الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«طلاب الموصل».. حيرة بين مناهج داعش الظلامية والتعليم الحكومي

«طلاب الموصل».. حيرة بين مناهج داعش الظلامية والتعليم الحكومي
30 ديسمبر 2016 01:04
الموصل (د ب أ) انقسم أبناء وبنات مدينة الموصل في مراحل المدارس إلى قسمين، الأول تحت سيطرة تنظيم «داعش» الإرهابي يتلقون منهاجاً دراسياً يدعو إلى العنف والقتل، والثاني منهج دراسي متخصص في المجالات الإنسانية والعلمية بعد السيطرة على مناطق بالساحل الأيسر وأجزاء أخرى كانت واقعة تحت سيطرة التنظيم. وأجبرت الأحداث بعد سيطرة «داعش» على محافظة نينوى في منتصف يونيو عام 2014 مئات الأهالي على عدم إرسال أبنائهم إلى المدارس بعد أن أجرى التنظيم تغييراً شاملاً في المناهج الدراسية واستبدلها بأخرى تحرض على العنف وترسخ مفاهيم العداء وتزرع الفتنة في أذهان الطلبة من خلال مصطلحات القتل والعبوات الناسفة والسيارات المفخخة والذبح، الأمر الذي أثار فزع الأهالي وخوفهم على أولادهم من هذا التوجه الخطير. ورسمت الابتسامة وجوه أبناء الموصل المتعبة والمنهكة من جراء أجواء الانفجارات وأصوات القنابل والقتال والفرار والتنقل من مكان إلى آخر، بعد أن شرعت السلطات العراقية إلى إعادة افتتاح المدارس في المناطق التي سيطرت عليها وتسليمهم مناهج دراسية مخصصة ومجازة رسمياً من قبل وزارة التربية العراقية تدرس في أرجاء البلاد لكل مرحلة دراسية. بينما لايزال أقرانهم، في الجانب الأيمن من الموصل الذي يخضع لسيطرة «داعش»، يتلقون في المدارس مناهج (ديوان المعارف) في «داعش» التي تحرض على القتل والنحر والخطف والابتعاد عن دين الإسلام، وما جاءت به كافة الكتب السماوية من خلال منهاج داعش. وباشرت وزارة التربية العراقية بالإسراع مع إعلان استكمال تحرير الأحياء بافتتاح المدارس وتسجيل أسماء الهيئات التدريسية والطلبة في عموم تربية محافظة نينوى ومشارفها المحررة لإعادة الفرحة لكافة طلبة المراحل الابتدائية والثانوية من أجل رفع الحالة النفسية التي أثرت سلباً على حياة الطلبة كافة وتحديداً في المراحل الابتدائية في محافظة نينوى. وقالت جليلة محمود، مديرة ثانوية المعرفة في منطقة «البكر»: «إن وزارة التربية أوعزت بفتح المدارس بعد طرد داعش منها، ليتسنى تسجيل كافة الطلبة من الذين عمل التنظيم على تغيير مناهج دراستهم، وأثرت سلباً على حالاتهم النفسية والاجتماعية خلال الثلاث سنوات الماضية». وأضافت «إن تسجيل أعداد الطلبة كان بنسب كبيرة غير متوقعة إطلاقاً، وكانوا فرحين وهم يتسلمون مناهج دراسية جديدة بعد ثلاثة أعوام من حصولهم على مناهج تحث على الإرهاب والقتل وعدد الأسلحة وتغير بأحاديث السيرة النبوية وفتاوى غير صحيحة». وفي أبرز كتب المناهج الدراسية التي أعدها ما يسمى ب«ديوان المعارف» لدى «داعش» استعان المعلمون بصور للدبابة والمسدس والبندقية والسيف والرصاص لتكون وسائل إيضاح لشرح درس الرياضات وتعليم الطلاب على طرق الحساب. وقالت الطالبة مها أحمد، البالغة من العمر 9 أعوام في المرحلة الرابعة من الدراسة الابتدائية، «أنا سعيدة وشعوري لا يوصف وأنا أتصفح كتب دراسية بعيدة عن وصف البندقية والعبوة الناسفة والحزام الناسف والسيارة المفخخة وحمل السلاح، وهي مناهج تثير فينا الرعب والخوف وتجعل انتظامنا في صفوف الدراسة موعداً مع الرعب والفزع». وأضافت: «أنا لم أستطع استيعاب هذا المناخ الدراسي لأنني غير مؤمنة به ولا أحبه وبعيد جداً عن المناهج التي كنا نتلقاها قبل منتصف عام 2014». وتقول الطالبة ورقاء حسن، البالغة من العمر 11 عاماً: «إن مناهج داعش الدراسية كانت تختص بالقتل وتكفير الآخرين في كل مكان، وكان منهج الرياضيات والحساب يحتوي على عدد القنابل والرصاصات، وعدد قتل الأشخاص، وعدد البنادق والعجلات المفخخة والعبوات». وأكد قائد جهاز مكافحة الإرهاب في العراق، الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي، أنه لا يزال هناك العشرات من المدارس الابتدائية تخضع للتفخيخ وأخرى مازالت مفخخة وقطاعاتنا العسكرية تعمل على انتشال العبوات الناسفة وتفكيك المفخخات لإعادة طلبتنا إلى مقاعدهم الدراسية وإعادة الطلبة النازحين أيضاً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©