الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

10 أقمار اصطناعية محصلة الإمارات الفضائية خلال 18 عاماً

10 أقمار اصطناعية محصلة الإمارات الفضائية خلال 18 عاماً
6 أكتوبر 2018 00:20

ناصر الجابري (أبوظبي)

تنتقل الإمارات إلى مرحلة تصنيع الأقمار الاصطناعية، خلال شهر أكتوبر الجاري، مع إطلاق القمر الاصطناعي «خليفة سات»، والذي يعد تأكيداً على الكفاءات والقدرات المواطنة في المجالات ذات العلاقة بالفضاء وعلومه ومعارف المستقبل.
ومع إطلاق «خليفة سات»، يصل عدد الأقمار الاصطناعية الإماراتية إلى 10، تتنوع مهامها وأهميتها، حيث يختص بعضها بنظم الاتصالات والتواصل، بينما تعمل أخرى على إفادة الطلبة بالمعلومات التعليمية، إضافة إلى فوائد أخرى تتعلق باكتشاف أعمق للبيئة والتغيرات المناخية، بما يساهم في مشاريع البنى التحتية لمختلف الجهات في القطاعات. وخلال 18 عاماً منذ أكتوبر في عام 2000 إلى أكتوبر 2018، شهد قطاع الأقمار الاصطناعية تطوراً ملحوظاً من خلال الإشراك التدريجي للمهندسين المواطنين، ومنحهم الخبرات، عبر تلقي المساقات العلمية والدورات التدريبية في عدد من الدول، من بينها كوريا الجنوبية واليابان، حيث حرصت الجهات المعنية بقطاع الفضاء على صقل المهارات باستقطاب أفضل الخبراء العالميين.

بداية الرحلة
وبدأت رحلة الأقمار الاصطناعية الإماراتية بإطلاق القمر «الثريا1»، حيث يعد الإطلاق الناجح له نقلة كبيرة لتطوير الاتصالات في المنطقة، نظراً لتغطيته 99 بلداً من مناطق مختلفة من العالم، وتوفير خدمات الاتصالات الفضائية المتنقلة. وبلغ عدد المستفيدين من خدمات القمر الاصطناعي أكثر من ثلث سكان العالم، عبر الحصول على أرقى خدمات الاتصالات غير المنقطعة أينما كانوا سواء في مراكز المدن، أو في أبعد القرى الريفية أو حتى في البحار، وبأسعار معتدلة.واستخدم «الثريا1»، نظاماً هوائياً كبيراً له قدرات واسعة، بالإضافة إلى جهاز متقدم جداً للمعالجة الرقمية للإشارات، تكمن وظيفته في التكوين الإشعاعي، وتشكيل قنوات الاتصال وتحويلها، ويمكن من خلال هذا النظام إعادة توجيه الحزم الإشعاعية من خلال القمر الاصطناعي نفسه، وهو في المدار إلى البلدان والمدن أو المناطق البحرية المطلوبة.وخلال عام 2003، تم إطلاق القمر الاصطناعي «الثريا 2»، وهو قمر من طراز أقمار بوينغ للاتصالات الفضائية المتنقلة ذات مدار متزامن مع دوران الأرض، حيث تم إطلاقه على متن الصاروخ «زينث ـ 3 اس ال» من منصة الإطلاق في أوديسا من موقعها عند خط الاستواء في المحيط الهادي.
وفي عام 2008، تم إطلاق القمر الاصطناعي «الثريا 3»، حيث ساهم القمر في مد تغطية الاتصالات إلى بلدان مثل الصين واليابان وكوريا وماليزيا وفيتنام واندونيسيا والفلبين واستراليا، مقدماً إضافة مهمة للخدمات في آسيا والمحيط الهادي.

دبي سات 1
وخلال عام 2009، تم إطلاق القمر «دبي سات 1»، الذي شارك في بنائه مهندسون إماراتيون بنسبة 30 %، حيث يعد أول قمر للاستشعار عن بعد تمتلكه الإمارات، ويعتبر أولى مراحل دخول الدولة عالم تصنيع الأقمار الاصطناعية.
وأطلق «دبي سات-1» على متن صاروخ «دنيبر» من قاعدة «بايكنور» في كازاخستان، حيث يعمل بدقة في جميع النظم والتقنيات التي زود بها، ويوجد في مدار قطبي متزامن مع الشمس على ارتفاع 682 كلم عن سطح الأرض، وهو مزود بأنظمة وتطبيقات تساهم في التخطيط الحضري، ورصد التغيرات البيئية المختلفة، وتقييم العوامل المناخية الطبيعية، مثل العواصف الرملية والضباب، وتحديد نوعية المياه في المنطقة ورصد المد الأحمر، إضافة إلى دعم بعثات المساعدات والإغاثة من الكوارث.
وفي أبريل من عام 2011، أطلقت «الياه سات»، القمر الاصطناعي «الياه 1» من محطة إيريانسبيس الفضائية في غوايانا الفرنسية، ويقوم القمر بأدوار عدة، من ضمنها إيصال البث التلفزيوني، وخدمات تجارية أخرى إلى أكثر من 64 دولة.
وخلال عام 2012، تم إطلاق «الياه 2»، من قاعدة بايكونور في كازاخستان، حيث يقدم خدمات النطاق العريض الفضائية إلى الدول في الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب غرب آسيا، وخدمات اتصالات فضائية آمنة ومتكاملة.
وفي نوفمبر عام 2013، تم الإعلان عن نجاح إطلاق القمر الاصطناعي «دبي سات 2»، حيث استغرق العمل عليه مدة 4 سنوات، وتم تصنيعه في كوريا الجنوبية، بينما شكل فريق المهندسين الإماراتيين الذين عملوا على تصميم وتصنيع القمر الاصطناعي نسبة 70% من فريق العمل، وعملوا مع نظرائهم من المهندسين الكوريين.
وتستخدم الصور الفضائية التي يقدمها في دراسة التغيرات البيئية والمياه والجليد والحياة والتجمعات البشرية، كما يوفر صور فضائية عالية الجودة، تستخدم في الكثير من الأغراض، ومنها التخطيط العمراني، والمشاريع البيئية كرصد التغيرات البيئية، ومشاريع البنية التحتية كرسم الخرائط، وإدارة الكوارث، ويتم تزويد المؤسسات الحكومية والخاصة بها.

نايف 1
وخلال العام الماضي، تم إطلاق القمر الاصطناعي «نايف1»، حيث يعد أول قمر نانوميتري لدولة الإمارات، ويستهدف في نقل المعرفة لطلبة كليات الهندسة بالجامعة الأميركية في الشارقة، بهدف تطوير كفاءات طلبة كليات الهندسة الإماراتية في صناعة تكنولوجيا الفضاء، وتوفير منصة تعليمية في الجامعات، تمنح الطلاب فرصة التعرف إلى الصناعات المتعلقة بالفضاء والعلوم المتقدمة.
وفي يناير من العام الجاري، تم إطلاق القمر الاصطناعي «الياه 3»، من جويانا الفرنسية، وهو أول قمر اصطناعي يعمل بقدرات دفع إلكترونية هجينة، ويوفر خدمات الاتصالات الفضائية عن طريق نطاق الترددات Ka بشكل كامل، حيث أطلق على متن الصاروخ «أريان 5 ».

خليفة سات
ويشهد يوم 29 من أكتوبر الجاري، إطلاق القمر الاصطناعي «خليفة سات»، والذي يعد أول قمر بأيدي مهندسين إماراتيين بنسبة 100%، وسيقدم القمر صوراً فضائية عالية الجودة والوضوح، وسيتيح للدولة تقديم خدمات تنافسية في قطاع الصور الفضائية على مستوى العالم، وستستخدم صوره في مجموعة متنوعة من متطلبات التخطيط المدني، والتنظيم الحضري والعمراني، مما يتيح استخدام أفضل للأراضي وتطوير البنية التحتية.
وسيعمل أيضاً على رصد التغيرات البيئية على المستوى المحلي، وعلى مستوى دعم الجهود العالمية في الحفاظ على البيئة، عبر صور مفصلة للقمم الجليدية في القطبين الشمالي والجنوبي، مما يساعد على اكتشاف التأثيرات الناجمة عن الاحتباس الحراري، وسيقدم صوراً أخرى للمناطق التي تتطلب متابعة حثيثة.

أقمار تعليمية
أعلنت جامعة خليفة، مؤخراً، نجاح مهام بناء وتجميع وفحص النموذج الهندسي لأول قمر صناعي يتم تطويره داخل مختبر الياه سات للفضاء تحت اسم «ماي سات - 1» من قبل الطلبة الملتحقين ببرنامج الماجستير في نظم وتقنيات الفضاء بجامعة خليفة.
وسيقوم القمر المصمم لأغراض تعليمية بالتقاط صور الدولة من الفضاء بغرض استعراض عملية الاستشعار عن بعد، كما سيختبر القمر الاصطناعي أيضًا بطارية ليثيوم أيون جديدة تم تصميمها وتطويرها في جامعة خليفة، وذلك بعد إطلاقه المتوقع نهاية العام الجاري. وسيشهد نهاية العام المقبل، إطلاق القمر الاصطناعي «مزن سات»، حيث قامت وكالة الإمارات للفضاء بالتعاون مع جامعة خليفة والجامعة الأميركية fرأس الخيمة بإطلاق مشروع تطوير وبناء القمر لدراسة الغلاف الجوي للأرض. وسيقيس القمر عند وصوله إلى مداره كمية غازي الميثان وثاني أكسيد الكربون، وتوزعهما fالغلاف الجوي.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©