السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إيران تستخدم العصا.. وأوباما يلوّح بالجزرة!

12 يوليو 2015 23:46
نُقل عن وزير الخارجية الإيراني «جواد ظريف» قوله لنظيره الروسي خلال الأسبوع الجاري على هامش المفاوضات بشأن الاتفاق النووي في فيينا: «لا تهدد إيرانياً أبداً!». ومن حسن حظ إيران أنها لا تتعرض للتهديد في هذه المحادثات، ذلك أن الرئيس أوباما يكاد لا يظهر أي رغبة في كبح جماح النظام في طهران. وفي الواقع، مثلما أشارت صحيفة «وول ستريت جورنال» الشهر الماضي، حاول أوباما خلال السنوات الأخيرة إغراء إيران عن طريق حض حلفاء الأميركيين على إطلاق سراح مهربي الأسلحة الإيرانيين. ويكتب أوباما للمرشد الأعلى الإيراني خطابات مفعمة بالأمل من حين إلى آخر. وفي رسائله المسجلة للتهنئة بعيد «النيروز»، رأس السنة الفارسية، أكد أوباما على أنه يتقارب مع إيران باحترام. وفي ديسمبر الماضي، أعرب الرئيس الأميركي عن أمله في أنه بعد التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران، يمكن للدولة أن تمضي قدماً لتصبح «قوة إقليمية ناجحة». ويبدو أن مبدأ «لا تهدد» لا ينطبق على الطرفين. وقد كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأسبوع الجاري أن «مجلس تنسيق الدعاية الإسلامية» الإيراني يحض المواطنين على الاحتفال بعيد «القدس» بشعارات مثل «الموت لأميركا» و«الموت للصهيونية العالمية». وقد أخبرني متحدث باسم مليشيا «عصائب الحق»، العام الماضي في العراق، بأن جماعته متأهبة في أي وقت لتوجيه بنادقها إلى الجنود الأميركيين. وعندما اقترب المتمردون الحوثيون المدعومون إيرانياً من العاصمة اليمنية في يناير وفبراير الماضيين، شعرت السفارة الأميركية بتهديد شديد، دفعها إلى إغلاق أبوابها وإعادة موظفيها إلى واشنطن. والأمر ليس مقتصراً على المليشيات المدعومة إيرانياً. وإنما من الإنصاف أن الاتفاق النووي مع إيران بالنسبة لأوباما محدود بصورة متعمدة. وأي اتفاق يتمخض عن المفاوضات لن يتطلب من إيران إنهاء دعمها للإرهاب، وتحرير سجنائها السياسيين أو حتى التوقف عن محاولة الحصول على صواريخ يمكن أن تحمل قنبلة نووية. وفي يوم الاثنين الماضي، دافع نائب مستشار الأمن القومي «بن رودس» عن محدودية الصفقة قائلاً: «إن البيت الأبيض سيدعم أي اتفاق إذا وضع قيوداً على برنامج إيران النووي حتى لو لم يتغير النظام ذاته»، ولكنه أضاف أنه يعتقد أن «وجود الاتفاق من شأنه أن يحدث تطوراً في السلوك الإيراني أكثر من غياب اتفاق». وثمة مشكلتان في هذا التصريح، الأولى: أن إيران لم تعدل أو تطور سلوكها منذ نوفمبر عام 2013، عندما تم التوصل إلى الاتفاق المبدئي المعروف بـ«خطة العمل المشترك». وبحسب تقرير حديث صادر عن وزارة الخارجية الأميركية بشأن الإرهاب الدولي، لم يتقلص دعم طهران للإرهاب. وتواصل إيران مساندة نظام الأسد في سوريا والمتمردين المناهضين للحكومة في اليمن. ويتصور حلفاء الولايات المتحدة أن إيران أصبحت أكثر عدوانية منذ توقيع الاتفاق المبدئي، فأي شيء إذن يجعل البيت الأبيض يعتقد أنها ستصبح أقل عدوانية بعد توقيع اتفاق نهائي؟ والمشكلة الثانية أكثر جوهرية، فإذا لم تنهِ إيران حربها الخفية ضد حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، فإن الاتفاق الذي يتم التفاوض عليه في الشرق الأوسط سيكون سيئاً، بغض النظر عن مدى تشديد عمليات التفتيش أو التعطيل الذي يمكن أن تسببه عودة العقوبات، خصوصاً أن الصفقة من شأنها تحرير أكثر من 150 مليار دولار مجمدة الآن في حسابات مصرفية أجنبية لصالح إيران. وإذا لم يتغير السلوك الإيراني، فإن جزءاً من هذه الأموال سيتم توجيهه إلى الإرهابيين والمليشيات التي تهدد حلفاءنا. وهناك أيضاً مشكلة ثانية، فالولايات المتحدة حولت معظم رأسمالها الدبلوماسي خلال العقد الماضي لإقناع الدول الأخرى بالتخلي عن حقها في تخصيب اليورانيوم وعدم إنشاء بنية تحتية دشنتها إيران في ظل عقوبات الأمم المتحدة حتى الآن. ولو لم يتغير ذلك مع بقاء السلوك الإيراني كما هو، فإنه يوجه رسالة للدول المارقة مفادها أن الانتشار النووي ورعاية الإرهاب يمكن أن تجدي في النهاية. إيلي ليك* *محلل سياسي أميركي يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©