة لمستخدمي اليوم. ومجرد الاضطلاع بمهمة ربط أجزاء العالم بعضها ببعض في مجرى واحد وإن كان غير ملتحم، حيث التوافق عبر كافة المحيطات والقارات، هو أمر عظيم فنياً وفكرياً. لقد استطعنا تحديد العالم من أعلى الجبال في آسيا إلى أعمق النقاط في المحيط الهادي بشكل متدرج. والزمن وحده هو القادر على أن يدلّنا على الطريقة التي ستُعرض بها في المستقبل الطبقات الطوبوغرافية في الأطالس، وربما ستكون صور تلك الطبقات ثلاثية الأبعاد!! ولكن سيكون “إيرث بلاتينم” منذ اليوم مثالاً على كيفية رؤيتنا للأشياء، على الورق على أقل تقدير”. رائحة السياسة لا تغيب السياسة عن رسم الخرائط، تبحث عن رائحتها هنا أو هناك فيأتيك الجواب منسوباً إلى الأمم المتحدة: “لجأنا، يقول شيرز، إلى الأمم المتحدة لتوضيح الحدود، وتهجئة الأسماء.. لقد رأيت أن ما ترضى به الأمم المتحدة سوف نرضى به أيضاً”. ويضيف سبباً آخر “يزكي” أطلسه لجهة حياديته: “ولحسن حظ “إيرث بلاتينم” وقرائه أنه ينشر في أستراليا”. إنه يومئ هنا إلى ما تعرف به استراليا كقارة بعيدة عن النزاعات ومحايدة. لذلك، نجده يستوعب أحدث الإضافات في قائمة دول العالم (جنوب السودان) ويطبق نظاماً حديثاً على أسماء المدن في الصين، ويفي بالاتجاه السائد في جنوب إفريقيا، وكندا، وأستراليا، ونيوزيلاندا، للعودة إلى أسماء مدنها الرئيسة الأصلية، ومعالمها. مع ذلك، ثمة مزالق لا يمكن تلافيها تماماً، لهذا لا يمكن بيع الأطلس في حالته الراهنة في كوريا الجنوبية، ولا في الهند، كما يعترف ناشره، مؤكداً أنه “كان بالإمكان إجراء التغييرات التي تضمن بيعه في كلتا الدولتين لكننا لم نشأ ذلك”. ويشير إلى أن الأطلس “يعكس بعض التحديثات في عالمنا، ورؤوس السلطة فيه كما هو الآن؛ فها هي قمة بوجي في جزيرة آنتيجوا في البحر الكاريبي وأعلى نقطة جبل في باربودا قد غير اسمها لتكريم الرئيس الأميركي باراك أوباما فأصبح الآن: “جبل أوباما”. ويعترف بأن أصعب ما يمكن نشره من تلك الأطالس هي لعدة اعتبارات سياسية وفنية، وأخرى تتعلق بالدقة والتفاصيل. بقيت معلومة تستحق الذكر وهي أن سعر النسخة الواحدة من الأطلس يبلغ 100 ألف دولار أميركي، مع ذلك يصر شيرز أنه “ليس موجهاً للأثرياء فقط”!. المكان المناسب وجه جوردن شيرز الشكر إلى المركز الوطني للوثائق والبحوث الذي أحاط هذا الإنجاز العلمي النادر بما يستحقّ من اهتمام، وقال: «إن إدارة “ميلينيوم هاوس” وضعت المركز الوطني للوثائق والبحوث في مقدمة المؤسسات التي توجهت إليها لتعرف بأطلسها العملاق “ايرث بلاتينم”، إيماناً منها بأن هذا المكان هو المناسب لاقتنائه، وأن القائمين على المركز هم أكثر إدراكاً لقيمة هذا العمل الذي يقدم وجهة نظر غير مسبوقة في العالم، وسيصل إلى أيدي المستفيدين الحقيقيين، ولما كان المركز يحظى بمنزلته المتميزة ومكانته المرموقة لدى الباحثين فإننا متيقّنون أنه سيكون حريصاً على اقتنائه، لاسيما أن في مكتبته العديد من أطالس دار ميلينيوم هاوس المتخصصة”. عن المركز تأسس المركز الوطني للوثائق والبحوث عام 1968 بناء على توجيهات المغفور له -بإذن الله- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ويحتفظ بملايين الوثائق التي تعنى بتاريخ دولة الإمارات ومنطقة الخليج، وهو الأرشيف الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، وهو إحدى المؤسسات التوثيقية للتعريف بتاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة وهويتها. ويركز اهتمامه في هذه المرحلة في تنظيم أرشيفات الوزارات والمؤسسات الرسمية وشبه الرسمية، ويقوم بجمع التاريخ الشفهي وتوثيقه، ويعدّ البحوث المتخصصة، وينشرها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©