الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مصير التنوع البيولوجي

3 أغسطس 2014 20:10
في عام 2010 صدر عن الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة تقرير بشأن التنوع البيولوجي، وكان الاتحاد الدولي قد قرر تكثيف حملته الدولية منذ ذلك العام لإنقاذ الحيوانات والطيور والنباتات والأسماك المعرضة لخطر الاختفاء، وكان عددها يبلغ آنذاك 365 نوعا من أسماك القرش والحيتان والدببة القطبية وأشجار في ناميبيا والتماسيح في كوبا، والسبب أن الانقراض يعد أزمة خطيرة يواجهها العالم حالياً، وتهدد البيئة الطبيعية والجنس البشرى ذاته، لأن حياتنا نحن البشر تعتمد على تعدد الأنواع والنظم الأيكولوجية والموارد الطبيعية، وهذا الذي لا يزال الكثير وليش القلة يجهلونه حتى اليوم، ويستخفون بما يقال ويكتب عن علاقة انقراض الأنواع بمصير البشرية، ويستمر الإنسان في الممارسات غير المسؤولة، حيث لا يزال يعمل على تدمير البنية التحتية الطبيعية، الأمر الذي يلفت الانتباه لضرورة الحفاظ على توازن عناصر الحياة قبل فوات الأوان. رغم أن التنوع البيولوجي يعد إحدى ركائز التنمية المستدامة، فقد شهد العالم في السنوات الأخيرة فقدان بالغ الخطورة لعدد من الأنواع الحيوانية والنباتية، وهذا ما دفع الأمم المتحدة لتخصيص يوم عالمي للفت الأنظار إلى مصير الأنواع البرية والبحرية ومن ضمنها النباتية، وترجح بعض التقديرات أن المعدل العالمي لانقراض الأنواع بسبب النشاط البشرى أعلى بنحو ألف مرة من المعدل الطبيعي، رغم التحذيرات المستمرة وهو ما جعل كوكب الأرض يواجه أخطر موجة انقراض منذ انقراض الديناصورات قبل 65 مليون سنة، وبينما تشير إحصاءات للأمم المتحدة إلى أن 3 أنواع تختفى من العالم كل ساعة، وأن نسبة 80% من التنوع البيولوجي تتركز في الغابات المدارية، وهناك حوالى 13 ألف هكتار من الغابات تختفى. ربما يقول البعض وما علاقتنا نحن بتلك الغابات، وهي بعيدة عنا آلاف الأميال وذلك الضرر سوف يؤثر في الدول القريبة منها، وهذا تفكير خاطئ لأننا نشكل مع العالم منظومة بشرية متصلة ومتواصلة، وما يفقد هناك يؤثر على مناخنا هنا، وبالتالي يؤثر المناخ على كل الأنواع الحية هنا، وبالتالي عندما نفقدها بسبب الأحوال المناخية، فإن بيئاتنا البرية والبحرية وأيضا الصحية سوف ينالها الضرر، حتى إن الكثير من الفقر والحاجة سوف تصيب مايزيد عن مليار ونصف ممن يعتمدون على الغابات، وقد ظهرت أمراض لدي منظمة الصحة العالمية لم تكن معروفة قبل حقبة الستينيات، وقد ربط العلماء تلك الأمراض بالتغيرات المناخية والممارسات البشرية الخاطئة بحق الطبيعة من حولهم، ولذلك من الأهمية بمكان أن نعتني بكل كائن حي، لأنه وجد في العالم من أجل وظيفة ما يؤديها، وعلينا أن نتعلم أن مصير الأنواع من حولنا مرتبط مباشرة بمعيشتنا وصحتنا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©