الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

المتطرفون يهدمون ضريحين جديدين في تمبكتو

المتطرفون يهدمون ضريحين جديدين في تمبكتو
11 يوليو 2012
باماكو (أ ف ب، د ب أ) - هدم المتطرفون في شمال مالي أمس ضريحين جديدين في مسجد جينجاريب بمدينة تمبكتو، وسط تحذير الأمم المتحدة من أن هذا العمل يجرد شعب مالي من هويته وكرامته، ورد على هذا التصريح عضو باللجنة الإعلامية لجماعة “أنصار الدين” المتطرفة، بإنه ليس هناك ما يسمى بالتراث العالمي وطالب بالابتعاد عن شؤون المسلمين. فيما اعربت دول المغرب العربي عن قناعتها بوجود حل سياسي للأزمة. وقال شهود عيان إن جماعة “أنصار الدين” الذين يسيطرون على تمبتكو منذ أكثر من 3 أشهر، هدموا ضريحين “بالكامل” في جامع تمبكتو الكبير بالمجارف والمعاول. وهذا المسجد واحد من أكبر 3 مساجد في تمبكتو أدرجتها منظمة اليونيسكو على قائمة التراث العالمي المهدد. وفي 1 و2 يوليو، قام أعضاء حركة أنصار الدين بهدم 7 أضرحة لأولياء من أصل 16 في تمبكتو، ما أثار استنكارا في مالي والخارج. وقال أحد الشهود إن “المتطرفون يهدمون الآن ضريحين في جامع تمبكتو الكبير. ويطلقون النار في الهواء لإبعاد الناس وتخويفهم”. وقال أحد أقرباء أمام المسجد إن “الضريحين ملاصقين للقسم الغربي للجدار الخارجي للجامع الكبير والمتطرفون لديهم مجارف ومعاول ينهالون بها على الضريحين المبنيين بالحجر الجيري. ويقولون إنهم سيهدمون كل شيء”. وقال شاهد آخر إنهم “يهدمون ضريحين في المسجد، يعتبران من أهم الأضرحة في تمبكتو وسط هتافات الله اكبر”. وأضاف أن “عددهم كبير وقد قطعوا الطريقين الرئيسيين المؤديين إلى المسجد”. وتابع الشاهد أن المتطرفين طلبوا من فريق تابع لقناة الجزيرة في تمبكتو أن “يصور المشهد”. ولاحقا قال أحد الشهود “انتهى الأمر، لقد هدموا الضريحين. حطم المتطرفون كل شيء ولم يبق هناك شيء. هذا محزن، إنها جريمة”. وأورد شاهد آخر انه شاهد “أناسا يبكون” وأضاف “لن يسامحهم الله”. وقال تونسي اسمه أحمد عرف نفسه بأنه عضو في “اللجنة الإعلامية” للإسلاميين في شمال مالي إنه “ليس هناك ما يسمى بالتراث العالمي، هذا غير موجود. وعلى الكفار ألا يتدخلوا في شؤوننا نحن المسلمين”. وأضاف “سنهدم كل شيء، حتى لو كانت الأضرحة داخل المساجد، وبعدها سنهدم كل الأضرحة في تمبكتو”. وجاء التصريح رداً على تحذير مراقبين معنيين بحقوق الإنسان بالأمم المتحدة أمس في جنيف من أن قيام متمردين إسلاميين بتدمير الأضرحة الدينية في شمال مالي يجرد الشعب من هويته وكرامته. وقالت مقررة الأمم المتحدة للحقوق الثقافية فريدة شهيد إن “هذه الأحداث تبدو نذيرا بمستقبل مظلم للغاية للسكان في شمال مالي”. وجاء بيان شهيد وهاينر بيلفيلت، مقرر الأمم المتحدة لشؤون الحقوق الدينية. وقالت شهيد إن السياسيين في مالي والمجتمع الدولي ينبغي أن يعملوا معا على حماية الحقوق الثقافية والدينية لسكان شمال مالي. وتضم تمبكتو أيضا عشرات آلاف المخطوطات التي يعود بعضها إلى القرن الثاني عشر، ويطلق عليها اسم مدينة الـ”333 وليا”. وتوجد أضرحة أخرى في أراوان وجاسرا شيك، وهما قريتان في منطقة تمبكتو. ومنذ نهاية مارس، تحتل جماعة “أنصار الدين” وحركة “التوحيد والجهاد” في غرب أفريقيا المتحالفتان مع تنظيم “القاعدة” المناطق الإدارية الثلاث في شمال مالي وهي تمبكتو وجاو وكيدال. وتريد هذه الجماعات تطبيق الشريعة الإسلامية في كل أنحاء مالي. وتبدو الحكومة الانتقالية في باماكو عاجزة عن التصدي لهم، وقد تشكلت بعد انسحاب العسكريين الانقلابيين الذين أطاحوا في 22 مارس بالرئيس المالي السابق أمادو توماني توريه. على الصعيد نفسه اعتبر وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي مساء أمس الأول أن هناك فرصة لإيجاد حل سياسي لأزمة مالي التي تسيطر فيها جماعات مسلحة متطرفة على شمال البلاد. وقال مدلسي “بعد دراسة الوضع السائد في مالي خلال الأسابيع الأخيرة وصلنا إلى نتيجة أن هناك فرصا قوية لإيجاد حل سياسي لهذه الأزمة”. وأضاف في مؤتمر صحفي مشترك مع نظرائه بدول المغرب العربي أن الحل السياسي “يشكل قناعة مغاربية مشتركة”. وأكد الوزير أن “الحوار ضروري بين الحكومة والأطراف المالية الأخرى”. وعقد وزراء خارجية المغرب العربي “الجزائر والمغرب وتونس وليبيا وموريتانيا” أمس الأول اجتماعا بالجزائر لدراسة الوضع الأمني في المنطقة. من جهته، قال وزير الخارجية المغربي سعد الدين العثماني إن قضية مالي أخذت “حيزا إضافيا من النقاش في هذا الاجتماع”. وأكد العثماني في تصريح للصحفيين على هامش اجتماع أمس الأول، أن هناك “اتفاقا بين الدول الخمس على ضرورة دعم مالي وأمنها واستقرارها ووحدتها، مع التأكيد على ضرورة أن يكون هناك حل سياسي للأزمة التي يعيشها هذا البلد”. وأشار وزير الخارجية المغربي إلى أهمية الاجتماع في ظل تواجد “الجماعات الإرهابية والجريمة المنظمة وتهريب الأسلحة والمتاجرة بالمخدرات”. ويبدو أن مسألة الأمن في المغرب العربي والوضع في منطقة الساحل، خصوصا في مالي، أعادت إطلاق اتحاد المغرب العربي، حيث من المزمع عقد عدد من الاجتماعات الوزارية خلال العام الجاري. ومن المقرر أن يلتقي وزراء الداخلية والعدل والشباب والرياضة لدول المغرب العربي وليبيا ووزراء الشؤون الإسلامية في موريتانيا لإبراز قيم الإسلام السني بحسب البيان الختامي. وتسبق هذه الاجتماعات قمة رؤساء المغرب العربي في تونس قبل نهاية العام. وتأسس اتحاد المغرب العربي في 1989، يضم الجزائر والمغرب وتونس وليبيا وموريتانيا. لكنه ظل معطلا بسبب الخلافات الجزائرية المغربية حول النزاع في الصحراء الغربية. من جهة أخرى، أعلن الوزير العاجي آلي كوليبالي مساء أمس الأول أن الرئيس المالي الانتقالي ديونكوندا تراوري “في حالة جيدة” و”مصمم على الاضطلاع بمهامه”، وذلك بعد مقابلة تراوري في باريس في إطار وساطة دول غرب أفريقيا في أزمة مالي. وقال وزير الاندماج الأفريقي آلي كوليبالي “لقد أجريت ووزير خارجية بوركينا فاسو جبريل باسولي محادثات دامت قرابة ساعتين مع الرئيس تراوري بفندقه” في باريس. وأكد كوليبالي أنه “تعافى جيدا من الاعتداء الذي وقع ضحيته (في مايو)، ووجدناه في صحة جيدة ولدينا أمل كبير في أنه سيعود إلى باماكو في أسرع وقت.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©