الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«فاتورة النفقات»..ترهق ميزانية العائلات

«فاتورة النفقات»..ترهق ميزانية العائلات
13 يوليو 2015 18:40
نسرين درزي (أبوظبي) مع الإعلان عن صرف راتب شهر يوليو مبكراً، انتشرت رسائل عبر مواقع التواصل الاجتماعي تدعو إلى ترشيد النفقات، خاصة مع قرب أيام العيد وحلول موسم الصيف، مما يتطلب من الأسر ميزانية محكمة.. في ظل توجيه راتب مايو لمخصصات الاستعداد لرمضان، وكذلك راتب يونيو لمواصلة الإنفاق، بعكس المفهوم الصحيح للشهر الفضيل. وما أن يحل راتب أغسطس حتى تنهال طلبات المدارس والقرطاسية والأقساط، وقبل أن يلتقط الأهالي أنفاسهم يحين موعد عيد الأضحى الذي تقترن فرحته بكل جديد من أثاث وولائم وهدايا وملابس جديدة. وقع هذه الرسالة جاء على الجميع كما جرس الإنذار الذي أيقظ فئة كبيرة ووضعها أمام ما ينتظرها من استحقاقات مالية، ومع أن كثيرين تعاملوا مع الموقف على سبيل «الفكاهة».. وللمصادفة تتوالى هذه السنة مناسبات ترهق ميزانية الأسرة وتضعها تحت ضغط شديد ما لم ترسم لنفسها برنامج أولويات لترشيد الإنفاق من لحظة تحويل استلام «الرسالة النصية» بتحويل الراتب إلى حساباتكم في البنوك. فواتير وميزان وترى ندى الكعبي أن الأمر لا يستحق القلق، إلا بالنسبة إلى الأشخاص المسرفين بطبعهم، وعن نفسها، فهي زوجة وأم 4 أبناء تعرف جيدا كيف تدخر بما يغطي احتياجات أسرتها طوال السنة وعلى مختلف المواسم، وتقول إنه كما ينتظر الجميع فترة إنفاق حرجة، فقد مرت كذلك أشهر عادية لم تتطلب دفع فواتير باهظة، وإذا وضعنا الحالين في الميزان، تنتهي الأمور على خير ما يرام ضمن الأسر التي تنظر إلى حياتها ككتلة متكاملة. وحسب ندى فمن الخطأ أن ينفق الشخص يوماً بيوم، سواء كان عازباً أو رب أسرة، وعليه أن يعد «ميزانية سنوية» تعتمد على المتطلبات اليومية للعائلة ومستلزماتها مقارنة مع مدخولها. وبالوعي نفسه يتحدث معين الأسدي الذي يعمل في مكتب محاماة، معتبرا أن الراتب الشهري للزوج والزوجة معاً، يحدد شكل نفقات الأسرة، وما عدا ذلك يصب في خانة الإسراف والتبذير، ويذكر أنه تعامل مع الرسالة التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي بغاية الجدية، مع أنه في الأصل يحرص على إدارة نفقات بيته وأبنائه الثلاثة. ويقول إنه جلس قبل أيام مع زوجته للتداول في تحديد الأولويات وما قد يحتاجان إليه مع أبنائهما لموسم الصيف، وكانت النتيجة أنهما سيختزلان شراء الأمور غير الضرورية على مدى الشهرين المقبلين حتى يتمكنوا جميعا من السفر أغسطس المقبل. درء الكماليات في المقابل ينظر آخرون إلى الحسابات المسبقة على أنها أمور لا يمكن التحكم بها، أو على الأقل يعترفون بأنهم لم يحاولوا وضع جداول لضبط المصروف. والسبب في رأيهم أن أشهر السنة لا تشبه بعضها بالنسبة لمتطلبات الأسرة والتزامات الفواتير، الأمر الذي يجعلهم عاجزين عن ادخار «القرش الأبيض لليوم الأسود».. وهذا ما يلمح له خلفان عبدالله الذي يتفاجأ شهرياً بحجم الإنفاق داخل أسرته، بما يفوق أحيانا قدرته على السداد. ويعترف بأن الرسالة التي قرأها عما ينتظر الأسر من مناسبات، شغلت تفكيره بعض الشيء لأنه يعرف مسبقا ماذا تعني نفقات رمضان والعيد والسفر وكل ما تشتهيه الأسرة من مستلزمات جديدة. ويشير خلفان عبدالله، إلى أنه عندما يطلع على مصروفه الشهري مقارنة مع مصروف أصدقائه ممن لا يعيشون ترفه، يشعر بالإحباط. ويتساءل كيف يمكنهم أن يكملوا لآخر الشهر بمدخول محدود، علما بأن شيئا من أساسيات الحياة لا ينقصهم؟ الجواب بلا شك هو في إدارة المصروف والحكمة في الموازنة بين درء الكماليات والتركيز على المستلزمات الضرورية لعيش حياة كريمة.. ومع أن هذه المعادلة ليست بعيدة عن تفكير أمال العوضي، أم لولد وبنت، إلا أنها تعجز عن تطبيقها مع أنها حاولت مرارا، وهي تعتبر أن لا شيء يوقفها عن التبضع إلا عندما يخف المال بين يديها، وطالما أن مصروف البيت لم ينته بعد، فإنها تنفق بلا حسبان. وتعترف آمال التي تعمل في مجال تصميم الجرافيك أنها تخشى من عدم قدرتها على تجديد أثاث بيتها قبل شهر رمضان كما جرت العادة، والسبب أنها لم تفكر في الأمر من قبل، وقد اضطرت الأسبوع الفائت إلى دفع أقساط المدرسة مع التسجيل للسنة الدراسية المقبلة. ولدى سؤالها هل خططت للسفر مع زوجها وولديها خلال إجازة الصيف، أجابت بابتسامة تدل على شعورها بالإحراج وكأنها لم تفكر بعد في أمر تريده فعلا. إرشادات يقدم الخبير الاقتصادي عبدالرحمن النقبي إرشادات تمكن الأسرة من جدولة نفقاتها وفقاً للدخول: . وضع ميزانية سنوية تتلاءم مع متطلبات الأسرة وتحديد الضروريات قياسا بدخل الزوج والزوجة. . التحضير لشهر رمضان، بتخزين بعض السلع التي لا تبطل صلاحيتها ويرتفع ثمنها. . شراء ملابس العيد للأبناء قبل أسابيع على حلوله، وكذلك الأمر بالنسبة لتفصيل العباءات و«الكنادير». . التخطيط المسبق للسفر، وحجز التذاكر قبل أشهر مما يوفر مبالغ طائلة. . التعرف إلى الحجز الإلكتروني، لتذاكر السفر أو الفنادق وسيارات الإيجار.. لأن تكلفتها أقل. . التداول بالبطاقات الائتمانية التي تحظى بنقاط إضافية عند كل استخدام. . اختيار المراكز التي تقدم خدمات مجانية بعد 3 أو 4 خدمات مدفوعة. . تتبع العروض الموسمية والخصومات أثناء التبضع أو شراء الأثاث حتى السيارات. . التسوق الأسبوعي أو الشهري من الأسواق التي تعتمد أسلوب ربح النقاط وإعادة الشراء بتوفير أكبر. حسن الكثيري: تجنبوا شراء الكماليات يتحدث المهندس حسن الكثيري الخبير في قضايا المستهلك، عن زيادة أعباء الأسرة خلال شهر رمضان والاستعادات لعيد الفطر وعام دراسي جديد، ملخصاً الحل في الابتعاد عن شراء الكماليات التي يمكن الاستغناء عنها أو تأجيلها. وبالحديث عن الاستحقاق الأول، وهو شهر رمضان الذي يشتد فيه الطلب على السلع الأولية، ينتقد سلوك البعض، باعتبار شهر الصيام حجة تدفعهم يومياً إلى الأسواق من دون مبرر أحياناً كثيرة. وفيما يتعلق بضرورة الإعداد المسبق لوضع خطة الإنفاق، لفت الكثيري إلى خطورة ارتباط مفهوم الاستهلاك بالرغبة وحسب، إنما بموازنة الحاجة إليه من جهة والقيمة الشرائية للمنتج المراد شرائه من جهة أخرى. ويعتبر أن المستهلك الواعي هو الذي يضع أولويات لاحتياجاته المعيشية ولرفاهيته، حيث يكون الإنفاق على الأمور الأساسية التي يحتاج إليها فعلاً حتى إن كان السفر في إجازة، بشرط أن يستعد لهذه التكاليف من قبل، وأن يقدمها على أمور أخرى لا بد من الاستغناء عنها في مرحلة معينة. وينصح الكثيري العائلات خلال الفترة المقبلة بأن تطرح على نفسها الأسئلة التالية: لماذا أشتري هذه السلعة؟ وهل أسرتي تحتاج إلى هذه النوعية الثمينة بالذات؟ وإلى كل هذه الكمية؟ ولماذا أذهب إلى هذا المطعم ذي الفاتورة المرتفعة؟ وألا توجد خيارات أخرى؟. ويوضح الخبير في قضايا المستهلك أن هذه الأسئلة تجعل الشخص يتوقف عن الانجراف باتجاه الإسراف الأعمى والشراء الآني، ويميل إلى التشاور من باب إعادة النظر في قراره حتى لو كانت السلعة رخيصة الثمن.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©