الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

المسرح الإماراتي يفتقد الرؤية النقدية النسائية

المسرح الإماراتي يفتقد الرؤية النقدية النسائية
31 ديسمبر 2016 14:51
محمود عبد الله(أبوظبي) لا يمكن للمسرح أن ينعزل عن النّقد، إلاّ إذا كان ما يقدّمه لا يثير حاسّة النّقاد، من ذلك نفهم أنّه كلما توافرت حركة نقدية قوية كلما كان ذلك دليلًا على حيوية المشهد المسرحي وتطوره.«الاتحاد» طرحت سؤال: لماذا لا يوجد لدينا ناقدات مسرحيات في حركة المسرح الإماراتي؟ بحثاً عن الأسباب وراء عزوف المبدعات عن خوض غمار تجربة النقد المسرحي، حيث أكّد مثقفون ومسرحيون إماراتيون أن هذه الإشكالية تمثل ظاهرة عالقة، وأنّه من دون نقد تطبيقي بحضور القلم الأنثوي، سيظل السؤال مطروحاً. بداية يقول الفنان عبد الله مسعود:«أعتقد أن غياب الناقدات عائد إلى غياب دور المؤسسات ذات الصلة، وأيضاً لتخوّف الكاتبات من دخول هذا المجال المركّب والصعب، وحاجته إلى احتكاك مباشر مع عالم المسرح والخشبة»، أضاف:«في الواقع نفتقر إلى الحسّ النقدي النّسوي لكثير من التّجارب، والتي بإمكانها أن تساهم بشكل حقيقي في رفع سوية العملية المسرحية، وتقديم تطبيق مختلف قد يغفله النقاد الرجال». وينفي الفنان مرعي الحليان، أن تكون هناك حركة نقدية في الإمارات، فكيف لنا المطالبة بحضور نقدي نسائي، وقال: «لقد تعبنا من المطالبة بتأسيس أكاديمية فنون مسرحية، تضم قسماً متخصصاً للنقد وأدب المسرح، ونؤكد أن مثل هذا القسم سيصنع لنا في البداية مشاريع ناقدات، ثم محترفات في سياق الكلمة المكتوبة التي تؤثر قطعاً في المسرح، لأنها توجّه الرأي العام الذي تتشكل آراؤه وعواطفه تبعاً للتعبير النقدي الموضوعي». من ناحية ثانية انضم الفنان الدكتور حبيب غلوم العطار إلى ما طرحه الحليان من أنّه لا يوجد لدينا نقاد متخصصين حتى يوجد لدينا ناقدات، وقال:«النقد علم وبدون نقاد دارسين ستظل الإشكالية قائمة، مضافاً إليها أنّه لا يوجد في مسرحنا نساء متخصصات في أي من عناصر العرض المسرحي باستثناء خريجة واحدة هي نجلاء الشّحي، ولكنها لا تمارس النقد، ولابد في هذه الحالة من التفكير جدّياً بإنشاء أكاديمية فنون مسرحية متخصصة، ومعاهد عليا تعنى بهذا الشأن المؤرق». دورات تطبيقية يقول الكاتب صالح كرامة العامري:«أرى أن الحل بيد المؤسسات المعنية في إرسال نخبة من الكاتبات والمبدعات للمشاركة في دورات تدريبية تطبيقية في مجال الكتابة المسرحية والنقد، وإلحاق بعضهن في بعثات دراسية إلى أكاديميات الفنون والمعاهد المسرحية العليا في الوطن العربي، ثم إلى ممارسة النقد عملياً ودخول معتركه، والأمر كله بحاجة فقط إلى جرأة في اتخاذ القرار». من جانبها تقول الروائية والكاتبة المسرحية باسمة يونس « علينا توجيه الشباب وبخاصة طالبات المدارس والمعاهد العليا والجامعات نحو قيمة المسرح كأدب وفكر، ومن ثم التركيز على ضرورة تطبيع العلاقة بين الناقد والمسرح، والعمل على تطوير مفهوم الممارسة النقدية، للرقي بالظاهرة المسرحية من مستوى التشنج الفني إلى مستوى التفاعل الجمالي». وبينت يونس أن في حالة النقد توجد مساواة بين القلم الذكوري والقلم الأنثوي، وهو أمر مشجع يجب أن يركز عليه الإعلام والمؤسسات لتأكيد رسالة أن حضور الناقدة في الحركة أمر طبيعي ومهم. اجتهادات شخصية من جانبه وجّه عبد الرحمن الكاس، أمين السر العام لمسرح رأس الخيمة الوطني، الّلوم للمؤسسات الرسمية في الدولة لعدم اهتمامها في دوراتها التدريبية بموضوع النقد المسرحي، وقال:«ما نتابعه على الساحة من نقد ليس أكثر من اجتهادات شخصية وانطباعات لا ترقى لمواكبة التطور الهائل الذي يشهده مسرح الإمارات، كل ذلك يصيب المشهد النقدي بالهشاشة، وهو ما لا يحفّز النساء الكاتبات المبدعات على خوض التجربة». ويرى عادل الجوهري، رئيس مجلس إدارة مسرح خورفكان، أن المرأة تتحمل جانباً من هذه الإشكالية بعدم ميلها لممارسة تجربة النقد، وترك الساحة لأقلام الرجال، والاتجاه نحو الاستسهال في مجالات تعبيرية أخرى، وقال الجوهري:«أعتقد أن غياب ثقافة المسرح الجماهيرية لعبت دوراً في تقليص الاهتمام بالمسرح، ومن ذلك النقد المسرحي الذي يعاني عربياً». ويرى الكاتب والممثل علي القحطاني «أنّه علينا بداية تأسيس قاعدة من الكاتبات للمسرح، بما يؤهلهن لامتلاك أدوات كتابة النقد المسرحي، شريطة الحصول على ثقافة مسرحية واسعة تكون خلفية لممارسة عملية لكتابة نقدية سليمة، وقلم يحترم التجربة النقدية من حيث فلسفتها وتياراتها ومذاهبها، فإذا كان الممثل هو محكّ العرض فإن الناقد المحترف هو الوسيط ما بين الخشبة والصالة». ويقول الفنان إبراهيم سالم:«من الأسف أنه يوجد لدينا نقاد يتحدثون بطلاقة، ولا يوجد عندنا نقاد يكتبون، وعلى ذلك من أين نأتي بناقدات يكتبن، ويسهمن في مشروع التوثيق والأرشفة وتعزيز الجانب الفكري المفتقد في مسرحنا، إذا لم تكن هناك رغبة شديدة، وثقافة وعلم، وحالة مسرحية، وتشجيع، ومناخ جاذب للكاتبات والمبدعات فسنظل في دائرة مفرغة». وأكد الفنان عبد الله بوهاجوس:«من خبرتي في مجالات الكتابة والتمثيل والإخراج، والتعامل مع فئات نسائية مختلفة، اكتشفت أن معظمهن لا يثقن في الفن المسرحي ولا يعتبرنه مصدر رزق حقيقي، هذا إلى جانب توجههن نحو الاستسهال في الإنجاز، والنقد بحاجة إلى مراس وخبرة وعمل مجتهد، لذا أرى أنهن خارج هذه المعادلة تماماً». وترجع الفنانة ملاك الخالدي الظاهرة إلى «عدم وجود ريادة وتأسيس لقاعدة من الناقدات يستند إليها الجيل الجديد من العاملات في المسرح كما في القصة والرواية والشعر، بمعنى أن الحالة الفكرية غير متوافرة لدخولها هذا المجال». ويؤكد فضل التميمي، رئيس مجلس إدارة فرقة مسرح زايد للمواهب والشباب، «أنّه لا بديل عن تأسيس أكاديمية فنون مسرحية لتدريس علم النقد المسرحي على أصوله ويستقطب مجموعة كبيرة من الطالبات الموهوبات، وبدون ذلك سيظل الحال كما هو عليه من سيادة النقد المزاجي الانطباعي». وتقول الشاعرة الهنوف محمد «إنّه من الحزن استمرار هذه الظاهرة في المسرح وغيره، مع أنّ الحل موجود ويبدأ من مؤتمر وطني للمسرح يناقش غياب النقد والناقدات المتخصصات، ثم توصيات نافذة لحل الإشكالية، لأننا بالفعل بحاجة إلى نقاد وناقدات كبار».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©