الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مواطنة تحترف المحاماة حباً في العدالة رغم أحلامها بدراسة الطب

مواطنة تحترف المحاماة حباً في العدالة رغم أحلامها بدراسة الطب
3 يناير 2012
أكدت المحامية موزه مسعود رئيس جمعية الحقوقيين بالفجيرة أنها عشقت المحاماة حباً في العدالة على الرغم من حلمها بدراسة الطب منذ صغرها. وقالت إن عمل المرأة في مهنة المحاماة سيدخل مرحلة جديدة من الاختبار بعد مراحل خاضتها في وقت سابق وحققت فيها نجاحا ملحوظا يحسب لها، بعد زيادة الاعتماد عليها في الفترة المقبلة، بعد القرار المتعلق بتراخيص المحامين الوافدين واقتصار عمل المحاماة داخل ساحات المحاكم على أبناء الوطن. وقالت موزه مسعود إن القرار ستكون فيه صعوبة وأعباء كبيرة على المحامية المواطنة، كما أنه سيعمل على الحد من دخول المزيد من المحاميات الجدد في المهنة، لكون المهنة لا تقتصر فقط على المثول أمام الهيئات القضائية وتقديم المرافعات في قضايا حساسة للغاية، فهناك من يرغبن ممارسة المهنة مكتبيا والخروج إلى ساحات القضاء قد يخيفهن من الدخول في هذا المعترك الذي يحتاج إلى الخبرة الممزوجة بالكثير من الشجاعة والحنكة التي ربما تكون لديهن مع الأيام. قضية التأمين وتابعت موزه مسعود المحامية ورئيسة جمعية الحقوقيين أن المحاميات يطالبن ببحث قضية تأمين مستقبلهن، بإدخالهن في نظام التأمينات المعمول به في الدولة والذي يحظى به الموظفون المواطنون في مجالات العمل المختلفة. وحول المشكلات التي واجهتها مع دخول المهنة، قالت مسعود المشكلة أن البعض ينظرون إلى المحامية المواطنة بشيء من الريبة، حيث توجد بحكم عملها في أماكن مختلفة وتستمع إلى كلمات قد يراها البعض معيبة أو مشينة لها، ناسين بذلك أن المحامية تكون في هذا المكان ليس بدافع التسلية أو بحثاً عن تلك الكلمات، ولكن لأن واجبها المهني والأخلاقي يدفعها للدفاع عن متهم أو متهمة قد يكونان مظلومين. وقالت: من القضايا التي شعرت فيها بنوع من الحرج واضطررت للتراجع وعدم الدفاع فيها عن موكلي لأنني تيقنت تماما أن المتهم مذنب ومدان في القضية وليس له أي حق فيها، قضية اغتصاب العجوز التي عرفت في الفجيرة وتناقلتها الصحف المحلية، وشعرت هنا بأن العجوز وعمرها 65 عاما على حق وهنا تراجعت إحقاقا للحق واحتراما للمهنة وللأخلاق القويمة وللمكان الذي أعمل به. مجتمع ذكوري وأشارت إلى أن المجتمع الذكـــوري تحديدا يرى أن منح أي محامية قضية قتل أو مخدرات أو أي قضية جنائية قد يعرض المتهم لأقصى عقوبة، وبالطبع ربما يكـــون المجتمع معذورا في تلك النظرة خاصة أن عمل المرأة في المحامـــاة ما زال جـــديدا ومستحدثا والمنظر العام للمحاميات في القاعـــة يعد جديدا على العين والعقل. وأكدت مسعود أن مسألة العادات والتقاليد المجتمعية التي تسيطر على نظرة البعض للمحاميات أمر سوف يتراجع مع الأيام وبفعل الأمر الواقع. كما حــــدث من قبل وواجهت الطبيبات والمهندسات والمعلمات مشكــــلات بسبب عملهن في كافة القطاعات المعنية، ولكن نصيحتي لكل فتاة تدرس القانون في الجامعة أن تتروى وتفكر قبل دخول المهنة وأن تسأل نفسها عدداً من الأسئلة، أولها هل لديها القدرة على تحمل ضغوط العمل؟ وهل تملك الجرأة الكافية للوقوف أمــام القضاة ومحـــاورتهم ومناقشتهم وإعمال العقل بقوة من أجـــل إقناعهم بوجهة نظرها التي تخدم قضيتها وتبرئ بها موكلها؟ ناهيك عن نظرة المجتمع وغيرهــا من الأمور فـــإذا رأت أنها تمتلك كـــل هذه المقومات فسوف تحقق نجاحا كبيرا في مهنة المحاماة التي تحتاج إلـــى جهد، لأنها تعطي خيرهـــا ونجـــاحها لمن يعشقها ويعطيها كل الجهد والمحبة. وحول البدايات، قالت لم أكن في بداية حياتي أنوي الدخول في مهنة المحاماة أو دراسة القانون، فقد كنت أحب الطب وكنت فخورة بالأطباء وأرى أن مهنة الطب شرف كبير لا يستحقه إلا المثابرون والمجتهدون في الدراسة، ولكن هذا الحلم تم وأده منذ ولادته في ذهني بزواجي في سن صغيرة وانشغالي بالأسرة والأطفال وهذا ما جعلني أفكر في دراسة القانون، فالتحقت بكلية التعاون في عجمان وكنت أسافر ثلاثة أيام في الأسبوع من أجل الدراسة بها ثم أجبرت بعد ذلك على السفر يوميا إلى الكلية للدراسة من الساعة الرابعة حتى التاسعة مساء، لمدة خمس سنوات متواصلة لاقيت فيها الكثير من المتاعب ما لبثت أن تلاشت مع بداية عملي في المحاماة وتحقيق ذاتي وقد استفدت كثيرا، بل تعلمت المهنة على يد أستاذي سعيد الزحمي الذي ما ادخر جهداً إلا وقدمه لي عن طيب خاطر، وما بخل علي بعلمه القانوني الواسع بداية من ضبط القضية حتى وصولها إلى جلسات المحاكم، مروراً بالنيابات العامة على اختلاف أشكالها وألوانها. ذكريات وحول أسعد لحظاتها، قالت مسعود عندما نجحت في تخفيض الحكم على متهم في قضية مخدرات من المؤبد إلى السجن 4 سنوات، حيث كانت تهمته الجلب والاتجار والتعاطي فتم الطعن في عدة جوانب، منها الكمية المضبوطة والمسجلة في محضر جمع الاستدلالات بالشرطة والتي تم توصيف التهم بناء عليها، حيث كانت الكمية لا تكاد تكفي بالكاد للتعاطي لشخص أو شخصين بينما التهمة هي الجلب والاتجار في المخدرات، وكما هو معروف فإن الاتجار يحتاج إلى كمية في أدناها جرامات معدودة والكمية لا تتخطى جراماً مثلاً، ومن هنا سقطت تهمتي الجلب والاتجار وبقيت تهمة التعاطي التي عوقب عليها بـ4 سنوات سجناً والإبعاد.
المصدر: الفجيرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©