أبوظبي (الاتحاد) - يباشر معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا، استعداداته لبدء العمل في أول مختبر أبحاث (غرفة نظيفة) في المنطقة بنهاية العام الحالي.
وشارك ثلاثة من أعضاء هيئة التدريس، وأربعة من طلاب معهد مصدر، في ورشة العمل الدولية الثانية حول “التدريب على التقنيات الحيوية والمستدامة في الغرف النظيفة” التي أقيمت خلال الفترة من 25 يونيو الماضي، إلى 8 يوليو الحالي في العاصمة التركية أنقرة.
واستضاف الورشة المركز القومي لبحوث تكنولوجيا النانو (UNAM) بدعم من وزارة العلوم والصناعة والتكنولوجيا، ووكالة التعاون والتنسيق الدولي (TIKA)، ووزارة التنمية، ومركز التدريب والأبحاث الاقتصادية والاجتماعية للدول الإسلامية.
وجاء تنظيم ورشة العمل باعتبارها مبادرة تعاونية مشتركة بين منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) والمركز القومي لبحوث تكنولوجيا النانو في تركيا، وركزت ورشة العمل على المجالات ذات الصلة بتطبيق تكنولوجيا النانو، كما جرى تدريب المشاركين على المبادئ الأساسية لاستخدام غرف الأبحاث (الغرف النظيفة)، وتصميم وتحسين العمليات على نطاق المايكرو/نانو، وكذلك التدريب على المعدات المخصصة لمشاريع وعمليات محددة.
وشارك في ورشة العمل بتركيا كل من، الدكتور عرفان سعادات، والدكتور حسن نايفه، والدكتور ماركس داهلم أستاذ هندسة النظم الدقيقة في معهد مصدر، إضافة إلى عمر النمر، وآمنة الشحي، وحلمي علي، وهم طلاب في برامج هندسة النظم الدقيقة، وكذلك فرساد شودري، الطالبة في برنامج علوم وهندسة المواد.
وقال الدكتور فريد موفنزاده رئيس معهد مصدر “ملتزمون دوماً باتخاذ التدابير التي من شأنها تمهيد الطريق نحو المزيد من الابتكارات في مجال التكنولوجيا المتقدمة، والمساهمة في انتقال دولة الإمارات العربية المتحدة إلى المرحلة التالية من النمو، بما يتماشى مع توجيهات القيادة الرشيدة للبلاد”.
وأضاف “لا شك أن استعدادنا لبدء العمليات في أول مختبر أبحاث (غرفة نظيفة) في المنطقة يعتبر شهادة قوية على التزام معهد مصدر بالمساهمة في بناء المعرفة في شتى مجالات التكنولوجيا المتقدمة، ونعتقد أن ورشة العمل في تركيا زودت أعضاء هيئة التدريس والطلاب بمعلومات ونصائح مهمة حول إجراء التجارب العلمية في الغرف النظيفة”.
ومن جانبه، قال الدكتور عرفان سعادات “يشهد مجال تكنولوجيا النانو تطوراً متسارعاً في دولة الإمارات في ضوء مساعي البلاد للدخول بقوة إلى قطاعات التكنولوجيا المتقدمة، والمشاركة في ورش عمل عالمية، بما فيها تلك التي استضافها المركز القومي لبحوث تكنولوجيا النانو في تركيا، ما يساعدنا على توسيع فهمنا لتكنولوجيا النانو والعمليات داخل مختبرات الغرف النظيفة”.
وأضاف “أتاحت لنا المرافق التكنولوجية المتطورة لدى المركز اكتساب رؤى إضافية حول هندسة النظم الدقيقة، وأعتقد أن هذه المشاركة ستشكل عوناً كبيراً لنا في إجراء المشاريع البحثية في معهد مصدر”.
ومن جهته، قال الدكتور حسن نايفه “تعتبر المشاركة في ورشة عمل المركز القومي لبحوث تكنولوجيا النانو في تركيا خطوة مهمة ومفيدة للغاية في ظل استعدادنا لبدء العمل في أول غرفة نظيفة بمعهد مصدر، لقد قمنا بشراء الأدوات اللازمة، وتوظيف أطقم عمل من شأنها أن تدعم البحوث التجريبية في المجالات الدقيقة والنانوية”.
وأضاف “خطتنا هي تحضير الغرفة النظيفة لتكون جاهزة لإجراء الدفعة الأولى من التجارب في نهاية عام 2012، لدعم برامجنا البحثية في مجال الإلكترونيات الدقيقة”.
وكان للمشاركة في ورشة العمل أثر فاعل في تدريب الطلاب وتزويدهم بما يلزم من معرفة للتعامل مع الغرف النظيفة ومساعدتهم على التطور بسرعة في هذا المجال، ومن المتوقع أن يسهم هذا التدريب أيضاً في تسهيل الانتقال السلس نحو العمليات المستندة إلى الأبحاث.
وشملت الموضوعات التي ركز عليها المشاركون من أعضاء هيئة التدريس والطلاب خلال الورشة، المبادئ الأساسية للسلامة في غرف الأبحاث النظيفة، وتصميم وتحسين العمليات على نطاق المايكرو/النانو، والتدريب على المعدات المخصصة لمشاريع وعمليات محددة.
ومن بين الـ 40 مشاركاً في ورشة العمل، قامت وكالة التعاون والتنسيق الدولي (TIKA) ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) باختيار 30 شخصاً من البلدان النامية والاقتصادات التي تمر بمرحلة انتقالية، مقابل 10 أشخاص من تركيا.
ويضم مبنى المركز القومي لبحوث تكنولوجيا النانو (UNAM)، المكوّن من 7 طوابق، 62 مختبراً للأبحاث، ويشمل ذلك غرف نظيفة فائقة التطور بمساحة 400 متر مربع من الفئة 100 والفئة 1000.
وتضم غرفة الأبحاث النظيفة (UCF) معدات متقدمة لصناعة النظم الدقيقية والنانوية، بما في ذلك نظم الترسيب الرقيقة، وأفران الحرارة العالية، ومعدات الطباعة الحجرية، وأدوات ما بعد المعالجة، ومعدات التوصيف الكهربائي/البصري.
وبإمكان الغرفة النظيفة UCF استضافة العديد من المشاريع البحثية، مثل أجهزة الدقيقة/النانوية الإلكترونية والبصرية والإلكترونية، وأجهزة MEMS/NEMS، ونظم (LoC) الدقيقة/النانوية، وأجهزة الاستشعار الكيميائية والبيولوجية، والأجهزة والمواد الضوئية الجديدة، والإلكترونيات الشفافة/المرنة، والمواد المغناطيسية.
يذكر أن معهد مصدر، الذي تم تأسيسه بالتعاون مع معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، يوفر لطلابه فرصاً مميزة في شتى ميادين البحوث العلمية، بدءاً بالبحوث النظرية ثم التطبيقية، وانتهاء بمرحلة التسويق التجاري.
ويهدف المعهد، عبر ما يوفره من مرافق حديثة للبحث والتطوير في مجال التكنولوجيا النظيفة، إلى الإسهام في دعم التنوع الاقتصادي في الدولة من خلال تطوير الابتكارات التقنية وإعداد الموارد البشرية اللازمة.
كما يلتزم المعهد عبر كادره التدريسي المتخصص وطلابه المتميزين، بإيجاد حلول لتحديات الطاقة النظيفة والتغير المناخي.
عدد اليوم
