الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

«جناح أفغانستان».. معروضات عنوانها المهــــــارة في «زايد التراثي»

«جناح أفغانستان».. معروضات عنوانها المهــــــارة في «زايد التراثي»
30 ديسمبر 2016 00:21
هناء الحمادي (أبوظبي) مع تنوع الفعاليات في الكثير من الأجنحة المشاركة في مهرجان زايد التراثي 2016 بمنطقة الوثبة، تظل الدول المشاركة في المهرجان تبرز عاداتها وتقاليدها وتراثها العريق للجمهور بمختلف الجنسيات. فمن يزور «جناح أفغانستان» سيتوقف كثيرا أمام معرفة الكثير من المنتجات والتي تأتي غالبيتها يدويا، حيث تبرز الحضارة الأفغانية في الكثير من تلك المنتجات التي تستقطب عددا كبيرا من الزبائن الباحثين عن المميز والمتميز من المنتجات التي تتصف بالجودة العالية ودقة الصنع. يحمل جناح أفغانستان مشاركة عدد من المحال التي تنوعت ما بين المنتجات الجلدية والملابس الأفغانية التي تتسم بجمال النقوش والزخارف، إلى جانب المكسرات التي تشتهر بها الكثير من مدن أفغانستان، لكن يظل الزعفران له لغته الخاصة التي يمتزج بجودته ورائحته الزكية التي تنثر عبق المكان، إضافة إلى معروضات الجلد الطبيعي والصوف والأواني الفخارية والتحف المعدنية والأدوات النحاسية التي توزعت بشكل كثيف، فضلاً عن السجاد المصنوع يدويا الذي يفتخر بها شعب أفغانستان باعتباره الأفضل عالمياً. السجاد اليدوي في زيارة للجناح يتعرف الكثير من الزوار إلى أهم ما تبدع أنامل الكثير من الفتيات اللاتي لديهن القدرة على عمل الكثير من السجاد المصنوع يدويا. والذي يمتزج الفن بالإبداع وفي غزل الصوف على السجاد، وبمبادرة من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات»، رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، على توفير فرص مستدامة تهدف إلى تمكين النساء من خلال التركيز على استخدام مهارات الحياكة والغزل، فقد استطاع نحو 3 آلاف من أصحاب الدخل المنخفض في أفغانستان حاليا في مبادرة سموها، حيث تشكل النساء القسم الأكبر منهم بنسبة 70?، علما أن 35? من هؤلاء النساء أرامل وتمارس غالبية النساء أعمالهن في الحياكة والغزل من منازلهن. تقول ظريفة قادر من المشاركات في حياكة السجاد اليدوي: «منذ كان عمري 5 سنوات وأنا أمارس هذه الحرفة فقد تعلمتها من والدتي، حتى أصبح عمري الآن 22 سنة، ورغم أن هذه الحرفة تحتاج إلى الدقة والحرفية والصبر، إلا أنها مصدر رزقنا. وتضيف «تبدأ عملية غزل السجاد الشاقة والمتعبة بنسيج الخيوط من الصوف، وهي المادة الأساسية في هذه الصناعة، تعقبها عملية الصباغة بأنواع مختلفة من قشور الفواكه والخضار، ثم رسم خريطة السجاد على الورق، لتنتهي بغزل سجاد صُنف حديثاً أحسن سجاد يدوي في منطقة جنوب آسيا، من هنا يولي العالم، ودول المنطقة خاصة، اهتماماً بالغاً بالسجاد الأفغاني». أحجار كريمة بينما على الجانب الآخر، يلفت الأنظار محل مزدحم ببضاعة فضية غريبة الأشكال والألوان وتفوح منه رائحة الزمن القديم، منها دروع حربية وسيوف قديمة، والكثير من الحلي النسائي الغريبة الشكل كالخواتم الكبيرة الحجم والخلاخيل الثقيلة الوزن وقلادات يزيد وزنها على كيلوجرامات. ورغم ثقل الحلي وغرابتها لكنها تعكس شخصية المرأة الأفغانية التي ظلت لعهود حبيسة الجدران والتقاليد الممزوجة بالغلو في أبسط الأمور، ولا نتصور امرأة غير الأفغانية تتحمل قلادة يزيد وزنها على 4 كيلوجرامات تضعها بعنقها ليلة الفرح حفاظا على الموروث، وعادات أخرى يحكيها معين خان صاحب محل المشغولات القديمة والتحف والذي يؤكد أن معظم المعروضات تعود إلى أربعمائة سنة وأكثر من تاريخ أفغانستان. يقول زبيح الله من محل ليك فيو للتحف والسجاد في الجناح الأفغاني «تتنوع البضائع في المحل، لكن أكثر ما يميز أفغانستان هو النقش على الأحجار الكريمة، ويعد من يعمل عليها هم من الصناع المهرة ذات الخبرة الكبيرة في النقش على كل حجر برغم صغره ومتانته، لكن تتعدد ألوان الأحجار الكريمة وتختلف أحجامها باختلاف نقوشها، وهي الأكثر إقبالاً على شرائها في مهرجان زايد التراثي من جانب الزوار. ويلفت زبيح إلى أن الحلي النسائية الغريبة الشكل كالخواتم الكبيرة الحجم والخلاخيل الثقيلة الوزن والقلادات يصل وزنها إلى عدة كيلوجرامات. تصميم المجوهرات تتنوع منتجاتها وتختلف تصاميمها، إنها فخرية نظامي من جناح أفغانستان، التي أبدعت في تصميم الكثير من المجوهرات الممزوجة بالأحجار الكريمة، والتي وجدت نفسها تعيش أجواء مهرجان زايد التراثي، واستطاعت أن تثبت للزوار قدرة المرأة الأفغانية على تصميم المجوهرات. وتقول «أعشق تصميم المجوهرات، أستمد الأشكال من مخيلتي في تصميم كل قطعة، وينعكس ذلك على تزويدها باللؤلؤ، ورغم أن التصميم فن وذوق، إلا أن العنصر النسائي الأفغاني يمتاز بحبه للمجوهرات ذات التصميم الأفغاني. مشيرة إلى أن المشاركة في مهرجان زايد التراثي أضاف لها الكثير حيث تعرفت إلى الفلكور الشعبي للأجنحة المشاركة، بالإضافة إلى حضارات كل دولة من حيث المنتجات والبضائع والمعروضات التي أبدعتها أيدي الحرفيين. بضائع فضية وفي ركن خصص لعرض الأدوات النحاسية يمكن أن نرى كيف كان لتلك الصناعة حضور كبير في تفاصيل الحياة اليومية الأفغانية، وكون النحاس يشكل واحدا من أهم ثروات البلاد فقد تفنن الأفغان في تقديم الأشكال المختلفة لصناعة النحاس وزخرفته، ويضم الركن مجموعة كبيرة ومختلفة من الأواني النحاسية المستخدمة في أغراض عدة، ومن يقترب من «عبد البصير» فقد يندهش من براعته في النقش على النحاس، حيث تعلم الحرفة من والده منذ كان عمره 15 عاما، ويقول «تشتهر أفغانستان بالفضة والنحاسيات، وكلها تعبر عن تراث وفنون هذا البلد، ويعجبني العمل على النقش على النحاس والذي يحتاج إلى دقة في التصميم وبراعة في التنفيذ، لكن ما يميز النحاس الأفغاني أنه لا يتغير لونه ويمتاز بنقوشه الجميلة ذات التصميم الأفغاني، ويحتاج إلى صبر لإنجازه، فقد يستغرق شهورا بحسب حجم القطعة النحاسية. رأي الزوار ترى ميسون طالب، أنها دائما تحب زيارة الجناح الأفغاني نظرا لتنوع منتجاته الجلدية والأزياء الأفغانية من الجلابية المصنعة من قماش «اللولان»، والقفطان والبشت بأنواعه، إلى اللباس المصنوع من قماش «الشعرة» ذي الخيوط الحريرية الممزوجة بالقطن. ولا تكتمل الأزياء الزاهية والتصاميم المميزة وكذلك الخف المصنع باليد من الجلد الطبيعي. وأشار صديق نبيه (أفغاني) إلى أنه يزور الجناح سنويا ليتنفس فيه هواء بلده، وأن الجناح فيه أشياء كثيرة جميلة منها المصنوعات الجلدية التي يخيطها الأفغان بأيديهم، أما القماش فهو من أكثر ما يلفت نظر الزائرين، خاصة رداء «غزيندراز» الذي ترتديه المرأة في الأعراس والمناسبات الخاصة ويحمل ألوانا صارخة. ويضيف «إن الجناح يحظى بإقبال الكثير من الزوار وهو الأمر الذي يساهم في تعريف الجمهور من مختلف الجنسيات بالمنتجات الأفغانية المختلفة، وينقل صورة الأسر المنتجة وأعمالها إلى العالم عبر بوابة مهرجان زايد التراثي. وتؤكد شمسة مبارك، أنها جاءت خصيصى لشراء السجاد الأفغاني لمنزلها حيث يعرض الجناح السجاد بأنواعه، منه المصمم للجدران، ومنه المخصص للمداخل والأرضيات إلى جانب تشكيلة واسعة من اللوحات الفنية المجمّلة بأطر من خشب الروز المنحوت يدوياً، وقد صمم السجاد وأيضاً لوحات الجدران بشكل يحاكي الأشكال التقليدية والنقوش من مدرسة الفن الأصيل. وتوضح: تتوفر النماذج المأخوذة عن أشهر اللوحات الفنية وأعمال أشهر الفنانين، ويمكن شراء نماذج من سجاد الجدران الذي يحاكي أروع اللوحات في العالم. ويمكن أيضاً مشاهدة السجاد وهو يُحاك في الجناح من قبل إحدى الحرفيات من العنصر النسائي. الزعفران «الأغلى» يجذب الزوار برائحته الزكية، ومذاقة الجميل، وهو الأجود عالمياً في أفغانستان، إنه الزعفران الذي ينتشر في أفغانستان ويزداد الإقبال عليه عالمياً، لما يمتاز به من جودة، ويعد الأغلى سعراً، في عالم التوابل. يقول فاروق قارير الذي يبيع الزعفران بجناح أفغانستان «في منطقة هرات تعمل نساء كبيرات في السن وشابات في الحقول لقطف زهر الزعفران، ويُوضع الزهر في كيس بلاستيكي كبير يقاس بميزان إلكتروني. وبعد الانتهاء من القطف، تبدأ مهمة شاقة تقضي بنزع الأغصان الناعمة من دون إتلافها. ويستخدم الزعفران الملقب بـ«الذهب الأحمر» بسبب غلاء أسعاره، في الطبخ وصناعة العطور والطب التقليدي. ويضيف «يصل إنتاج الزعفران إلى نحو ثلاثة أطنان سنويا، يتم تصدير ما بين 60 و80 في المائة منه. ويُستخدم الزعفران في إنتاج الدواء والطهي وعلاج بعض الأمراض. ويصل سعر الزعفران الأفغاني في السوق العالمية إلى نحو 2000 دولار للرطل. شال أفغاني هل تبحث عن الجميل من الشالات الأفغانية، والتي تمتاز بالبراعة والدقة في الزخارف الصغيرة المنسوجة من الصوف الأصلي؟، بين الاختيار والبحث عما يناسبها، وجدت زينب الرئيس «طالبة جامعية تخصص تربية بدنية ورياضية من دولة الكويت)، ما تبحث عنه من شالات نسائية في الجناح الأفغاني حيث تعترف أن هذه الشالات هي التي تجذبها للجناح، لما تمتاز به من تطريزات جميلة وتمازج الألوان مع بعضها البعض. تقول «دائما في هذه المهرجانات تظل الشالات مطلبي وأناقتي الشتوية التي تلازمني، وبما إنني عارضة أزياء فدائما أبحث عن المميز والجميل الذي يناسب أناقتي في كل الفصول، معترفة أن الشال الأفغاني يبقى هو الأفضل بالنسبة لها نظرا لان ألياف الشال تمتاز بليونتها وخفة وزنها وقدرتها العالية على التكيّف، وسهولة تشكيلها، وجودة ونوعية ومصدر المواد المستخدمة، إضافة إلى الدقّة في الحياكة والتطريز.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©