بيروت - ''الاتحاد'':
بدا السباق على أشده أمس بين الدبلوماسية والحرب، بين إسرائيل و''حزب الله'' غير ان الاتصالات المكثفة محلياً واقليماً ودولياً، لم تثمر عن وقف لاطلاق النار واجرى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة اتصالات بعواصم القرار الدولي والأمم المتحدة مطالباً بالعمل الجاد لفرض وقف فوري لاطلاق النار، واجبار إسرائيل على الامتناع عن تدمير القرى، وقتل اللبنانيين بدون تمييز· من جهته جدد الرئيس اللبناني اميل لحود تأكيده بأن المهم الآن هو وقف اطلاق النار، اذ لا يمكن املاء الشروط على لبنان تحت القصف، مجدداً اتهام واشنطن بممارسة ضغوط لمنع تحقق وقف اطلاق النار· وأكد لحود في مقابلة تلفزيونية أمس على متانة الوحدة الوطنية بين اللبنانيين، مشيرا الى ان استهداف إسرائيل عمداً للجيش اللبناني يهدف الى إحداث انقسام بين اللبنانيين· وكشف وزير الاتصالات اللبناني مروان حمادة ان الجانب الفرنسي سيبدأ اعتباراً من بعد غد العمل على مشروع قرار في مجلس الامن الدولي لوقف النار، اذا بقي الأوروبيون متضامنين حول الموقف الفرنسي خصوصاً اسبانيا وألمانيا وبريطانيا· ولفت الى ان المجلس سيعقد جلسة رسمية الاسبوع المقبل، وان لبنان يسعى لانتزاع قرار في صالحه، والحؤول دون قرار يملى عليه من الآخرين مؤكدا ان موقف الحكومة اللبنانية جاء موحداً وارسل الى المجتمع الدولي اشارات واضحة ان لبنان الموحد في مواجهة العدوان· والتقى السنيورة لهذه الغاية السفير السعودي في لبنان عبد العزيز خوجة الذي أشار الى ان بلاده تسعى جاهدة للتوصل الى وقف اطلاق النار، ومنع إسرائيل من تدمير لبنان· وتسلم السنيورة رسالة من نظيره الصيني نقلتها سفيرة الصين في لبنان التي اشارت الى ان الرسالة تتضمن دعماً للحكومة اللبنانية، ومساعدة الى لبنان بقيمة 2,5 مليار· واعتبر السنيورة بدوره بعد اتصال هاتفي مع وزير خارجية فرنسا فيليب دوست بلازي ان مطالبة باريس بوقف فوري للنار، انما تعبر عن التزام فرنسا بالمبادئ التي طالما التزمت بها تجاه لبنان والقضايا العربية· وكان وزير الاعلام اللبناني غازي العريضي اعلن ليل الخميس الجمعة ان مجلس الوزراء أيد الخطة التي عرضها رئيس الوزراء فؤاد السنيورة في خطابه في مؤتمر روما حول لبنان من أجل حل النزاع القائم مع إسرائيل والتي تقوم على تفعيل اتفاقية الهدنة الموقعة عام ·1949 وقال العريضي ان الحكومة قررت ''تأييد وتبني مضمون خطاب رئيس مجلس الوزراء في روما''· وقال العريضي ان الحكومة اعتبرت ''بالاجماع'' ان مؤتمر روما حقق ''انجازا واختراقا'' بالنسبة للبنان بطرحه مسألة مزارع شبعا التي يطالب لبنان باستعادتها· من جهته أكد ''حزب الله'' انه ابدى ''مرونة حفاظا على الوحدة الوطنية'' بموافقته على خطة السنيورة لانهاء الحرب، في حين تراوحت ردود الفعل في لبنان أمس على هذا الموقف بين الترحيب والحذر والتشكيك· واعتبر نائب ''حزب الله'' في البرلمان حسن فضل الله ان الحزب ابدى ''مرونة'' بموافقته على الخطة والهدف من ذلك هو حرصه ''على الوحدة الوطنية وبان يظهر ان لبنان يتكلم بصوت واحد''· وقال في إشارة الى تخوف ''حزب الله'' بشكل اساسي من اي دور جديد للقوة الدولية التي تم تداولها خلال مؤتمر مجموعة الثماني في سان بطرسبرغ وفي مؤتمر روما الاربعاء الماضي ''حتى الان ليس واضحا لا عديد هذه القوة ولا مهمتها ولا اطار انتشارها''· · وأكد فضل الله أمس ان الحزب ''مستعد لدراسة كل الاقتراحات'' بما فيها نشر قوة دولية بعد تنفيذ وقف اطلاق النار· وقال ''نحن مستعدون لدراسة موضوع القوة الدولية شرط احترام السيادة اللبنانية·
سنأخذ موقفا موحدا من هذا الموضوع في مجلس الوزراء'' مشيرا الى ان نزع السلاح يرتبط بالتحرير الكامل وتحرير المعتقلين في إسرائيل ووقف انتهاكات سيادة لبنان·
عدد اليوم
