الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

السودان والتعاون الكندي

13 أكتوبر 2010 21:14
في أواخر الشهر الماضي توجه إلى كندا وفد سياسي مشترك من قيادة الحزبين الحاكمين في السودان "المؤتمر الوطني" و"الحركة الشعبية". المعلومات والأخبار التي صاحبت زيارة هذا الوفد تقول إن السياسيين السودانيين جاءوا إلى كندا للتعرف على التجربة الاتحادية الكندية والاستفادة من دروسها، خاصة فيما يتعلق بما يعرف بمشكلة "كيبك" المنطقة التي ينتمي أغلبية أهلها إلى أصول فرنسية، والتي ظل هاجس انفصالها عن كندا وتشكيل دولتها المستقلة قضية حاضرة دائماً في أجندة الأحزاب الانفصالية. عقب الزيارة بدأت الخارجية الكندية تمارس نشاطاً ملحوظاً وتتصل وتعقد الاجتماعات مع مجموعات الجاليات السودانية-الكندية من أوتوا إلى تورونتو إلى سانت كاثرين...إلخ، وهذه اللقاءات التنويرية كان يترأسها المسؤول الأول في الخارجية الكندية مدير "مجموعة العمل الكندية من أجل السودان". في اجتماع عقده المسؤول الكندي مع الجالية (السودانية-الكندية)- أكبر الجاليات من حيث العدد، قدم لمهمته هذه بقوله إنه يعلم أن ثمة شعوراً عاماً وسط المواطنين السودانيين وأن ثمة تقصيراً واضحاً من جانب الإعلام الكندي تجاه قضايا وأزمات السودان. وهو قال إنه بالنسبة للإعلام فأنتم تعلمون أن الحكومة لا تملك ولا تستطيع أن توجه الصحفيين والإعلاميين، والقضية في أصلها تعود على اهتمام "الصحيفة" -أي صحيفة- بتقديم خدمة جيدة لقرائها. أما عن اهتمام الحكومة الكندية ومجهوداتها الرسمية من أجل السودان، فإن مدير "مجموعة العمل الكندية من أجل السودان" يرى أن هذا الشعور بالإحباط الذي تحسون به ربما يعود إلى أن سياستنا العامة لا تعتمد على "الدعاية" والنشر الواسع لكل عمل جيد تقوم به الأجهزة الحكومية المسؤولة. نحن مثلاً ليس مثل بعض الدول نستخدم "الدعاية الجماهيرية" لما نقوم به من أعمال، فهي جزء من مسؤوليتنا الدولية والإنسانية.. فنحن نفضل كسياسة، أن نمارس قواعد الدبلوماسية المعروفة (سياسة الأبواب المغلقة) ونتحدث مع المسؤولين السودانيين وزعماء الأحزاب السياسية والمنظمات المعارضة، ولا نعلن ذلك على الملأ كل يوم. ونحن نفضل أن نتعامل في معوناتنا الإنسانية للسودان مع المنظمات الدولية مثل اليونسيف والبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة واليونسكو وغيرها ومع الاتحاد الأفريقي. وتعلمون أنه عندما واجهت قوات الاتحاد الأفريقي في دارفور قضية عدم توفر طائرات النقل ووسائل الاتصالات (وكانت تلك أهم قضية تواجهها قوات الاتحاد الأفريقي)، فإن كندا قد تطوعت ووفرت احتياجات قوات الاتحاد الأفريقي. المسؤول عن "لجنة العمل الكندية من أجل السودان"، أشار إلى إن بلاده تساهم بنشاط في مشروعات تطوير الديمقراطية والمنظمات الأهلية وإعادة توطين ملايين النازحين في دارفور وجنوب السودان...إلخ. وهو يعتقد أن هنالك فرصاً طيبة لتعاون خلاق بين كندا والسودان خاص في مجالات التنمية والتبادل التجاري، ونحن نوفر للقطاع الكندي الخاص المعلومات المتوفرة لدينا، ولكن الأمر في النهاية هو قرار المستثمر الكندي. وبدبلوماسية معهودة في الموظفين الكنديين قال عن رأي الحكومة الكندية في انفصال الجنوب عن السودان، وبماذا نصحت كندا الوفد السوداني الزائر... قال: إنه شخصياً لم يحضر أو يشارك في اجتماعات القادة السودانيين مع نظرائهم الكنديين. لكن كلنا نعلم -نحن وأنتم والعالم أجمع- أن مصير السودان ومستقبله يصنعه شعب السودان وليس كندا أو سواها من الدول الأخرى. إن أهم وأفضل ما يقدمه المجتمع الدولي للسودان في كل الأحوال أن يساعد السودانيين على تحقيق الاستقرار والأمن والسلام لشعبه. ونلاحظ أن هذا النشاط الكندي الواسع قد جاء بعد اجتماع نيويورك بين أوباما والأمين العام للأمم المتحدة. وكما لاحظ أحد المشاركين في هذا اللقاء بعد أن شكر المسؤول على تنويره للمواطنين السودانيين-الكنديين وأثنى على جهود "وطننا الثاني" فإن من المؤسف أن كل هذه الجهود المقدرة تجري الآن في "الزمن الضائع". عبدالله عبيد حسن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©