نحن الموقعين أدناه، أطفال غزة ورفح ومروحين وعيترون وكل القرى والدساكر على خط الموت والزلازل···نبعث برسالتنا هذه، ردا على رسالة الأطفال الاسرائيليين التي وصلتنا مغلفة بالحديد والنار والبارود···نقول لكم: شكرا، فقد وصلتنا رسالتكم، كما أردتموها بالضبط، وبأسرع من أية وسيلة بريدية على وجه الأرض·
شكرا لكم، فقد وصلت الرسالة كتل حديد ولهيب، وحصدت منا العيون والمآقي، وقطعت الأطراف والشرايين، وحفرت الأفلاج لتدفق الدمع والدم، وسوّدت الطريق لمستقبل نعرفه وتعرفونه·
شكرا لكم، ولآبائكم وأمهاتكم وسياسييكم وجنرالاتكم، ربما انتصرتم، لأنكم ببساطة تملكون مدافع أكبر من سواعدنا، وتملكون طائرات تحلق فوق عيوننا دون أن تتمكن رموشنا من ملامستها، وتملكون دبابات بامكانها ان تعصف بكتبنا ودفاترنا وأقلامنا الملونة·
يا أطفال اسرائيل··· ستصبحون في المستقبل القريب، آباء وأمهات وسياسيين وجنرالات، وسيترك لكم أسلافكم إرثا عظيما، تواصلون به ما بدأوه، فتقتلون وتدمرون وتشردون···
لكن إرثنا سيكون أيضا عظيما· سنجعل من آلامنا نبراسا للأمل، وستصبح جراحنا درباً للفرح الآتي، وستصير دماءنا سراجا للضياء···
شكرا لكم يا أطفال اسرائيل، شكرا لجنرالاتكم، شكرا لقادة الطائرات والدبابات والبوارج، شكرا للاعبين بالحمم والشاربين فوق أجسادنا كؤوس الدم···
شكرا، هذه أشلاؤنا··· هذه دماؤنا··· هذه أوصالنا··· هذه أقدامنا المقطوعة تقول لكم: شكرا، لكننا سنبقى نسير على الطريق إلى مستقبل نعرف أنه سيكون لنا·
عدد اليوم
