ارتفعت أسعار النفط متجاوزة مستوى 82 دولاراً للبرميل أمس بعد أن سجلت واردات الصين من الخام قفزة الشهر الماضي، في حين شجع ضعف الدولار وتوقعات بمزيد من إجراءات التحفيز الاقتصادي في الولايات المتحدة الإقبال على السلع الأولية. وزادت عقود النفط الأميركي تسليم نوفمبر 1,03 دولار إلى 82,70 دولار للبرميل، ليصبح على بعد دولارين فقط من أعلى مستوى في خمسة أشهر فوق 84 دولاراً والمسجل الأسبوع الماضي. وارتفعت عقود مزيج برنت خام القياس الأوروبي تسليم نوفمبر 92 سنتاً إلى 84,42 دولار للبرميل. وتعززت الأسعار بفضل بيانات أظهرت ارتفاع واردات الصين من النفط الخام 35 بالمئة في سبتمبر، مقارنة بمستواها قبل عام.
إلى ذلك، قال ويلسون باستور رئيس منظمة “أوبك” إن هناك توافقاً بين وزراء النفط في المنظمة على إبقاء مستويات الإمدادات من دون تغيير عندما يجتمعون اليوم (الخميس). وقال لرويترز “نعم هناك توافق”، وأضاف باستور، وهو وزير النفط في الإكوادور، “سنقترح عقد اجتماع استثنائي في كيتو في 14 ديسمبر”. وتابع قائلاًً إنه يتوقع أن تظل أسعار الخام عند حوالي 70-80 دولاراً للبرميل العام المقبل. وقال “هذه توقعاتنا”.
وأعلنت وكالة الطاقة الدولية أن من المتوقع أن يتسارع نمو الطلب العالمي على النفط في الفترة المتبقية من العام الحالي، لكنها عدلت بالخفض توقعاتها لنمو الطلب في 2011، وقالت إنه قد يتباطأ إذا كانت أوضاع الاقتصاد العالمي مخيبة للآمال. وما زالت الوكالة تتوقع أن يرتفع الطلب العالمي على النفط في العام المقبل إلى 88,16 مليون برميل يومياً، مقارنة مع 86,94 مليون برميل يومياً في العام الحالي، لكنْ مع تباطؤ معدل النمو. وقال ديفيد فايف رئيس قطاع صناعة وأسواق النفط في الوكالة “من المتوقع أن تظل الإمدادات بالسوق جيدة للغاية حتى منتصف العام المقبل على الأقل”. وأضاف “إذا تحقق سيناريو انخفاض الناتج الإجمالي العالمي فسوف يؤدي ذلك إلى انخفاض الطلب بشكل كبير، وستبدو الإمدادات بالسوق جيدة للغاية خلال 2011”. وقال فايف “يبدو أن هذه آخر نوبات الطلب في أميركا الشمالية. ما زلنا نعمل على أساس أن الطلب على النفط من دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية سيعاود التراجع من العام المقبل”.
وعدلت الوكالة بالخفض توقعاتها لنمو الطلب في 2011 على أساس سنوي بواقع 60 ألف برميل يومياً إلى 1,21 مليون برميل يومياً من تقريرها السابق، لكنها عدلت بالزيادة توقعاتها لنمو الطلب في 2010 بواقع 260 ألف برميل يومياً. وقالت الوكالة، التي تقدم المشورة لدول صناعية كبرى بشأن سياسة الطاقة، إن عوامل مؤقتة دفعتها لرفع توقعات نمو الطلب في 2010 مثل إعادة تكوين مخزونات زيت التدفئة قبيل فصل الشتاء في نصف الكرة الشمالي.
وأضاف التقرير أن إلغاء دعم الوقود في أسواق ناشئة مهمة في آسيا والشرق الأوسط على المدى البعيد قد يشكل خطراً على النمو.
وأظهر التقرير أن التزام الدول الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول “أوبك” بتخفيضات الإنتاج المستهدفة زاد إلى 54 بالمئة في سبتمبر من 50 بالمئة في أغسطس.
وقال إن من المتوقع ارتفاع الطلب على نفط أوبك، بالإضافة إلى المخزونات في العام المقبل بواقع 100 ألف برميل يومياً إلى 29,3 مليون برميل يومياً. واستبعد اوليفر جاكوب المحلل لدى “بتروماتريكس” أن تؤدي هذه الزيادة الضئيلة نسبياً لتراجع المخزونات. وقال “في ضوء أن أوبك تنتج حالياً 29,3 مليون برميل يومياً، فإن هذا يشير إلى عدم تغير مستويات المخزونات العالمية في 2011”.
عدد اليوم
