لم يعد ممكناً أن يلبس الطفل ''كيفما اتفق'' لأنه لا يدري شيئاً عن الموضة والأناقة و''عوار الراس''، وهي القاعدة الذهبية التي كانت تخدم الأم في الماضي، حيث كانت تتدبر ملابس الأطفال بأقل التكاليف، وربما تخبئ ثياب الطفل الأكبر لأخيه الأصغر، ويكبر الجميع معاً بعيداً عن صرعات الأناقة والماركات العالمية التي غزت ملابس الأطفال أيضاً وباتت معياراً لمكانة الأسرة الاجتماعية وأناقة الأم نفسها، مما اقتضى أن ترتفع ميزانية الطفل بشكل كبير على الرغم من أن الآباء والأمهات هم المستهلكون الحقيقيون لأن أزياء الأطفال صارت تصمم بشكل يخاطبهم ويلبي رغبتهم في أن يروا أنفسهم في أبنائهم ومن خلالهم يستعيدون طفولتهم الضائعة·
هذه الجولة في الأسواق المحلية تقدم للوالدين بعض الخيارات التي يحتاجان إليها عند شراء ملابس لأطفالهما·
فداء طه:
عرفت صناعة أزياء الصغار انتعاشا كبيراً في السنوات الأخيرة، وأصبحت تحمل أسماء ماركات عالمية تعكس ثمنها المرتفع، ويرى الخبراء والمراقبون أن صناعة أزياء الأطفال أصبحت تنافس صناعة ملابس الرجال، بل وحتى النساء، لذلك ليس غريبا أن يصبح للصغار عروض أزياء خاصة بهم، وأيضا مجلات تخاطبهم في القريب العاجل·
نسخ من الكبار
تطور صناعة أزياء الأطفال رافقه ارتفاع في مستوى الابتكار فلم يعد يقتصر على أنواع الأقمشة المستعملة بل أصبحت ملابس الأطفال نسخاً مصغرة لملابس الكبار، مع احتفاظها بلمساتها الطفولية المعتادة التي تحتفي بالرسومات والنقوش الجميلة، وهكذا صارت أزياء الأطفال واقعاً لا يستهان به بالنسبة للبعض، فالأم التي تحب ارتداء أزياء موقعة من قبل مصممين معروفين، تريد أن يلبس طفلها لنفس المصممين حتى تكتمل صورتها ومكانتها الاجتماعية· وطبعاً لم يتردد كبار المصممين في تلبية هذه الحاجة النفسية، بدءاً من ''كافالي'' إلى ''ديور'' وحسب تصريحات الأخيرة فإن النجاح الذي حققته تشكيلاتها للرضع، هو الذي شجعها على إطلاق تشكيلات خاصة بالصغار إلى عمر ،12 وعلى توسيع رقعة وجودها في العديد من عواصم الموضة العالمية·
تصاميم وماركات
هذه الظاهرة لم تعد حكراً على الغرب وإنما انتقلت عدواها إلى غالبية دول الوطن العربي ولاسيما الخليج، حيث تعج المراكز التجارية الكبرى بأسماء متعددة لماركات عالمية مختصة بأزياء الأطفال يقبل عليها الناس أحيانا بلا وعي أو تفكير· وفي دولة الإمارات العربية المتحدة، تنتشر فساتين الفتيات الخاصة بالحفلات والمناسبات بأشكال وتصاميم ملفتة للنظر أما الأسعار فتفوق في كثير من الأحيان أسعار أزياء الكبار، ومع هذا فهناك من يشتريها من دون أن يبالي بالسعر·
أنوثة للبنات وجرأة للأولاد
لكن هذا كله، لا يخفي ذلك الشعور الجميل بالفرح الذي تعكسه أزياء الأطفال هذا الصيف، والتي جاءت في موديلات جذابة وغير تقليدية، وألوان جريئة جدا، لكنها ناعمة مفعمة بالأنوثة بالنسبة للبنات، أما ملابس الأولاد فهي جريئة وتشبه ملابس الرجال في الغالب·
وبالنسبة للألوان يغلب عليها الألوان الفاتحة التي تختلط درجاتها مع بعضها البعض، مثل الأصفر والزهر والبرتقالي الفاتح جدا·
التنانير القصيرة شائعة بكثرة، وهي مزيج من الألوان التي لم تدرج العادة على مزجها مثل البرتقالي والزهر، وتخلو ملابس الأطفال من الرتابة أو الكلاسيكية بل تأتي في تصميمات غير تقليدية بكل ما في الكلمة من معنى·
الأقمشة المستخدمة للمناسبات هي الأورجانزا والشيفون، أما الملابس الكاجوال فهي غالباً من القطنيات·
عدد اليوم
