«الاقتصاد» تخفض أسعار اللحوم بالدولة خلال رمضان

تطلق وزارة الاقتصاد خلال الأيام القليلة المقبلة مبادرة خفض أسعار اللحوم خلال رمضان، حيث تعقد اجتماعا مع موردي وتجار اللحوم بالدولة، للاتفاق على آليات خفض أسعار اللحوم وبيعها بأسعار مناسبة، بحسب الدكتور هاشم النعيمي مدير إدارة حماية المستهلك في الوزارة. وقال لـ “الاتحاد” إن تلك المبادرة تأتي بعد تلقي الوزارة شكاوى ارتفاع أسعار اللحوم بمناطق مختلفة من الدولة خلال الشهر الماضي، بنسبة زيادة تتراوح بين 10 إلى 20%”. وأوضح أن أسعار اللحوم في الدولة متقاربة وأن التفاوت يتراوح بين 2 إلى 3 دراهم للكيلو جرام وذلك وفقا لكلف النقل والتشغيل باختلاف أحجام وأنواع المنافذ التي تطرح تلك السلعة. ولفت النعيمي إلى أن إطلاق مبادرة خفض أسعار اللحوم خلال رمضان، يتزامن وارتفاع الطلب علي تلك السلعة، مما يتطلب مزيداً من تفعيل الدور الاجتماع للتجار في الحفاظ على استقرار الأسواق. إلى ذلك، رفعت منافذ بيع في عدد من إمارات الدولة أسعار أنواع عديدة من اللحوم مطلع الشهر الحالي بنسب تراوحت بين 10 إلى 20%، مقارنة بأسعارها خلال الربع الأول من العام الحالي وشملت الارتفاعات اللحوم الاسترالية والمصرية والهولندية والهندية والباكستانية، بحسب مستهلكين في سوق التجزئة. ووصف هؤلاء المستهلكون تلك الارتفاع بأنها عمليات استعداد مبكرة ومعتادة من جانب التجار لتحقيق أرباح عالية خاصة مع قدوم موسم رمضان الذي يرتفع فيه استهلاك تلك السلعة بنحو 40%، مقابل مستوي الاستهلاك في الأشهر الأخرى. من جانبهم، أرجع تجار ارتفاع أسعار اللحوم إلى ارتفاعها بدول المصدر، والتي تتركز في استراليا والهند والبرازيل، إضافة لتقلبات سعر صرف الدولار مع عملات دول المصدر وارتفاع كلف النقل، مشيرين إلى أنهم يبحثون استيراد اللحوم من مصادر منخفضة الأسعار حتى لا تصاب تجارتهم بالخسارة نتيجة ارتفاع الأسعار الذي يؤدي لخفض الطلب من جانب المستهلكين وتوجههم إلى استهلاك الدواجن والأسماك بديلا عن اللحوم. انخفاض الطلب وفي سياق متصل، نفى مسؤولو بيع في سوق اللحوم بميناء زايد ارتفاع الأسعار، لافتين إلى أن أسعار اللحوم مستقرة منذ بداية العام وأن الطلب شهد انخفاضا بنحو 60%، مع بد موسم الإجازات الصيفية متوقعا استمرار تلك الحالة حتى نهاية الشهر الحالي، كما أشاروا إلى أن اللحوم الاسترالية تشكل أكثر من 60% من حجم طلب المستهلكين. من جانبهم، أكد خبراء مسؤولية المستهلك في مواجهة ارتفاعات الأسعار بالاحجام عن الشراء بصورة كبيرة وتخفيض الاستهلاك من تلك السلعة واعتماد سياسة السلع البديلة غذائيا وسعريا. وتبيع المراكز التجارية الكيلو جرام من اللحم استرالي بـ37 درهم، مقابل 32 درهما، بزيادة 13%، فيما يتراوح سعر الكيلو جرام من اللحم المصري بين 58 إلى 71 درهم، مقابل 42 إلى 55 درهم بزيادة بلغت 22% كما يباع الكيلو جرام من اللحم الهولندي بأسعار تتراوح بين 44 إلى 54 درهما، مقابل 38 إلى 46 درهما، بحسب نوعية اللحم المباع بزيادة 15%، فيما يتراوح سعر الكيلو جرام من اللحم البرازيلي بين 51 إلى 59 درهما، مقابل 43-50 درهما بزيادة 15%. وقالت هويدا عبد الرحمن “مقيمة”، إن أسعار اللحوم ارتفعت بنسبة بلغت 20% خلال الربع الثاني من العام الحالي، حيث بلغ سعر الكيلو جرام من اللحم الأسترالي 37 درهما، مقابل 30 درهما في الربع الأول من العام الحالي بزيادة 25%، كما ارتفع سعر الكيلو جرام من اللحم الباكستاني إلى 29 درهما، مقابل 23 درهم بزيادة 26%. واشتكت عائشة النعيمي “مواطنة” من ارتفاع أسعار اللحوم بصفة منتظمة، موضحة أن عمليات الارتفاع تتحرك بنظام الزيادة الشهرية من 2 إلى 3 دراهم للكيلو الواحد من السلعة وبمرور ثلاثة أشهر يكتشف المستهلك ارتفاع سعر السلعة بما لايقل عن 5 دراهم للكيلو جرام الواحد، مدللة على ذلك بزيادة أسعار اللحوم المصرية من 42 درهما للكيلو “بتلو” إلى 69 درهما، مقابل 56 درهما في الربع الأول من العام الحالي بزيادة 23%. من جانبه، قال علي المنصوري “مواطن” إن أسعار اللحوم في سوق اللحوم بميناء زايد شهدت ارتفاعات خلال النصف الأول بنسبة تراوحت بين 1 إلى 3 دراهم للكيلو وأنها تعد مستقرة مقارنة بالمراكز التجارية الكبرى التي تبيع تلك اللحوم ، مشيرا إلى أن الكيلو جرام من لحم غنم استرالي يباع بـ 37 درهما والهندي بـ 30 درهما والصومالي بـ 27 درهما والباكستاني بـ 27 درهما. وفي سياق متصل، أرجع رامي مراد مدير البيع في أحد المحال التجارية ارتفاع أسعار اللحوم خلال الفترة الماضية إلى ارتفاع الأسعار من التجار، مشيرا إلى أن المنافذ التجارية تضيف ما يتراوح بين 3 إلى 5 دراهم للكيلو جرام الواحد للوفاء بتكاليف بيع تلك السلعة، مضيفا أن المراكز التجارية تسعى للشراء من موردي السلع بأسعار منخفضة للمساهمة في رواج تلك السلعة من خلال بيعها بأسعار مناسبة. تنويع الاستيراد من جهته، قال الدكتور هاشم النعيمي مدير إدارة حماية المستهلك في وزارة الاقتصاد: “تبحث الوزارة حاليا مع مستوردي اللحوم بالدولة اطلاق مبادرة تثبيت أسعار أنواع محددة من اللحوم الأكثر طلباً من جانب المستهلكين أو طرح كافة أنواع اللحوم بأسعار ثابتة طوال شهر رمضان في إطار المسؤولية الاجتماعية للتجار ومنافذ البيع. وأضاف أن الوزارة طالبت الموردين تنويع مصادر الاستيراد العالمية، وعدم اقتصارها على دول محدودة لتوفير كافة السلع بأسعار مناسبة، فضلا عن تشجيع الوزارة لمنافذ البيع بالاستيراد المباشر للسلع والمواد الغذائية والاستهلاكية. وذكر النعيمي أن تنويع الاستيراد يسهم في خفض الأسعار، ويتيح بدائل مختلفة أمام المستهلكين، منوها إلى أن الوزارة ستعقد عدة لقاءات مع الموردين ومنافذ البيع لبحث أفضل الطرق لتوفير السلعة بأسعار مخفضة، وذلك بالتزامن مع تكثيف الحملات على الأسواق، بالتعاون مع الجهات المحلية المختلفة، لمواجهة أية عمليات استغلال أو زيادات غير مبررة. إجراءات قانونية وحذّر النعيمي محال بيع اللحوم من البيع بسعر مرتفع، مؤكداً أن الوزارة ستتخذ الإجراءات التي نص عليها القانون بشأن زيادة أسعار السلع بصورة غبر مبررة، مؤكداً أن خطة الوزارة للعام الجاري تتضمن توفير السلع من دون ارتفاع أسعارها، واستمرار قرار الوزارة بعدم قبول منافذ البيع سلع بأسعار مرتفعة من دون موافقة خطية من الوزارة. من جانبه، أشار محمد حجازي “تاجر” إلى أن بعض السلع الاستراتيجية تشهد ارتفاعا في أسعارها لأسباب متنوعة منها ارتفاع الطلب خاصة مع قدوم موسم زيادة استهلاك السلعة مثل شهر رمضان، فضلا عن توافر عوامل أخرى منها ارتفاع أسعار النفط مما انعكس على كلف النقل وكذلك تذبذب الدولار أمام عملات دول المصدر وخاصة استراليا والبرازيل. من جانبه، قال المهندس حسن الكثيري الخبير في شوؤن المستهلك” يجب على المستهلك أن يدرك أنه صاحب القرار في شراء السلع مهما اختلف سعر ونوعيتها ، لأنه هو الذي يدفع المال و المسؤول عن ارتفاع الطلب نتيجة السلوك الاستهلاكي الخاطىء القائم على اقتناء كل ما يعرض وإلقاء الكثير منه في المخلفات بعد تلفه أو عدم الحاجة إليه. وطالب المستهلكين بضرورة ترشيد الاستهلاك في كل الاحتياجات وأبرزها الغذاء والملابس والهواتف وغيرها من ظواهر الهدر المالي لدي المستهلك العربي، لافتاً إلى ضرورة أن يقوم المستهلك بإجراء المقارنات بين أسعار السلع والخدمات في أكثر من منفذ ومستوى جودتها، إضافة إلى الاطلاع على بيانات السلع وصلاحيتها وتجنب محاكاة الآخرين في الشراء. ونوَّه إلى أن ارتفاع مبيعات عروض التنزيلات يـأتي من تأثيرات تلك العروض على المستهلك الذي يجعل المسابقات والجوائز والسحوبات هدفا لشراء السلع وأن يكون المستهلك حكيما في كل تعاملاته مع كافة السلع والخدمات وخاصة الغذاء وضرورة قراءة البطاقة الغذائية لمعرفة محتويات السلعة وقيمتها الغذائية.