حكومة الجنوب تتهم الخرطوم بتعمد تأخير حسم الحدود

اتهم مسؤولون سودانيون جنوبيون الخرطوم بتأخير قرار رئيسي حول وضع الحدود بين الشمال والجنوب في البلاد في محاولة للإبقاء على القوات في المناطق الحساسة المنتجة للنفط· وموقع الحدود واحد من القضايا الهامة والمثيرة للخلاف التي ظلت بلا حل في اتفاق السلام الذي أبرم في 2005 وأنهى أكثر من عقدين من الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب· وقال وزير الجيش في حكومة جنوب السودان نيال دنج نيال أمس الأول إن قوات الشمال استغلت الغموض بشأن ترسيم الحدود لتظل في مناطق الجنوب التي يتعين عليها أن تغادرها في ظل الاتفاق· وقال في إشارة إلى اللجنة الرسمية التي تضم أعضاء بالتساوي من الجنوب والشمال والمكلفة اتخاذ قرارات حول الحدود ''عمل لجنة الحدود يتم تأخيره عمداً للسماح للقوات الشمالية بالبقاء في مناطق في الجنوب''· وأضاف ''انهم يشعرون بأن مناطق حقول النفط جزء من الشمال· وهذا هو المبرر الذي يسوقونه لوجودهم''· وقال رئيس لجنة الحدود عبدالله الصادق وهو شمالي ان الاتهامات ''حمقاء''، حيث إن اللجنة لها أهداف فنية وحسب وليست سياسية· وقال الصادق إن 40% من الحدود تم ترسيمها من قبل لجنته وان اختلافات صغيرة بين المجموعة هي التي تؤخر تقديمها النهائي إلى رئيس السودان ونوابه وهو ما يأمل ان يتم خلال أسبوعين· ودعا اتفاق السلام الشامل لعام ،2005 إلى اعادة انتشار قوات الشمال والجنوب كلية على جانبي الحدود والتي كان يتعين أن يتم تحديدها بحلول يوليو 2005 وفقاً للجدول الزمني في الاتفاق الأصلي· وتشتبك قوات الشمال والجنوب منذ توقيع الاتفاق ووقع آخر اشتباكاتها بشأن منطقة ابيي النفطية المتنازع عليها· وقال يين ماثيو المتحدث باسم الحركة الشعبية لتحرير السودان، إن الخرطوم أخرت تسليم ميزانية اللجنة وحرضت الأعضاء الشماليين على وقف العمل· وقال ''حزب المؤتمر الوطني الحاكم ليس مهتماً إلا بالنفط· انهم يريدون أن يبعثوا برسالة أيضاً إلى الحركة الشعبية لتحرير السودان بأنهم مستعدون للقتال''· من جهة أخرى، نفى الجيش السوداني أمس اتهامات بأنه هاجم جماعة متمردة في إقليم دارفور بعد يوم من توقيع اتفاقية حسن نوايا معها في الدوحة· وقالت حركة ''العدل والمساواة'' المتمردة إن قوات حكومية وميليشيات حليفة لها شنت هجمات جوية وبرية على اثنين من مواقعها أمس الأول فقتلت 4 مدنيين على الأقل في القصف· وجاءت التقارير بعد يوم من توقيع الحركة اتفاقاً في قطر هو الأول من نوعه مع الحكومة السودانية، وتعهد الجانبين بتبادل السجناء واتخاذ إجراءات أخرى لبناء الثقة لتمهيد الطريق أمام محادثات سلام· وأصدرت القوات المسلحة السودانية بياناً مقتضباً لوسائل إعلام رسمية وصفت فيه التقارير التي أفادت بشن هجمات بأنها مزاعم لا أساس لها من الصحة