الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الاستخبارات الأميركية تتو قع تصاعد التنافس بين السلطة و حماس وتفجر الخلافات داخل فتح

الاستخبارات الأميركية تتو قع تصاعد التنافس بين السلطة و حماس وتفجر الخلافات داخل فتح
20 فبراير 2009 01:54
حملت شهادة رئيس الاستخبارات الوطنية دنيس بلير امام الكونغرس الأميركي معطيات تفتح سجالا داخليا، وتؤشر في الوقت نفسه إلى توقعات الإدارة الأميركية في المرحلة المقبلة، خصوصا في الملفات ذات الصلة المباشرة والعميقة مع شؤون منطقة الشرق الاوسط والمناطق الاسيوية القريبة منها· تدرجت القضايا والعناوين التي ذكرها بلير في شهادته، تباعاً، من النظرة نحو كوريا الشمالية والعلاقة مع إيران والوضع في أفغانستان من زاوية العلاقة مع طالبان وصولاً إلى الأوضاع في أراضي السلطة الفلسطينية والعراق· بلير الذي طرح نظرة جديدة عن كوريا الشمالية، دحض في شهادته كل الإدعاءات التي كانت وراء الكثير من السياسات المتبعة من قبل إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش في ما خص برامج التسلح التي طلبت تلك الإدارة تمويلها بهدف الرد على تهديدات ''مفترضة'' من كوريا الشمالية ضد مصالح الولايات المتحدة وأراضيها، بعدما نجحت في تطوير صواريخ باليستية وتفجير رأسين نووين، وهو ما رأى فيه بلير مجرد إدعاءات فارغة لا معادلاً واقعياً لها· وقال بلير أن بيونغ يانغ تستعرض قوتها النووية بهدف ردع الآخرين دبلوماسيا، فيما ''الحقيقة أن نظام كيم جونغ إيل غير قادر على الدخول في أي قتال أو حرب''· وأضاف بلهجة حاسمة أن ''كوريا الشمالية لا تشكل تهديداً على أراضي الولايات المتحدة، ولن تستعمل سلاحها النووي إلا إذا شعرت أن نظامها يتعرض لتهديد كبير''· حتى أن بلير استعمل ما ورد على لسان سلفه الجنرال مايك ماكونيل قبل عام مع فارق أن الأخير تحدث عن قدرات عسكرية كورية وليس عن سلاح نووي· أوساط الخبراء في مراكز الأبحاث الأميركية تجزم بأن كلام بلير سوف يثير نقاشاً داخل الإدارة الاميركية ووزارة الدفاع وأجهزة الاستخبارات المتعددة، خصوصاً وأنه يصبّ في خانة ''التصويب''، إذا قدِّر لهذا التصويب أن يرى النور من قبل إدارة الرئيس باراك أوباما الذي بشّر بعهد جديد في العلاقات الدولية بين واشنطن والعالم· إيران وعِبر الدرس العراقي عندما أدلت وكالة الاستخبارات الأميركية بشهادتها أمام الكونغرس عام 2002 حول أسلحة الدمار الشامل لدى نظام الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين، جرى إهمال ما ورد فيه من أن العراق لا يشكل تهديداً لأراضي الولايات المتحدة ولن يقوم باستعمال تلك الأسلحة ضدها· وهو ما يكرر التساؤل الآن، عند الحديث عن كل من كوريا الشمالية وإيران التي يعتقد على نطاق واسع بأنها تقوم بتطوير أسلحة دمار شامل، كيف سيتم التعامل مع هذين البلدين، ولماذا لا يجري القبول بالأمر الواقع الإيراني ، مثلما تم القبول بكوريا شمالية نووية؟ المثير في شهادة بلير عن إيران هو وصفه الدقيق للدور الذي تلعبه في أفغانستان، الأمر الذي يعني أن واشنطن تدرك تماما التحديات المزدوجة التي تواجهها في علاقتها مع طهران، فهي من ناحية تسعى الى استقرارالحكومة الافغانية القائمة عبر تقديمها الدعم السياسي والاقتصادي للرئيس كرزاي، لكنها من جهة أخرى توثق علاقاتها السياسية بالطيف السياسي الأفغاني المتنوع · وطهران تقيم علاقات مع حركة طالبان، وفق تأكيدات بلير، وتقدم لها الكثير من المعدات والأسلحة الفتاكة التي تستعملها في حربها ضد قوات التحالف الدولي هناك· لكنها في الوقت نفسه، تعارض مساعي حكومة الرئيس الافغاني حميد كرزاي لإجراء مصالحة مع رواسب النظام الطالباني المخلوع· وذلك فقط من أجل إبقاء الضغط على القوات الاميركية وحلف الناتو وإحكام رقابتها على احتمال نمو دور القوات الدولية في المستقبل· مفاد كلام بلير في هذا المجال أنه بالإمكان عقد شراكات سياسية مع طهران حول أفغانستان، إنما هذه المرة في ظل ميزان قوى استراتيجي يميل لمصلحة واشنطن، بشكل يخالف ما هو قائم في العراق نظراً لاختلاف التكوين السياسي والطائفي والجغرافي الذي يربط ما بين بغداد وطهران· الصراع العربي-الإسرائيلي إلى ذلك تحدث بلير عن الأراضي الفلسطينية، وقال إن التنافس بين السلطة الفلسطينية و''حماس'' سيزداد حدة، لكنه توقع خلافات داخل ''حركة فتح'' نفسها في الضفة الغربية، بين الحرس القديم داخل الحركة والقيادات الفتحاوية الشابة التي تريد المزيد من الإصلاحات· بلير أثار تساؤلا عن جدوى السياسات الأميركية السابقة التي انحازت إلى إسرائيل خصوصا ''حين تمت تصفية قدرات السلطة الفلسطينية وإضعافها، بشكل أدى الى ما أدى اليه· وإذا كانت إدارة الرئيس أوباما ستسعى إلى إحداث اختراق أساسي في العملية السلمية بين الفلسطينيين وإسرائيل ، فهي وفق خلاصة بلير، تحتاج إلى إعادة بناء شريك حقيقي مقتدر وذي صدقية فلسطينية· لذلك يشدد بلير على قضية الإصلاحات داخل حركة ''فتح''، بما يحافظ على تقاليد الديمقراطية الفلسطينية الهشة ويقويها، ''كي لا تتجه فتح مجدداً إلى الهزيمة في انتخابات الرئاسة الفلسطينية والتشريعية المقبلة''· مضيفاً أنه ''لم يجر التوافق حتى الآن على استبدال محمود عباس الذي لا يبدو أنه قد ينجح في تلك الانتخابات أيضا''· ملف العراق من جهة أخرى، اعتبر بلير أن العراق يواجه ثلاثة تحديات قد تعرض التقدم السياسي والأمني الذي تحقق فيه للخطر · أول هذه التحديات يتمثل في ''فشل القوى السياسية العراقية في حل قضية كركوك بين الأكراد والعرب وقوميات أخرى''· ثانيا ''قضية تعاطي المجموعات الإثنية المختلفة مع الحكومة العراقية التي يهيمن عليها الشيعية والحساسيات التي لا تزال تعتمل، الأمرالذي قد يتحول الى أعمال عنف واسعة''· وأعرب ثالثا عن تخوفه من ''استمرار سعي مجموعات وأطراف خارجية في دعم المسلحين والمجموعات الإرهابية المناهضة للحكومة العراقية'' · ويخلص بلير إلى القول إن انهيار أسعارالنفط سوف يؤثر على خطط الحكومة العراقية في تمويل إعادة بناء القوات العسكرية وعلى مشاريع إعادة إعمار البنى التحتية الرئيسية وخصوصا في مجالات الطاقة الكهربائية والمياه والصرف الصحي· وإذ ألمح بلير بشكل غير مباشر إلى أن خطط الانسحاب السريع من العراق قد لا تكون مجدية الآن، قال إنه من الافضل اعتماد أجندة الخروج التدريجي· ومن جانب أخر تسود في أروقة القرار في واشنطن، راهناً، قناعة بأن الاتفاق الأمني لذي وقع بين واشنطن وبغداد حول استكمال الانسحاب من العراق عام 2011 سيكون الموعد الأكثر ملائمة· مما يطرح التساؤل عن حقيقة التغيير الذي وعد به الرئيس أوباما في ما يتعلق بالسياسات الأميركية في العراق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©