الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

إنتاج مواد مركبة لتصنيع الجيل القادم من طائرات «بوينج X777»

إنتاج مواد مركبة لتصنيع الجيل القادم من طائرات «بوينج X777»
11 نوفمبر 2017 22:55
حوار: حاتم فاروق تعكف شركة «ستراتا للتصنيع» حالياً على إنتاج وتصنيع المواد المركبة اللازمة لصناعة أجزاء هياكل الطائرات خفيفة الوزن أو ما يعرف بـ «مواد التقوية التحضيرية» من خلال إنشاء مشروع مشترك بين «مبادلة للاستثمار» وشركة «سولفاي» العالمية لصناعة أجزاء هياكل الجيل القادم من طائرات النقل التجارية الكبرى، بحسب اسماعيل علي عبد الله الرئيس التنفيذي لشركة «ستراتا للتصنيع». وقال عبد الله لـ«الاتحاد» إن المشروع الجديد الذي يقع في قلب مجمع العين لصناعة الطيران «نبراس»، وجهة صناعة الطيران في أبوظبي، سيعمل على توريد مواد التقوية التحضيرية المتطورة لشركة «بوينج»، بهدف استكمال تصنيع مجموعة الذيل وألواح دعم الأرضيات في طائرة «بوينج X777»، منوهاً بأن هذه النوعية من المواد المركبة المستخدمة في بناء هياكل الطائرات تجمع بين الأداء الاستثنائي وخفة الوزن، ما جعلها تشهد نمواً مستمراً في عمليات التصنيع بالتزامن مع سعي شركات صناعة طائرات النقل التجارية الكبرى إلى خفض أوزان الطائرات بهدف تحسين كفاءة استهلاك الوقود والحد من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون. وفيما يتعلق بأعمال «ستراتا للتصنيع» خلال 2017، قال عبد الله إن الشركة تسعى جاهدة إلى توطيد علاقات الشراكة مع كبريات شركات صناعة الطائرات على المستوى العالمي، في إطار خططها لتوسيع نطاق أعمالها في مجال تصنيع هياكل الطائرات، خاصة أن الشركة استطاعت بناء ثقافة تقوم على الالتزام بأعلى معايير الجودة العالمية وجداول التسليم الدقيقة، وتكريس موقعها كمساهم رئيس في سلاسل القيمة العالمية لصناعة الطيران. وأضاف «نجحت الشركة منذ انطلاق أعمالها في 2010 في أبرام عدد من عقود الشراكة مع كبرى شركات صناعة الطائرات العالمية مثل بوينج، وإيرباص، و«ليوناردو – فينميكانيكا» لصناعة هياكل الطائرات، إضافة إلى كونها مورداً أساسياً لشركتي «إف إيه سي سي» و «سابكا» لصناعة الطيران و«ساب» لصناعة الطائرات وغيرها من الشركات العالمية». وأكد أن الشركة عملت على بناء سلسلة توريد محلية لقطاع صناعة الطيران من خلال تشجيع الشركات المحلية على دخول هذا القطاع والمساهمة الفعالة في سلاسل القيمة العالمية لقطاع صناعة الطيران، لافتاً بأن «ستراتا» قامت حتى الآن بتسليم أكثر من 34,000 قطعة إلى كبريات شركات صناعة الطيران على مستوى العالم. نسب التوطين وحول توطين الكوادر الإماراتية بالشركة، أشار إسماعيل عبد الله إلى نجاح «ستراتا» في استقطاب نخبة من الكوادر الإماراتية المتميزة حتى تجاوزت نسبة العاملين في الشركة من المواطنين نصف القوى العاملة، كما وصلت نسبة المرأة الإماراتية إلى 86% من مجمل القوى العاملة الإماراتية، فيما يعمل حالياً أكثر من 300 إماراتي في وظيفة فني صناعة طيران في «ستراتا». وأضاف «يبلغ عدد الإماراتيات العاملات في وظيفة «قائد فريق» 28 موظفة من أصل 48، كما يبلغ عدد الإماراتيات العاملات في وظيفة «مشرف فريق» 3 من أصل 10. ما يدلل على قدرة المرأة الإماراتية في شركة «ستراتا» وغيرها من الشركات الوطنية على الانخراط في شتى المجالات ما أهلها للمنافسة على المستوى العالمي». برامج التدريب ونوه الرئيس التنفيذي إلى أن «ستراتا» تستقطب وتطور الكوادر الوطنية المتميزة من خلال توفير البرامج التدريبية في قطاع صناعة الطيران، بما يتناسب مع خطط الشركة المستقبلية، لافتاً في هذا الصدد إلى إعلان «بوينج» و«ستراتا» خلال بداية 2017 عن توسيع شراكتهما الاستراتيجية طويلة الأمد لتشمل برامج التدريب الهندسي وقدرات الأبحاث والتطوير. وقال عبد الله «سيشارك عدد من مهندسي ستراتا في برنامج تدريبي في مصانع شركة بوينج يتضمن التدريب على مجالات التصميم وهندسة التصنيع وهندسة الجهد، وذلك في إطار جهود الشركة المتواصلة لتطوير المهارات والكفاءات الهندسية للعاملين لديها»، مؤكداً أن البرنامج التدريبي الأول انطلق في شهر سبتمبر في مصنع بوينج ويستمر لمدة ثمانية أشهر، ويشارك فيه مهندستان من شركة «ستراتا»، علماً بأن هذا البرنامج التدريبي سيستمر من 4 إلى 6 أعوام ليوفر التدريب لــ 12 من مهندسي «ستراتا». تنوع الاقتصاد وفيما يتعلق بمساهمة قطاع صناعة الطيران في اقتصاد دولة الإمارات، أوضح عبد الله أن قطاع صناعة الطيران من أهم القطاعات الصناعية التي ستساهم في تحقيق هذه الرؤية لما يتميز به من توظيف أرقى أنواع التقنيات ولما له من أهمية استراتيجية على المستوى العالمي، مؤكداً أن دولة الإمارات تهدف إلى رفع نسبة مساهمة القطاع الصناعي الإماراتي في الناتج المحلي الإجمالي من 14% إلى زيادة 25% بحلول العام 2025. وتابع «ستساهم ستراتا، وغيرها من الشركات الصناعية الوطنية التي أثبتت قدرتها على المساهمة بقوة في سلاسل القيمة العالمية لأرقى الصناعات على المستوى العالمي، في تحقيق هذا الهدف الطموح وبناء القدرات الوطنية المتميزة التي تدعم حركة الابتكار والإبداع لنتمكن من الاحتفال بتصدير آخر برميل من النفط وننطلق إلى آفاق أرحب من تصدير المعرفة والابتكار». القيمة المضافة وأكد الرئيس التنفيذي أن شركة «ستراتا» تهدف إلى لعب دور أساسي في دعم جهود تنويع الاقتصاد الإماراتي وبناء قطاع صناعي متطور يستند إلى الكوادر الوطنية المتميزة وتوظيف أرقى تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، منوهاً إلى أن الشركة اتخذت بالفعل خطوات إيجابية لدمج تقنيَّات الطباعة ثُلاثية الأبعاد في العمليات اليومية من خلال تصنيع المواد المستهلكة في الإنتاج. وقال «تتيح الطباعة ثلاثية الأبعاد العديد من فرص رفع القيمة المضافة في قطاع صناعة الطيران، مثل تحسين عملية تصميم أجزاء الطائرات، وتصنيع أجزاء معقدة حسب الطلب، وتصنيع أجزاء طائرات أخف وزناً، والذي يعد من أهم الأهداف التي تسعى شركات صناعة الطيران لتحقيقها في إطار التقليل من استهلاك الوقود، والتغلب على مشاكل سلاسل التوريد وطباعة الأجزاء مباشرةً في أماكن تواجد العملاء، وأخيراً اختبار الأجزاء في العالم الافتراضي وتحسين تصميمها وإجراء تعديلات عليها ودراسة سلوكها قبل إنتاجها الفعلي. وفيما يتعلق بأهم المجالات التي يتم فيها توظيف تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد، قال الرئيس التنفيذي لشركة «ستراتا»: «يأتي استثمارنا في الطباعة ثلاثية الأبعاد في إطار توجهها العام لتوظيف تقنيات الثورة الصناعية الرابعة في قطاع صناعة الطيران، وعملها على ريادة التوجه العالمي لبناء «مصنع المستقبل»، فيما يمكنها من المساهمة في تحقيق رؤية أبوظبي الاقتصادية 2030 والتي تهدف لبناء اقتصاد متنوع قائم على المعرفة». تطوير 5 مشاريع ابتكارية لاستخدام الروبوتات وتقنيات الفحص المتقدمة يعكف قسم الأبحاث والتطوير في «ستراتا» حالياً على إنجاز 5 مشاريع ابتكارية بالتعاون مع معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا وجامعة خليفة والمعهد البترولي. وتضم قائمة هذه المشاريع تطوير تقنيات خاصة لتجميع أجزاء هياكل الطائرات باستخدام الروبوتات، وتقنيات الفحص المتقدمة، وتحسين آليات تصنيع وتجميع أجزاء هياكل الطائرات المصنعة من المواد المركبة. ويعمل المشروع الأول على تطوير نظام للثقب الآلي وتركيب لوحة الصواميل المستخدمة في تجميع الهياكل المعقدة، فيما تتمثل القيمة المضافة لهذا المشروع في الحد من ساعات العمل والتخلص من مشاكل إعادة التركيب وتعزيز الكفاءة باستخدام الروبوتات. أما المشروع الثاني فيهدف إلى تطوير نظام يتيح توقع الملء المطلوب خلال عملية تجميع الهياكل المعقدة والحد من الأعمال اليدوية لإنجاز هذه العملية، فيما ستساهم هذه التكنولوجيا في الاستغناء عن خطوات عديدة مما يؤدي إلى تسريع عملية التجميع. ويهدف المشروع الثالث إلى إطالة عمر أدوات القطع المستخدمة في «ستراتا» عبر استعمالها بالشكل الصحيح واختيار أدوات القطع المناسبة، فيما سيساهم المشروع في تحسين أدوات القطع التي ينبغي استبدالها باستمرار. وتحت عنوان «الفحص بالتصوير الحراري» جاء المشروع الرابع الذي يهدف إلى تطوير نظام وإجراءات خاصة لتطبيق تقنية التصوير الحراري في فحص الأجزاء بسرعة وكفاءة، فيما سيتيح التصوير الحراري تسريع عملية الفحص، كما سيسهل استخدامه لاكتشاف الخلل في التصنيع في مراحله الأولية. أما المشروع الخامس الذي جاء تحت شعار «القضاء على المسامية في أجزاء هياكل الطائرات المركبة» فهو يهدف إلى تطوير آلية للقضاء على المسامية في أجزاء هياكل الطائرات المركبة عبر إعادة تصميم العمليات الصناعية وتحسينها للتخلص من مشكلة المسامية التي تعتبر من أبرز المشاكل المرتبطة بتصنيع أجزاء هياكل الطائرات من المواد المركبة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©