الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مجدي عبدالعزيز: التراث.. يسقيني حكمة الأجداد

مجدي عبدالعزيز: التراث.. يسقيني حكمة الأجداد
12 يوليو 2015 22:05
مجدي عثمان (القاهرة) تتوغل إبداعات الفنان التشكيلي مجدي عبدالعزيز في خفايا ودروب البيئة والتراث الإسلامي، بالبحث والدرس والتنقيب، فتتعامل مع الحرفة التي توظف الجمال لمنفعة الناس، قديماً، كما تتعامل حديثاً مع تقنيات فنون الطباعة اليدوية لتربط بين العمق التاريخي للمصدر الأول، أو الفن الإسلامي وبين الرؤية المعاصرة في أعمال تعتمد البعد الهندسي والخط كأساس للبناء الفني، يزاوج بينهما في وحدة متفردة، ذات قيمة ودور في الوقت نفسه، حيث تأتي القيمة من خلال الوعي بالأصول التراثية، كالحروف الكتابية وزخارف الأرابيسك، بعد أن تتجاوز الشكل الأكاديمي، أو المستوحاة منه، متحولة إلى مفردات مجردة بصيغ الأشكال الجديدة، غير مرتهنة بتكوينها الأصولي الأول. قوة الإيمان يقول مجدي عبدالعزيز: التراث عندي هو «الأم» الحنون التي تشبعني من الطبيعة، وتلهمني قوة الإيمان، وهو «الأب» الطيب الذي يسقيني من حكمة الأجداد، كما أنه هو الطفل الذي يشب وينمو في جسدي، فيحرك وجداني دائماً نحو الجمال. وأوضح أنه يريد من خلال لوحاته أن يقول إن الفن الإسلامي ليس مجرد زخارف قديمة، بل هو فن بذاته، ويعتبره فن التجريد الأول، حيث إن أول من جرد أشكال الطبيعة ببلاغة شديدة كان الفنان المسلم، وأن ذلك يعود إلى العقيدة الإسلامية، وما فيها من جوانب روحية، وأنه دائماً ما يبحث في الشوارع والأزقة والمساجد والعمارة القديمة، ليجد المادة الخصبة للوحاته، والتي يتمنى أن يؤكد فيها العلاقة بين الأصالة والمعاصرة. شارع المعز ويضيف: لن أنسى أبدا شارع المعز، الذي أحمل معه ذكرياتي منذ أيام الطفولة، ووجدت فيه جماليات البيئة المصرية الأصيلة بما تحمله من تراث عظيم سواء في الفن الإسلامي أو القبطي، فهو يمثل كل أفكاري في المرحلة الأخيرة، ومعظم لوحاتي تحمل توقيعي على جداريات شارع المعز. وأردف: حياتي رحلة من البحث والتدقيق في البيئة التي عشت فيها، سواء أكانت في بداية طفولتي، وأنا أسكن في حي عابدين، حيث كنت كثير الزيارات لشارع المعز لدين الله وحي الغورية، وبعد أن انتقلت للسكن في الدرب الأحمر، حيث القاهرة الإسلامية والتي تركت تأثيراً كبيراً عليّ، ويتأكد في كل أعمالي ذلك الارتباط القوي بتلك الأماكن الساحرة، والتي لم أضف إليها، وإنما استلهمت منها مثل الطبيعة، فقد كان تراثها فقط هو محركي، والذي يشعل فيّ رغبة الحماس لإنتاج الفني. التراث الحضاري وقال عبدالعزيز: دائماً ما يستهويني التراث الحضاري، وقد كنت أراه وأنا صغير شيئاً ضخماً، لكن في الوقت نفسه شعرت تجاهه بحنين وارتباط كبير، فلازمته كظله، إلا أن التعامل مع التراث لم يُنسني إنسان هذا العصر، بل إن الرجوع إلى الأصول يجعلني أستشرف الحاضر والمستقبل، فعندما تسكن على أرض صلبة، لن تكون أبداً سماؤك خاوية، وأعتقد أنه لن يكون لنا تواجد حقيقي في ظل نظام «العولمة الجديد» إلا إذا عدنا مرة ثانية إلى أصولنا والتنقيب فيها، وربما كان لهذا التفكير والتعاطي معه الفضل الكبير في حصولي على جائزة اليابان من بينالي الحفر الدولي، وكانت عن إحدى لوحاتي التي أكدت من خلال مدى تمسكي بجذوري ومصريتي، بل وعروبتي، إضافة إلى قدرتي على الحب والحياة. أشكال هندسية وأشار إلى أن أعماله الفنية الأخيرة اعتمدت على رموز وأشكال هندسية تشتهر في الفن الإسلامي، مثل المثلث والمربع والمعين حيث تلعب هذه الأشكال الثلاثة الدور الرئيس والمحوري في بناء العمل الفني، ومن خلالها تمكن من تقديم توليفة فنية ترتبط بمضمون وشكل إسلامي، مع التركيز على الاختزال والتلخيص، واستخدام خامة الذهب في بعض الأحيان. وأكد أنه حرص في أعماله الأخيرة على فكرة النظام داخل العمل، حيث بناء الأشكال وتركيبها بشكل منظم دون عشوائية، مع الحرص على وجود وحدة عضوية بين مفردات العمل ككل، خاصة أن الفن الإسلامي مبني على هذا النظام الذي قلده فنانو الغرب فيما بعد، واستوحوه في فنونهم. القيم الإسلامية وقال إنه يحاول من خلال أعماله تأكيد التمسك بالقيم الإسلامية، بعد أن بعدنا عنها، ما أدى إلى إغفالنا للتراث والفنون الإسلامية التي نمتلكها، وأن هذا التراث سبق العالم في الحقوق والواجبات، وعلينا كفنانين أن نعيد قيم هذا التراث من خلال الفن، وبذلك نرد على الهجمات الشرسة التي يواجهها المسلمون في الغرب. أوضح عبدالعزيز أنه على قناعة تامة بقوة تأثير تراث الفن الإسلامي، واستطاعته تحفيز مخيلة الفنانين، وقدرته على مد المخلصين منهم له بحلول فنية جديدة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©