الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

خطاطون عرب وأجانب يعرضون إبداعاتهم في فن «التسويد»

خطاطون عرب وأجانب يعرضون إبداعاتهم في فن «التسويد»
13 أكتوبر 2010 23:06
يقام في دبي حاليا معرض للخط العربي بعنوان «المشق»، وترعاه هيئة دبي للثقافة والفنون ومركز دبي لفن الخط العربي، وتحتضنه صالة كوادرو للفنون الجميلة. ويشتمل المعرض على عدد كبير من الأعمال الفنية لأربعة عشر من الفنانين العرب والأجانب. تتركز غالبية الأعمال في المعرض الذي انطلق مطلع الأسبوع الجاري ويستمر حتى السادس عشر من الشهر الحالي. على نسخ آيات من القرآن الكريم، أو أبيات من الشعر، أو مقولات من المأثورات، ففي حين يقدم تاج السر حسن ثلاث قصائد هي «لامية العرب» و«القصيدة الزينبية» وقصيدة «مراد النفوس»، يقدم محمد مندي تنويعات على اسم «دبي» باللون الأبيض على الرمادي، وفي عمل آخر يقدم «البسملة بالأبيض على البني، وكذلك يحاول الخطاطون الآخرون اللعب بهذه الثيمات من أدعية ومأثورات دينية. وفي تقديمه للمعرض، يقول مروان جمعة بن بيات المدير العام لمركز دبي لفن الخط العربي، إن الأعمال المشاركة في المعرض، وهي أعمال تجريبية في مجال فن «التسويد»، تحتل «مكانة مهمة في سوق الفن، كأعمال الشعر والموسيقى والتصوير بأنواعه، وهي مدار اهتمام النقاد والباحثين، وفرصة سانحة للمتعلمين السالكين درب الخط العربي». ويضيف بن بيات «نظرا لهذه الأهمية والتفرد في هذا النمط من فن الخط العربي، فقد أولى مركز دبي لفن الخط العربي عناية كبيرة له، فسعى منذ بداية نشاطه إلى التركيز على الجوانب الفنية البحتة في شأن الخِطاطة تبيانا لرموزها وقواعدها وأساليب أدائها». وفي التعريف بهذا النمط من فن الخط العربي المعروف بـ«المشق» جاء في مقدمة كتاب المعرض «المشق لغة من مَشَق، فنقول مشق الخط يمشقه مشقا: أي مد حروفه وأسرع فيها، وقلم مشّاق: أي سريع الجري في القرطاس، والمشق نموذج للخط الجيد يحاكيه المتعلم لتحسين خطه». ويضيف كاتب هذا التعريف «من أساسيات المشق أن يبدأ التلميذ في تعلم الحروف المفردات، حيث الحرف جذر مبدئي وأساسي، وباطراد تمارينه يدخل مرحلة كتابة السطور وبناء التراكيب، وتعزى أهمية كتابة الحروف المفردات إلى أن التلميذ يتعرف بها إلى تشريح الحروف وأوجه الشبه بين أجزائها واستخلاص سماتها الأولية، وأسماء مكوناتها، مثل عين الحرف وترويسة الحرف ووجه الهر وعين الحوت». ويختم صاحب التعريف بالقول «إن وجود أمشاق لنخبة مميزة من كبار الخطاطين مثل محمد شوقي أفندي ومحمد عزت أفندي ومصطفى حليم يمثل عدسات مقربة لنماذج كتبت على أتم قواعدها في أوقات سابقة، أصبحت زادا لأجيال لاحقة من الخطاطين في مختلف أرجاء العالم». أما بخصوص فن «التسويد» فهو يرتبط بالمسودات التي تعني الكتابة الأولى، وفي شأن الخط التسويدات فهي بالنسبة إلى كتالوج المعرض «مشاهد رمزية ثقافية، وما وصلنا منها ما هو إلا محركات حيوية تدفع باتجاه الوصول إلى البنية الأساسية للحرف، كما أن فيها كشفا لسر الحبكة، والتسويدات تخفض من عتبة الدخول إلى الخصوصية في جزئيات الحرف نفسه، عند استبضاع الخطاط المعلم لمقطع من حرف مثل حاجب العين في خط الثلث، وبيان أوزانه وعلاقته بالأجزاء الأخرى». ويضيف كاتب هذا التعريف «استدل الباحثون في حقل الخط على نية الخطاط، لدى مشاهدتهم لأي من تسويداته، في أي من النصوص هو بصدد كتابته بشكل نهائي، فإن كثرة ورود كلمات أو مقاطع من نص معين وتكرارها قادت هؤلاء إلى أن الخطاط كان يقوم بتمارينه وتجاربه استعدادا لكتابة لوحة بذاك النص المعروف، ونظرا إلى أهمية التسويدات تنافس التلاميذ والمقتنون على الاحتفاظ بها، ويروى عن الخطاط سامي أنه كان يطلب من تلميذه أن يرمي بعض مسوداته التي لا ترقى إلى رضاه في البحر.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©