الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«ياسوكوني».. جدل متجدد بين طوكيو وبكين وسيؤول

30 ديسمبر 2016 01:06
طوكيو (أ ف ب) سلطت الزيارة التي قامت بها وزيرة دفاع اليابان أمس، إلى معبد «ياسوكوني» الأضواء مجدداً على هذا المعبد في وسط طوكيو الذي يثير جدلاً لا ينتهي منذ أكثر من ثلاثين عاماً. و«ياسكوني» هو معبد لـ«الشنتو»، إحدى أبرز ديانتين في اليابان، وتم تشييده باسم آخر في 1869، وخصص لتكريم الجنود الذين قتلوا آنذاك في سبيل الإمبراطور الياباني. وبعد تغيير اسمه إلى «ياسوكوني» في 1979، بات معبداً لتكريم حوالى 2,5 مليون جندي قضوا دفاعاً عن بلادهم منذ بدء حكم سلالة ميجي عام 1868. وتولت إدارته مؤسسة خاصة بمعزل عن الدولة، بعد 1945. ويثير المعبد كماً هائلاً من الغضب في الصين وفي كوريا الجنوبية، بعدما سجلت اليابان بطريقة سرّية في 1978، أسماء 14 يابانياً حكم عليهم الحلفاء بأنهم مجرمو حرب، إثر استسلام اليابان في 15 أغسطس 1945. وتنظر الصين وكوريا الجنوبية اللتان كانتا ضحايا النزعة العسكرية اليابانية في النصف الأول من القرن العشرين، إلى تكريم هؤلاء الأشخاص بعد موتهم، على أنه إهانة لهما. ومنذ ذلك الحين، تثير كل زيارة لأي مسؤول يمثل الدولة اليابانية، غضب بكين وسيول اللتين تعتبران أن معبد «ياسوكوني» هو تمجيد للإمبريالية اليابانية. وخلافاً للنواب أو الوزراء الذين يزورونه مرات عدة في السنة، يميل رؤساء الوزراء خلال الخدمة إلى الامتناع عن زيارة «ياسوكوني»، حتى لا تتوتر العلاقات مع البلدان المجاورة. فقد زاره ستة منهم فقط منذ الكشف في 1978 عن تسجيل أسماء «مجرمي الحرب»، والبعض منهم بصورة شخصية. ولم يقم رئيس الوزراء الحالي «شينزو آبي» بزيارته لدى تسلمه رئاسة الوزراء للمرة الأولى في 2006، وقال بعد ذلك: «إنه شعر بالأسى بسبب ذلك، لكنه تخطى في ديسمبر 2013 تردده احتفالاً بالذكرى الأولى لعودته إلى الحكم». وإضافة إلى الإدانات المألوفة للكوريين الجنوبيين والصينيين، احتجت واشنطن أيضاً على تلك الزيارة. ويقول عدد كبير من أسلافه اليمينيين، ومنهم «جونيشيرو كويزومي»، الذي قام كل سنة بزيارة معبد «ياسوكوني» خلال ولايته بين 2001 إلى 2006، أن من الطبيعي للمسؤولين الحكوميين تكريم أولئك الذين ضحوا بحياتهم من أجل الوطن، كما يفعل عدد كبير من البلدان. ويؤكدون ضرورة ألا تنجم عن هذه الخطوة عواقب سياسية وديبلوماسية. وقد زار الأمبراطور «هيروهيتو» المعبد في ثماني مناسبات، لكنه لم يكرر الزيارة في 1975. كما أن نجله «أكيهيتو» لم يقم بزيارته أبداً. ولا يثير المعبد الذي يستقبل عدداً كبيراً من الناس أي خلاف بحد ذاته، لكن شرعية زيارات رؤساء الوزراء تتسبب في إثارة الجدل. وحاول رجال سياسة إصلاحيون تشييد معبد آخر من دون طابع ديني من أجل تكريم قتلى النزاعات لاستبداله بـ«ياسوكوني». واقترح آخرون سحب أسماء الأشخاص الـ14 الذين تسببوا في هذه الإشكالية، لكن أيا من هذه الأفكار لم تكن مقنعة على ما يبدو، لأنها اصطدمت جميعاً بصعوبات متنوعة، على الصعد العقائدية والدينية والدستورية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©