الخرطوم وجوبا تسعيان إلى منع الصدام العسكري

اتفق نائبا الرئيس السوداني سيلفا كير ميارديت (رئيس حكومة الجنوب) وعلي عثمان محمد طه، على السعي لمنع أي صدام عسكري محتمل بين شطري البلاد وسط تواتر الأنباء عن توتر نسبي على الأرض يتزامن مع توتر إعلامي بين الخرطوم وجوبا مع اقتراب موعد الاستفتاء الشعبي لتحديد مصير الجنوب بين الوحدة والانفصال. واتفق الرجلان خلال اجتماع عقد على عجل في جوبا أمس الأول أيضا على وقف التراشق الإعلامي بين الشمال والجنوب لتهدئة الأوضاع وعلى عقد اجتماع يضمهما الى جانب الرئيس عمر البشير (مؤسسة الرئاسة) الأسبوع القادم بالخرطوم لمناقشة وحل القضايا العالقة بين الطرفين. وقال سيلفا كير في تصريحات صحفية،عقب لقائه مع طه بجوبا أمس الأول إن الاجتماع تناول المسائل العالقة في تنفيذ بنود اتفاقية السلام الشامل، بجانب ما ورد في وسائل الاعلام عن التحركات العسكرية من القوات المسلحة (الجيش الحكومي) و”الجيش الشعبي” - جيش الجنوب - حول المناطق الحدودية. وأكد سلفا كير ان الاجتماع جاء لتهدئة الاوضاع وايقاف التصعيد في وسائل الإعلام، مضيفاً ان الاجتماع أمن على توجيه مجلس الدفاع المشترك و لجنة مراقبة تنفيذ وقف اطلاق النار لتكثيف نشاطاتها والتوجه نحو مراكز تحركات قوات الجانبين بهدف منع الاصطدامات، وأعلن ان مؤسسة الرئاسة ستعقد اجتماعاً الاسبوع القادم لمتابعة كل الموضوعات العالقة واكمال الحوار السياسي بين شريكي الاتفاقية. من جانبه، قال طه إن الاجتماع أمن على ضبط التحركات العسكرية و المناخ السياسي، مشيراً الى أن ذلك دعوة لكل مكونات المجتمع لتحافظ على السلام الاجتماعي.وشدد طه على أن الاجتماع أمن على ضرورة حماية الاتفاقية عن طريق مجلس الدفاع المشترك و لجنة مراقبة تنفيذ وقف اطلاق النار. وقال إن شريكي اتفاقية اتفاق السلام الشامل (الذي وقع في نيفاشا عام 2005) أكدا التزامهما بعدم العودة الى المواجهات العسكرية، وان تحل كل القضايا عن طريق الحوار والاتفاق السياسي”. إلى ذلك انطلق في جوبا أمس مؤتمر الحوار الجنوبي الجنوبي تحت شعار “جنوب السودان متحد من أجل استفتاء حر ونزيه وشفاف” وسط حضور دولي وإقليمي واسع ومشاركة لافتة للأحزاب الجنوبية خصوصاً تلك التي كانت تناصب العداء لـ”الحركة الشعبية” الحاكمة حتى وقت قريب. وفي خطابه أمام الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الذي تتواصل أعماله لمدة ثلاثة أيام، طالب رئيس حكومة الجنوب الجنوبيين بالتوافق والوحدة لمواجهة تحديات المرحلة المقبلة ودعاهم لنبذ الخلافات والمصالح الذاتية لتحقيق طموحات شعب الجنوب مؤكداً أهمية إجراء الاستفتاء في موعده المقرر بما يكفل للجنوبيين حق الاختيار بين البقاء ضمن السودان الموحد أو الانفصال وتكوين دولتهم في الجنوب. ودعا الأحزاب الجنوبية إلى تجاوز الخلافات ومرارات الماضي وتوحيد الصف لمواجهة التحديات التي تواجه البلاد معرباً عن سعادته للاستجابة الواسعة للأحزاب السياسية لحضور أعمال المؤتمر. وأعلن كير لدي مخاطبته المؤتمر التزام حكومته بعدم العودة إلى الحرب مشيراً إلى أن اتفاقية السلام تؤسس للسلام مطالباً القيادات العسكرية في البلاد التحلي باليقظة للحفاظ على الاتفاقية والأراضي السودانية. ومن جانبه أكد طه في حديثه أمام المؤتمر حرص الحكومة السودانية على استكمال استحقاقات اتفاقية السلام الشامل بإجراء الاستفتاء علي مصير الإقليم في موعده المقرر منبهاً إلى أن الاستفتاء لا يعد غاية في ذاته وإنما وسيلة للتعبير عن رغبة الجنوبيين في السلام وقال طه إن الاستفتاء استحقاق له مواصفات ومتطلبات يجب توافرها والاتفاق بشأنها لضمان نزاهته وقبول جميع الأطراف بنتائجه مشيراً إلي أهمية الاتفاق حول المسائل العالقة بشأن ابيي واستكمال ترسيم الحدود للحفاظ علي سلام دائم بالبلاد. وأشار طه إلى أن الاستفتاء يجب أن يكون تعبيرا حقيقيا لرغبة الجنوبيين مؤكداً أن اتفاقية السلام يمكن أن تكون مشروعاً للحوار والتوافق الوطني مجدداً التزام الخرطوم بما ورد في خطاب رئيس الجمهورية أمام الهيئة التشريعية القومية بشأن مسيرة السلام. وتشارك في المؤتمر الأحزاب الجنوبية المسجلة ومنظمات المجتمع المدني إلى جانب شخصيات من المجتمع الدولي ممثلة في الرؤساء السابقين لكل من كينيا وتنزانيا وجنوب أفريقيا. واستبق كير المؤتمر بإعلان العفو العام عن متمردين على حكومته سياسياً وعسكرياً ومن أبرز الوجوه التي تشارك في المؤتمر من المعارضين الدكتور لام أكول اجاوين رئيس الحركة الشعبية- التغيير الديمقراطي الذي ابرم مؤخرا اتفاقاً مع كير يقضي بتجاوز مرارات الماضي وفتح صفحة جديدة في العلاقات بين الجانبين. السودان يطلب تأجيل زيارة أبوالغيط وسليمان الخرطوم (الاتحاد) - أعلنت وزارة الخارجية السودانية تأجيل زيارة وزير الخارجية المصري احمد أبو الغيط ومدير المخابرات عمر سليمان إلى الخرطوم والتي كان من المقرر لها أمس الى موعد آخر يتم تحديده لاحقا عبر القنوات الرسمية. واعتذرت الخرطوم عن لقاء المسؤولين المصريين “في هذا التوقيت نظرا لانشغال المسؤولين بالعديد من الملفات الوطنية الشائكة والتي تتأثر بعامل الوقت وتتطلب حراكا سريعا خارج الدولة وداخلها”. وقال وزير الدولة بالخارجية كمال حسن علي إن “ازدحام البرنامج التنفيذي واستئناف الدورة التشريعية للمجلس الوطني أدت إلى تأجيل زيارة الوفد المصري” مبينا أن الزيارة ستحدد لاحقا عبر القنوات الرسمية. وأشاد وزير الدولة بالخارجية بالجهود المقدرة التي تبذلها القاهرة لحل قضايا المرحلة الراهنة في السودان.