الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مواطن يوزّع مليوناً و70 ألف شجرة بالمجان

مواطن يوزّع مليوناً و70 ألف شجرة بالمجان
5 أكتوبر 2018 00:46

لكبيرة التونسي (أبوظبي)

وزع أكثر من مليون و70 ألف شجرة محلية تطوعا، بهدف تخضير الدولة، وزيادة المساحات الخضراء، كما قام بالعديد من المبادرات الخيرية منها «شجرتي وقف»، والعديد من المبادرات الأخرى التي تروم الحفاظ على الموروث الطبيعي المحلي، إنه سالم سلطان القايدي صاحب مزارع ومشاتل القايدي الذي يحفظ كنوز البيئة المحلية بمتحف طبيعي شاسع، ويسعى لاستثمارها بزرع النباتات المحلية وإكثارها بمزرعته التي تم تأسيسها عام 2000، حيث يتوفر على آلاف الأشجار والعديد من الأنواع منها، كما يعمل على جلب بعض الأشجار من البلدان المجاورة التي تتحمل العيش في أجواء الصحراء التي تعاني قلة وشح المياه وارتفاع درجة الحرارة، ولا يقتصر نشاط القايدي على غرس الأشجار والنباتات المحلية والتعريف بها، بل يتجاوز ذلك إلى الجانب التوعوي بأهمية الحفاظ على هذا الموروث، ويعمل على نقل خبراته للأجيال القادمة، والتشجيع على الزراعة، ويكفي أنه قام بتوزيع 100 ألف شجرة بمناسبة «عام زايد».

متحف أخضر
مزارع ومشاتل القايدي الخيرية تقع على مساحة 25 ألف متر مربع بمنطقة مليحة، وتزخر بجميع أنواع الأشجار والنباتات المحلية، إلى جانب مجموعة أخرى من منطقة الخليج، مؤكدا أن هدفه الأساسي من إنشاء هذا المشروع التطوعي يتمثل في حفظ الموروث المحلي، لافتا إلى أن الدولة تتوفر على مخزون مهم من النباتات والأشجار المحلية التي يجب أن تتضافر الجهود في الحفاظ عليها والإسهام في نموها، من خلال زرع هذه النباتات والأشجار في البيوت مما ينعكس على جودة الهواء وتحسينه والحفاظ بيئة نظيفة.
وأضاف القايدي الذي نجح في استخلاص الزيت من بعض النباتات المحلية التي كانت ومازالت تستعمل في علاج العديد من الأمراض، وتدخل في صناعة بعض المواد التجميلية، ويعمل على تطوير مشروعه ليدرج مجموعة أخرى من النباتات ليستخرج منها الزيوت العطرية، والزيت النباتي الصحي، خاصة من شجرة البان العربي أو الشوع، حيث يعمل حاليا على استزراع هذه الشجرة واستخراج الزيت منها، ليصبح منافسا للعديد من الزيوت في العالم.
وأشار القايدي، قائلاً: «أقضي جل وقتي في البحث والتنقيب والتجريب، للحفاظ على هذا الموروث، وأعتبر مزرعتي متحفا أخضر، فقد وهبت نفسي ومزرعتي لخدمة الطبيعة المحلية والحفاظ عليها والتعريف بها، ونستقبل الزوار من الأطفال والكبار، وأقوم بتوزيع آلاف الأشجار بالمجان لإعادة غرسها، فإذا غرس كل منا شجرة في بيته شهرياً، ستصبح الإمارات في غضون سنوات قليلة مساحة خضراء يانعة، مما يسهم في تحسين جودة الهواء، والحفاظ على الموروث الطبيعي».

«الغاف والآراك»
وتحتوي مزارع ومشاتل القايدي على آلاف الأشجار والنباتات المحلية التي يوزعها بدون مقابل مادي، لكنها تضم أشجارا أخرى للبيع، لتغطية تكاليف الأشجار الخيرية، إلى ذلك أشار القايدي، موضحاً: «أريد زرع الكثير من الأشجار لزيادة المساحات الخضراء، كما أقوم بالعديد من المبادرات الخيرية مثل إطلاق مبادرة «شجرتي وقف» وهي عباره عن شجرتي «الغاف والآراك» حيث تم توزيعها على المصلين في يوم عرفة، وتم حثهم على غرس الأشجار عملاً بالحديث الشريف «إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها»، كما قمت بغرس الشجرتين في نفس اليوم الفضيل مع أبنائي وعائلتي، من أجل الإكثار من زراعة الأشجار المحلية والمعمرة، وقد وزعت خلال جميع المبادرات التي أطلقتها أكثر من مليون و70 ألف شجرة خلال المبادرات التي تم إطلاقها في مناسبات عدة.

ذاكرة شعبية
يحمل القايدي مسؤولية نشر ثقافة الطبيعة المحلية التي ارتبطت بالذاكرة الجمعية لسكان الدولة، بحيث يرغب في إطلاق مبادرات أخرى لتوزيع آلاف الأشجار بهدف زيادتها والحفاظ عليها، كما يعمل على تثقيف الأطفال، من خلال استقبالهم وإعطائهم المعلومات الكافية عن كل نبتة أو كل شجرة، في إطار حفظ الذاكرة الطبيعية المحلية، مطالبا بضرورة إدراج أسماء النباتات المحلية والتعريف بها في المناهج التعليمية، وإطلاق مسميات النباتات والأشجار على الشوارع والميادين وبعض الأماكن العامة، حتى تحفظ هذه الأسماء في الذاكرة الشعبية.

أول محمية لـ«شجرة الحياة»
عن أهدافه المستقبلية، قال القايدي «نحن بصدد إنشاء أول محمية خاصة بشجرة «الشوع» خلال الأسابيع القادمة، وستكون الأولى من نوعها على مستوى الإمارات، حيث ستضم عشرات الآلاف من هذه الشجرة لإنتاج العسل والزيت والاستفادة من فوائدها الكبيرة. والشوع تعتبر من الأشجار المحلية التي تزخر بها بيئتنا، وتتحمل الظروف المناخية وقلة المياه، وتنتمي إلى فصيلة «المورينجا»، والتي يُطلق عليها شجرة الحياة أو الشجرة المعجزة، كما أنوي توزيع مليون و80 ألف شجرة محلية خلال هذه السنة، وسأعمل على غرس أشجار أخرى كثيرة، بهدف رفع أعداد الأشجار والنباتات المغروسة لإثراء هذا المتحف الطبيعي الحي.

السمر والسدر والأرطة
تتوفر مزرعة ومشاتل سالم القايدي على 140 ألف شجرة غاف، 140 ألف شجرة راك «المسواك»، 40 ألف شجرة مرخ، و24 ألف شجرة سدر، كما تحتوي على 130 شجرة سمر، و20 ألف شجرة حناء، و1800 شجرة طلح، ومن الدفلة 2000 شجرة، والأرطة 6000، ومن الحلفة 700، و9000 من شجرة لبان العربي أو «الشوع»، ومن لبان عمان 1200 شجرة،. ومن النباتات التي تم جلبها من الدول الشقيقة «البيشام» من السعودية الذي يُستخرج منها الزيت ولبان عمان الذي يستخدم في البخور، كما يحاول القايدي بمزرعته الإكثار من شجرة المر التي تقاوم الحرارة وقلة الماء.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©