أثينا (رويترز)- أظهر استطلاع للرأي نشر أمس الأول أن اليونانيين منقسمون حول ما إذا كان من الضروري إجراء تخفيضات للوظائف بالقطاع العام- وهو ما يطالب به مقرضون دوليون لمواصلة تمويل خطة للإنقاذ المالي- وأن غالبية اليونانيين مازالوا متشائمين بشأن آفاق الاقتصاد. وتخطط الحكومة للاستغناء عن آلاف الوظائف بالقطاع العام بين إجراءات يتضمنها مشروع قانون متعدد الجوانب سيصوت عليه البرلمان هذا الأسبوع كشرط للحصول على المزيد من المساعدات من شركاء اليونان في منطقة اليورو ومن صندوق النقد الدولي.
وتعهدت أثينا بأن تمهل 12500 موظف بالقطاع العام من بينهم حراس مدارس ومدرسون وأفراد بالشرطة البلدية ثمانية أشهر بدءا من سبتمبر المقبل للعثور على عمل في إدارات أخرى أو فقدان وظائفهم.
وطبقاً للاستطلاع الذي أجرته مؤسسة ميترون أنالسيس لقياس الرأي العام لحساب صحيفة إبنديتس فإن 47% من اليونانيين يؤيدون تخفيضات في الوظائف لتقليص قوة العمل في القطاع العام لكن 50% يرون أنه لا يجب أن يكون هناك أي تسريح للعمال. وتعترض غالبية قدرها 62% على إغلاق مقترح لمكاتب الشرطة البلدية. وتعاني اليونان بطالة قياسية بعد ركود ستة أعوام من الركود. ويبلغ معدل البطالة حوالي 27% أو اكثر من ضعفي متوسط البطالة في منطقة اليورو والذي يبلغ 12.2%. وفي مقابلة تنشرها صحيفة بروتو تيما في عددها الذي صدر أمس دافع رئيس الوزراء اليوناني أنتونيس ساماراس عن تخفيضات الوظائف، قائلا: إنها ضرورية لتنشيط الاقتصاد والحفاظ على تدفق المساعدات المالية من الداعمين في منطقة اليورو ومن صندوق النقد الدولي. وأضاف قائلا: “ربما تكون الإجراءات غير سارة لبعض الناس لكنني اعطي الأولوية لمليون ونصف مليون عاطل لا يواسيهم احد في محنتهم”.
وفيما يتعلق بقضية الإصلاح الاقتصادي ككل أظهر استطلاع الرأي أن 40% يعتقدون أن الإصلاحات ضرورية لتحسين الاقتصاد، بينما يرى 57% أنها سياسات تلحق الضرر بالطبقات الأقل دخلاً. ويرى حوالي 70% ممن شملهم الاستطلاع أن الأزمة الاقتصادية تزداد تدهوراً، بينما يتوقع 66% أن يكون 2014 عاماً أسوأ، لكن 70% يؤيدون بقاء اليونان عضواً في منطقة اليورو. وعلى الصعيد السياسي من المتوقع أن تحصل الحكومة الائتلافية المحافظة المؤلفة من حزبين على 29.1% من الأصوات إذا جرت الانتخابات الآن مقابل 28.7% لحزب سيريزا اليساري المعارض لخطة الإنقاذ المالي. ولم يظهر استطلاع الرأي تغيرا كبيرا عن الاستطلاع السابق الذي أجرته ميترون في يونيو. ووفقاً للاستطلاع فمن المتوقع أن يحصل حزب باسوك الاشتراكي وهو شريك صغير في الائتلاف الحاكم على 7.8% من الأصوات، بينما من المتوقع أن يحصل حزب اليسار الديمقراطي الذي انسحب من الائتلاف الشهر الماضي على 3.2% من الأصوات. إلى ذلك، أكد صندوق إنقاذ البنوك في اليونان أمس الأول إنه اختار مصرف يوروبنك لشراء نيو هيلنيك بوستبنك في إطار إجراءات لتعزيز القطاع المصرفي بمقتضى خطة دولية للإنقاذ المالي، واتفقت اليونان مع داعميها في منطقة اليورو وصندوق النقد الدولي على بيع بوستبنك وبروتون بنك اليوم وهو شرط للإفراج عن شريحة جديدة من الأموال من حزمة الإنقاذ المالي البالغ قيمتها 240 مليار يورو. وقال صندوق الاستقرار المالي اليوناني “يورو بنك هو المشتري المفضل لنيو هيلنيك بوستبنك” مضيفا: إن اتفاقاً ملزماً مع يوروبنك سيوقع اليوم الاثنين. وفي وقت سابق من أمس الأول أبلغ مصرفي قريب من الاتفاق رويترز أن الاختيار وقع على يورو بنك.
عدد اليوم
