السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«الوطني للتأهيل»: حماية شباب الوطن من المخدرات هدفنا الأول

«الوطني للتأهيل»: حماية شباب الوطن من المخدرات هدفنا الأول
3 أغسطس 2014 00:42
لا تزال آفة المخدرات تشكل تهديداً لرخاء البشرية، فهي تقود الملايين سنوياً من مختلف الدول المتقدمة والنامية على حد سواء إلى “الهاوية”، وتعتبر دولة الإمارات من الدول الرائدة في مجال مكافحة المخدرات. وينهض المركز الوطني للتأهيل برسالة واضحة في هذا الصدد تتصدرها أولوية مطلقة، وهي حماية شباب الوطن من الوقوع في “ براثن “ سموم المخدرات، ويساهم المركز ببرامجه المتنوعة في تقليل العبء المرضي للإدمان من خلال تفعيل نظام لرصد مشكلة الإدمان في الدولة بالتعاون مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة، وتطوير برامج وقائية توعوية سنوية، وتفعيل استراتيجية البحث العلمي في مجال الإدمان بالتعاون مع مؤسسات التعليم العالي من داخل وخارج الدولة، بالإضافة إلى إنشاء مركز تدريبي متخصص في بناء قدرات الكادر الطبي في المركز مع التركيز على المواطنين العاملين في مجال الإدمان. وقال المواطن محمد المهيري: إن تشديد الرقابة على منافذ الدولة وزيادة الوعي بمخاطر المخدرات في المدارس والتعامل بحزم مع تجار السموم تعتبر من الأمور الكفيلة بإنهاء معناة الناس، ودعا إلي تكثيف الحملات للقضاء على أوكار المخدرات والأماكن المشبوهة، والرقابة على التجارة المشروعة للمواد المخدرة “الدوائية التي تتم بهدف الأغراض الطبية والعلمية”، ونقل مرضى إدمان المخدرات وإدخالهم لمستشفيات تعالجهم بشكل سري دون عقابهم أو مراقبتهم، وكذلك مكافحة غسيل الأموال بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة. وقال سالم سعيد: إن المخدرات آفة للأسف بدأت تنتشر بين بعض الشباب خاصة الطلاب، لافتاً إلى أهمية علاج المدمنين، ونقلهم إلى المستشفيات حين يقدمون طلباً للعلاج في سرية تامة. من جهته قال حمد المنصوري: إن الجميع يدرك الجهود المبذولة من الدولة، وهذه الآفة تدار من طرف شبكات منظمة وخطيرة، الأمر الذي يتطلب المزيد من حملات التوعية، وأن تقدم المؤسسات التربوية والتعليمية والإعلامية برامج علمية ترمي إلى تعميق الوعي بخطر المخدرات، ودوافع تعاطيها والسلبيات والأضرار المترتبة عليها. خدمات علاجية وأكد المركز الوطني للتأهيل علي تحقيق تقدم كبير على مستوى التشريعات والعلاج، مشيراً إلي أن أنشطة ومهام المركز تتضمن تقديم خدمات علاجية، وتأهيلية، وتثقيفية تتبلور حول الاعتقاد الراسخ بأن الإدمان مرض كغيره من الأمراض الأخرى يحتاج المريض به إلى مساعدة وتفهم لظروفه التي يمر فيها. وبين المركز أن الإدمان “سواء كان على المواد المخدرة أو على القيام بتصرفات معينة” مرض عضوي، ونفسي يتطلب إرادة حقيقية من الشخص المصاب، وإلى علاج طبي يراعي خصوصية كل مريض واحتياجاته. كما أن المركز يقدم خدماته التثقيفية تشمل تقديم برامج وقائية وتدريبية وتوعوية، وإيقاف تفاقم مشكلة تعاطي المخدرات، من خلال جلسات أسبوعية للمرضى الداخليين، والجلسات الفردية لمرضى العيادة الخارجية، وكذلك برنامج “فواصل” الوقائي الخاص بالمدارس، والذي يهدف إلى الوقاية من السلوكيات المحفوفة بالمخاطر بين جيل اليافعين، والشباب، والبرنامج الوقائي الخاص بالأسرة، ويعتمد على دورها في مراقبة المريض والإشراف على وضعه، والسعي نحو غرس القيم الصالحة وترسيخ الشعور بالمسؤولية الاجتماعية لديه، وهناك برنامج الوقاية في مكان العمل، ويتضمن التدخل المتكامل لدرء مخاطر تعاطي المواد المخدرة، وتحجيم الوصمة الناتجة عن التعاطي ودعم الزملاء في مكان العمل، وبرامج تعبئة المجتمع، إذ تتطلب معالجة مرضى الإدمان توافر محيط يحميهم ويدعمهم ويرعاهم، لأن ذلك يضاعف من قدرة المريض على التعافي وإعادة اندماجه بشكل أفضل في المجتمع أكبر، خصوصاً بعد تلقي العلاج. مرضى الإدمان ويدعم المركز جهود اندماج مرضى الإدمان المتعافين في المجتمع وإعادة تأهيلهم نفسياً ووظيفياً للانخراط في سوق العمل بالتعاون مع مجلس أبوظبي للتوطين، كما يولي المركز اهتماماً كبيراً باستقطاب الكوادر الوطنية، حيث بلغت نسبة التوطين الإجمالية للمركز للعام 2013 نحو 54 %. من جهته يقوم قسم مكافحة المخدرات في شرطة أبوظبي، ببذل جهود كبيرة في بناء الحصانة الذاتية والاجتماعية؛ من خلال جرعات التوعية التي تركز على التعريف بمخاطر وأضرار المخدرات، مؤكداً أهمية تعاون الأسر في مراقبة أبنائها، ورصد السلوكيات السلبية الطارئة عليهم، ومنعهم من الاختلاط مع رفقاء السوء من خلال الاتصال دائماً بالمنشآت التعليمية للوقوف على سلوكياتهم، ومدى تحصيلهم العلمي، حتى يكونوا على بيّنة بالتغيّر في تلك السلوكيات، سببه تعاطي المخدرات أو الإدمان عليها. (أبوظبي - الاتحاد) صور مأساوية تعتبر المخدرات مشكلة عالمية، وهناك ما يربو على 200 مليون شخص يسيؤون استعمال المخدرات في أنحاء العالم، وتتغلغل صور الإساءة هذه عبر جميع شرائح المجتمع: فهناك الشخص الفني الذي يسكن الحضر ويتنشق الكوكايين في إحدى الحانات في قلب المدينة، وأطفال الشوارع الذين يتنشقون الغراء في الأحياء السكنية الفقيرة في العالم النامي، وهناك مزارع خشخاش الأفيون، والمراهق متعاطي مسحوق النشوة «إكستاسي» في منزل مريح بإحدى ضواحي المدن، وهم كلهم يقترفون هذه الجريمة بنظر القانون. ويعتبر تعاطي المخدرات سبباً عن ضياع الأجور، وارتفاع تكاليف الرعاية الصحية، وتفسخ الأسر، وتدهور المجتمعات المحلية، كما أن تعاطي المخدرات عن طريق الحقن في الوريد يزيد أيضاً الانتشار السريع «للإيدز» ومرض الكبد الوبائي. جريمة عابرة للحدود هناك صلة مباشرة بين المخدرات وزيادة في ارتكاب الجريمة والعنف، وتعمل الاتفاقات الاحتكارية في مجال المخدرات على تقويض أركان الحكومات وإفساد قطاعات الأعمال المشروعة. وفي بعض البلدان يرتكب المدمنون في ممارسة عاداتهم ما يزيد على نسبة 50 في المائة من السرقات، كما أن الايرادات المتأتية من المخدرات غير المشروعة تموّل بعضا من أشد النزاعات المسلحة فتكا، وتعتبر الخسائر المالية الناجمة عن ذلك شيئاً مذهلًا، فهناك مبالغ مالية ضخمة تنفق كل سنة لتعزيز قوات الشرطة ودوريات الحدود والنظم القضائية وبرامج العلاج وإعادة التأهيل، كما أن التكاليف الاجتماعية تعتبر أيضاً صدمة للنفوس، ففي بعض الدول وصل الأمر لانتشار العنف في الشوارع، وحروب العصابات وإثارة الخوف، وانتشار الفساد. في الوقت الذي أخذت العصابات الإجرامية المنظمة تتوسع بمعدل يثير الفزع وتجلب معها العنف البدني والترهيب، وقد فتح عصر العولمة الأبواب أمام أشكال جديدة من الجريمة عابرة الحدود، ما طلب الحاجة إلى إجراء تعاون من المجتمع الدولي للتصدي بشكل أكثر فعالية للتحديات الجديدة التي يطرحها لمنع الجريمة، والعدالة الجنائية. قصص ومآسٍ إنسانية بذلت إدارة الإعلام الأمني، في الأمانة العامة لمكتب سمو نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، جهوداً كبيرة في التوعية بمخاطر وآفة المخدرات، بنشر قصص وحكايات لأشخاص أدينوا في قضايا مخدرات. وتنوعت العبر بين شاب أغراه أصدقاؤه بالانضمام إلى شلة السهر والأنس في البر والبحر، وتعاطي المسكرات والمخدرات، فتخيل أن هذه هي الحياة، وتلك هي المتعة التي تنقله من عالم يضج بمشاكل الحياة اليومية، إلى دنيا الأحلام الوردية، وآخر قرر الهروب من الفراغ العريض بأسلوبه الخاص غير أنه سرعان مع وقع في قبضة الشرطة. وشاب آخر أوهمه أصدقاء السوء بأن الرجولة في الحرية المطلقة، والسهر خارج المنزل بلا ضابط أو رابط، وأن تعاطي المخدرات أحد عناصر إثبات هذه الرجولة المزيّفة، بمعنى آخر إنهم «قصّوا عليه»، فدخل عالمهم طائعاً مختاراً علّه يثبت أنه قد شب عن الطوق، فسار في غيه، لا يستمع لنصيحة زوجة أو أهل، طالته يد الشرطة ليجد نفسه خلف القضبان. انضم لركب المتعاطين شاب يعمل في وظيفة جيدة، يتمناها كل عاطل عن العمل، لكنه لم يحافظ على النعمة، عندما استجاب وبكل سهولة لرفقاء السوء مؤكداً أنهم «قصّوا عليه»، أما أصحاب الحيازات والمحكوم عليهم بعقوبات متفاوتة، فيؤكدون أن تجار المخدرات «قصّوا عليهم»، واستغلوا طيبتهم التي وصلت لحد السذاجة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©