الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أسامة العبد: صورة الإسلام في الإعلام الغربي

أسامة العبد: صورة الإسلام في الإعلام الغربي
12 يوليو 2015 22:15
حسام محمد (القاهرة) هو واحد من الذين يؤمنون بضرورة تفنيد الآراء غير المحايدة التي تتعلق بالإسلام أولا بأول، بحيث لا نترك لمن يسيؤون للإسلام فرصة ترويج مشروعاتهم المسيئة بأي شكل من الأشكال، هو الدكتور أسامة العبد رئيس جامعة الأزهر الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء. يقول الدكتور العبد إن من الكتب التي استوقفته مؤخراً كتاب للمفكر الإسلامي الكبير الدكتور محمد عمارة يحمل عنوان «صورة الإسلام في الخطاب الغربي» وتنبع أهمية الكتاب بأنه يرصد صورة الإسلام في الخطاب الإعلامي لدى الغرب وكيف تعودت الآلة الإعلامية الغربية على الوقوف ضد الإسلام والمسلمين بشكل مبالغ فيه بسبب قصور الإعلام العربي عن التواصل مع تلك الآلة الغربية. الخطاب الغربي يضيف رئيس جامعة الأزهر الأسبق أن المؤلف يؤكد في مقدمته أن صورة الإسلام وأمته وحضارته في الخطاب الغربي، ليست وليدة اليوم بل هي قديمة قدم الإسلام، ويعد نمو الوجود الإسلامي في المجتمعات الغربية وعدا بالمعاناة من آثار ذلك الخطاب، حتى مللنا من معطيات الديمقراطية وامتيازات الحريات والحقوق وغدوا متهمين لمجرد انهم مسلمون، إذ يحاكمون ويدانون بأدلة سرية لا يعلمون عنها شيئاً، سواء أكانت هذه الاعتداءات والبذاءات مادية أو معنوية، والتي زادت في أميركا بعد أحداث 11 سبتمبر بنسبة 16 في المئة كما كانت عليه من قبل. آثار كارثية يوضح المؤلف أيضاً في براعة شديدة كيف أصبح العالم الإسلامي والمسلمون في الشرق بل وفي الغرب أيضاً إزاء خطاب غربي عن الإسلام له آثار كارثية في أرض الواقع، ولسنا بإزاء مجرد أفكار نظرية، أو صور ذهنية سلبية ويتجلى ذلك واضحاً في النزعة المركزية الغربية التي لا تعترف بالآخر غير الديني، بل لا تعترف بالغربي الأبيض إذا كان مسلماً، كما هو حالها إزاء الأوروبيين المسلمين في البانيا والبوسنة والهرسك وكوسوفا، ومقدونيا، وأن هذه النزعة الغربية تلعب دوراً محورياً وكبيراً في تراكم ثقافة الخطاب الديني الغربي من الآخر الإسلامي، فعدم الاعتراف بالآخر فيه من التبرير لإلغاء هذا الآخر. ويستعرض الكتاب عدة قراءات في النظريات العلمية الزائفة مثل نظرية «الدارونية» التي زعمت أن الصراع هو قانون العلاقة بين الأحياء وان البقاء للأقوى، لأن الأقوى من وجهة نظرهم هو الأصلح فانطلق خطاب الغرب الاستعماري من هذا الزيف لتبرير إلغائه لثقافات وحضارات الأمم والشعوب بحجة أنها الضعيفة وله وحده وحضارته البقاء. ويحرص المؤلف على رصد صورة الإسلام في الخطاب الغربي قديماً، وكيف تنامت ويؤكد أن هذا الخطاب الغربي تميز بالدهاء، والمراوغة وعدم الوضوح، وانحصر في صناعة الكوارث في بلاد المسلمين من أجل إحداث الخلل، وهنا يقتبس الكاتب مجموعة من الخطابات التي احتوتها هذه الخطط الموجهة مثل «لابد من وجود أزمات ومشاكل وعوامل تدفع الناس أفراداً وجماعات خارج التوازن التي اعتادوها وتأتي هذه الأمور في شكل عوامل طبيعية كالفقر والمرض والحروب، وقد تكون معنوية كالتفرقة العنصرية أو الوضع الاجتماعي من أجل أن يكون هناك تحول عن الإسلام»، ويرصد خطاباً آخر صادراً من اجل العداء للإسلام، أن العالم الإسلامي بدأ يبسط سيطرته ببناء المساجد والمراكز الثقافية للمسلمين المهاجرين في الدول المسيحية، بما في ذلك روما عاصمة المسيحية وان الإسلام يشكل تحديا للغرب عموماً». استقطاب الإعلام ويمضي الكاتب في رصد صورة المسلمين في الخطاب الغربي ويختتم كتابه في التركيز على قضية استقطاب الإعلام الغربي لعقولنا وتقريب عقول مفكرينا ومثقفينا ليثبتوا نموذجية الحضارة الغربية بدلاً من النموذج الإسلامي وقد نجحوا في ذلك. ويختتم المؤلف كتابه: تلك هي جذور المواجهة التي تعيشها أمتنا، وحقيقة صورة الإسلام في الخطاب الغربي.. وهذا هو المخرج من المأزق، والذي تزيغ منه الأبصار وتبلغ القلوب الحناجر، ويزلزل الكثيرين منا زلزالاً شديداً. يستعرض الكتاب عدة قراءات في النظريات العلمية الزائفة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©