الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«الساحل والصحراء» في صلب الرهانات الأمنية لفرنسا وأوروبا

«الساحل والصحراء» في صلب الرهانات الأمنية لفرنسا وأوروبا
30 ديسمبر 2016 01:05
نجامينا (أ ف ب) وصل رئيس الوزراء الفرنسي «برنار كازنوف» إلى العاصمة التشادية نجامينا أمس، في زيارة للقوات الفرنسية المنتشرة في منطقة الساحل وللتعبير عن رسالة دعم للرئيس «إدريس ديبو» الحليف الثمين في مواجهة المتطرفين، الذي تواجه بلاده أزمة اقتصادية خطيرة. واختار رئيس الحكومة الفرنسية، في أول رحلة إلى الخارج منذ تعيينه في السادس ديسمبر، منطقة في صلب الرهانات الأمنية لفرنسا وأوروبا، نظراً لبؤر المتطرفين العديدة التي تضمها. وقال مكتب رئيس الوزراء الذي يشارك أصلاً في جهود مكافحة الإرهاب بصفته وزيراً سابق للداخلية «إنه حريص على لقاء الجنود الفرنسيين الذي يكافحون الإرهاب على بعد آلاف الكيلومترات عن بيوتهم». وتضم القوة الفرنسية المعروفة باسم «برخان»، التي زار «كازنوف» مقر قيادتها في نجامينا، حوالى أربعة آلاف رجل في خمس دول في منطقة «الساحل والصحراء» هي مالي وتشاد والنيجر وبوركينا فاسو وموريتانيا. وتلت عملية «سرفال»، التي هزمت في 2013 المسلحين الذين سيطروا على جزء كبير من شمال مالي من دون أن تتمكن من القضاء على التهديد الذي يشكلونه. وتستهدف القوات المالية والفرنسية وقوات الأمم المتحدة باستمرار بهجمات يسقط فيها قتلى في الشمال. لكن منذ 2015 امتدت هذه الهجمات لتطال مناطق أخرى من البلاد. وقتل أربعة جنود فرنسيين في مالي في 2016، بينما خطفت «صوفي بيترونان»، التي تعمل في القطاع الإنساني في «غاو» يوم السبت الماضي، حيث يتركز الجزء الأكبر من قوات «برخان» في مالي، أكثر من ألف جندي فرنسي. ويلتقي «كازنوف»، الذي يرافقه وزير الدفاع الفرنسي «جان إيف لودريان»، الرئيس «ديبي»، الذي يقف في الصف الأول في مكافحة جماعة «بوكوحرام» في بحيرة تشاد وضد الجهاديين في مالي. وقال مكتبه إنه ينوي التعبير عن دعم فرنسا للسلطات التشادية التي تواجه أزمة اقتصادية ومالية قاسية. وتشهد تشاد الحليفة الاستراتيجية للغرب ضد الجهاديين والواقعة على الحدود بين شمال أفريقيا وأفريقيا السوداء، أزمة عميقة تهز نظام «إدريس ديبي»، الذي يحكم البلاد منذ 1990. ويعاني هذا البلد الفقير الذي يضم 12 مليون نسمة، من تراجع عائدات النفط الذي يضر باقتصاده وماليته بينما يخوض عملية مكلفة لمكافحة «بوكو حرام». وتعول المعارضة السياسية التي تعترض بشدة على إعادة انتخاب «ديبي»، رئيساً في أبريل وتتهم بخطف الانتخابات، على الأجواء الاجتماعية القابلة للانفجار مع تظاهرات وإضرابات واعتقالات تطال صفوف الناشطين. وكان «ديبي» اضطر للعودة على عجل من مراكش حيث كان يحضر قمة أفريقية على هامش الدولي للمناخ، إلى نجامينا، حيث كانت حكومته مهددة بمذكرة لحجب الثقة عنها. ويلقى «ديبي»، الذي درس في باريس والرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي، دعم باريس وواشنطن اللتين تحتاجان إلى جيشه في المنطقة. وقدمت فرنسا مساعدة مالية للميزانية قدرها خمسة ملايين يورو ومساعدة إنسانية عاجلة تبلغ ثلاثة ملايين يورو إلى تشاد في 2016، كما قالت رئاسة الحكومة الفرنسية. وهي تدعم الجيش التشادي الذي يعتبر أحد أقوى جيوش المنطقة بالاستخبارات والمساندة اللوجستية والمادية. وتشارك نجامينا فعلياً في مكافحة «بوكوحرام» على الحدود بين تشاد والنيجر. ويبدو أن الجماعة الإرهابية أضعفت عسكرياً، لكنها لا تزال تتمتع بقوة كبيرة على إلحاق الضرر بهجمات انتحارية. وكان الجنود التشاديون تدخلوا إلى جانب الجيش الفرنسي في 2013 في مالي، ودفعوا ثمناً باهظاً منذ ذلك الحين في إطار قوة الأمم المتحدة التي يشكلون أحد أسسها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©