الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإمارات تتبنى خططاً «خضراء» للتصالح مع البيئة

الإمارات تتبنى خططاً «خضراء» للتصالح مع البيئة
14 أكتوبر 2010 20:40
اتفق أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة لدى اجتماعهم حول البيئة البشرية في استوكهولم يوم 5 يونيو 1972 على تخصيص يوم الخامس من يونيو من كل عام للاحتفال باليوم العالمي للبيئة، وتقديم فروض الولاء والوفاء لأمهم الأرض. ولم تشذ الإمارات العربية المتحدة عن القاعدة، بل قررت الاحتفاء بهذا اليوم كغيرها من الأمم، إلا أنها زادت عليه 364 يوماً آخر. وبمجرد انقضاء أربعة أشهر على انعقاد المجلس الوطني الاتحادي بالإمارات العربية المتحدة. أعلن «مهندس الاتحاد» نيته جعل هذا الاتحاد أخضر، فتلونت أعلام الإمارات بالأخضر، وهويتها بالأخضر وصحراؤها بالأخضر، بل وحياتها اليومية أيضاً بالأخضر. مخططات عملاقة النخيل لم تنبت تلقائياً ولا عبثاً في صحراء الإمارات طولاً وعرضاً لتصل إلى أكثر من 40 مليون نخلة، ولم تلف الخضرة والأزهار الحدائق والطرقات بلمسة ساحر، وإنما بجهد جهيد وتخطيط حثيث من مؤسس الاتحاد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، وخلَفَه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان حفظه الله، وبطانته التي أثبتت صلاحها بالعمل قبل القول، فلم تتوان في مشاركته مسيرة التخضير الخضراء، وتحويل الإمارات من صحراء قفراء إلى جنات خضراء. وحفظ أهل الإمارات الميثاق والعهد وبقوا على الدرب، ولا زالوا يقدمون بدورهم فروض الولاء لقائد مسيرة التخضير وفروض الوفاء إلى أمهم الأرض. ولا يمر شهر إلا ونشهد فعاليةً هنا في التشجير بالمدارس والطرق والدور، ولا يوماً إلا بحملة توعية عن ترشيد الماء هنا، أو لافتات ومطويات للاقتصاد في الكهرباء هناك، أو إعلانات بيئية هنالك، توازيها مخططات عملاقة تقوم بها أبوظبي، ومنها انطلقت عشرات ملايين النخلات وغرست فسائلها في جميع ربوع الإمارات، ومنها بدأت مشاريع الطاقة الشمسية والنووية ومشاريع أخرى أبت إلا أن تبقى على العهد وتحفظ رونق أبوظبي وباقي الإمارات، وتجعلها دائمة الاخضرار. عقد أخضر تأتي مبادرة المعرض الفني «أخضر أبوظبي 2010»، الذي انطلق أمس الأول، في الإطار ذاته حلقةً أخرى تضاف إلى هذا العقد الأخضر الفريد، لتُلون صفحة أخرى وتضيفها إلى صفحات سجل أبوظبي الحافل بالإنجازات الخضراء. سجل يشارك في تدوينه ورص صفحاته الجميع، شيباً وشباباً، أطفالاً ورجالاً، أساتذةً وطلاباً. من الزيارة الأولى لأروقة معرض أبوظبي يتبين أنه ليس مزاراً للفرجة فقط، وإنما ورشة تدعو الجميع إلى الإسهام فيها. فهو دعوة مفتوحة إلى جميع سكان أبوظبي وزائريها بصبغ مدينتهم بالأخضر وتلوين حياتهم اليومية باللون الأخضر، والعيش في سلام مع «الأخضر»، وتجنب كل ما من شأنه أن يحول هذا اللون البهي إلى أسود أو أحمر. ولا شك أن ما يرمي إليه المنظمون من هذه الأسابيع الثلاثة أعمق من مجرد ورشات تلوين ورسم وتنظيف شواطئ ومزادات فنية، وإنما التشجيع على التصالح مع البيئة والكف عن إيذائها؛ فالذي يرمي بالقاذورات من نافذة سيارته يؤذيها، والذي يترك المصابيح الكهربائية مُضاءةً 24 ساعة في بيته يعاديها، والذي يترك مخلفات طعامه متناثرة في هذه الحديقة أو ذاك المنتجع يرديها، والذي يختم فرجته السينمائية برمي مخلفات أكله على أكثر من مقعد داخل قاعة السينما ينقض العهد ويقابل سخاء أمه الأرض نكراناً وجحوداً وعصياناً.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©