القاهرة، العريش (الاتحاد، وكالات)- كشف مصدر أمني مصري مسؤول أمس عن أن العمليات الأمنية التي تجري في شمال سيناء حققت نتائج إيجابية، وأسفرت ليلة أمس الأول فقط عن القضاء على خمسة من “العناصر الإرهابية” المسلحة، ليصل بذلك إجمالي من تم التعامل معهم منذ 30 يونيو الماضي إلى 37 عنصرا مسلحا وإصابة 42 آخرين بإصابات بالغة.
وأشار المصدر إلى نجاح الجهود الأمنية التي تقوم بها عناصر القوات المسلحة في سيناء وفق مخطط يستهدف القضاء على البؤر الإجرامية التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار للبلاد.
ساد هدوء حذر شبه جزيرة سيناء، شمال شرق مصر، أمس السبت عقب ليلة من الاشتباكات المسلحة بين عناصر مسلحة وقوات الجيش المصري الذي يقوم بعمليات واسعة بالمنطقة لضبط الأمن بها. وهاجم مسلحون أمس الأول مطار العريش بقذائف صاروخية “أر بي جي” ووقع تبادل لإطلاق الرصاص واشتباكات. وفي الشيخ زويد قامت عناصر مسلحة بوضع عبوات ناسفة وألغام أرضية بغرض استهداف دوريات الجيش المصري، بالقرب من محطة كهرباء الوحشي التي تبعد حوالي 3 كم تقريبا عن مدينة الشيخ زويد والتي تقوم بتغذية قطاع غزة بالكهرباء.
ووقعت اشتباكات عنيفة بالقرب من كمين في الشيخ زويد، ولم يبلغ عن إصابات حتى الآن. وفي رفح، وقع هجوم على كمين للجيش بالقرب من مجلس مدينة رفح وحدث إطلاق رصاص لمدة ربع ساعة ولم يسفر ذلك عن وقوع إصابات بين الطرفين. وتواصل طائرات الآباتشي التابعة للجيش المصري التحليق في سماء مدن شمال وجنوب سيناء على مدار الساعة. وقال مصدر أمني إن الجيش المصري يواصل هدم الأنفاق المؤدية إلى قطاع غزة والتي يتم اكتشافها أولا بأول وذلك عن طريق سلاح المهندسين التابع للجيش. ودخلت طائرة هليكوبتر حربية مصرية المجال الجوي لقطاع غزة الذي تسيطر عليه إسرائيل لفترة وجيزة أول أمس في مؤشر على تصاعد التوتر الأمني بعد نحو عشرة أيام من عزل الجيش المصري لمرسي.
وقالت مصادر أمنية في مصر وإسرائيل إن تحليق الطائرة فوق قطاع غزة كان خطأ ملاحياً. لكن الحادث جاء بعد وقت قصير من هجوم متشددين إسلاميين على مدرعة للشرطة المصرية في مدينة العريش القريبة من الحدود، مما أدى إلى مقتل ضابط وإصابة أربعة مجندين أحدهم حالته حرجة. وفي حادث منفصل قالت وسائل إعلام رسمية إن السلطات المصرية ألقت القبض على ثلاثة فلسطينيين أول أمس خلال محاولتهم مهاجمة مواقع حيوية في سيناء. وقد نفت حركة “حماس” الفلسطينية أول أمس تصريحات منسوبة لقائد الجيش الميداني الثاني المصري اللواء أحمد وصفي حول تفكيك مجموعات عسكرية تابعة لها في سيناء المصرية. واستهجن الناطق باسم الحركة سامي أبو زهري في بيان صحفي التصريحات المنسوبة لوصفي، مؤكداً عدم صحة هذه “الادعاءات بشكل قاطع”، معتبراً إياها “محاولة لتصدير الأزمة المصرية للشعب الفلسطيني”. ونقل عن وصفي في تصريحات له أن “القوات المسلحة نجحت عبر حملاتها الأمنية المكثفة في الأسبوعين الماضيين في تفكيك عدد كبير من الخلايا الإجرامية في سيناء، وأن الجيش كبد تلك العناصر خسائر كبيرة وخاصة عددا كبيرا من الجهاديين المنتمين إلى حماس”. وشنت وسائل إعلام مصرية على مدار الأشهر الماضية حملة تحريض ضد قطاع غزة وخاصة حركة حماس، ووجهت لها اتهامات بإرسال عشرات المقاتلين لنصرة الرئيس المعزول محمد مرسي في وجه خصومه، خاصة أن المسلحين الإسلاميين يشنون هجمات يومية تقريبا على نقاط تفتيش للجيش والشرطة في سيناء منذ أن عزل الجيش مرسي.
من جهة أخرى، استنكر الأزهر الشريف الاعتداءات المسلحة والمتكررة على جنود القوات المسلحة، والشرطة ومحاولات الاعتداء على المنشآت العسكرية. مؤكداً أن المساس بجنود مصر هو مساس بالأمن القومي.
وطالب الأزهر الجميع بضرورة الحفاظ على أمن الوطن والتصدي لهذه المحاولات الدنيئة للمساس بجيش مصر أو صرفه عن مهمته الوطنية الأصيلة. وجدد الأزهر في بيانه أمس التأكيد على حرمة سفك الدماء والتحريض عليها، مذكرا بقول النبي - صلى الله عليه وسلم - “كل المسلم على المسلم حرام دمه وعرضه وماله” وبقول الله - عز وجل - “من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا”.
وفي الإطار نفسه، أعلنت جمعية مجاهدي سيناء تأييدها الكامل للقوات المسلحة المصرية وعلى حرمة الدم المصري كما دعت إلى “نبذ العنف وإعلاء مصلحة الوطن”.
وأعلن الشيخ عبدالله جهامة رئيس مجلس إدارة جمعية مجاهدي سيناء أن المجاهدين من أعضاء الجمعية المنتشرين في مختلف محافظات الجمهورية، يدعمون القوات المسلحة ويؤكدون على دورها الداعم وعطائها المستمر لجميع أبناء مصر، وخاصة المجاهدين وأبناء سيناء.
وأضاف أن المجاهدين من جانبهم يقدرون الدور الذي قامت وتقوم به القوات المسلحة منذ ثورة 25 يناير وحفاظها على الشرعية، إلى جانب حفظ الأمن في البلاد خلال المرحلة الحالية، وأنه لا أحد ينكر دورها في تحقيق الأمن والاستقرار في البلاد، وكذلك دورها في تنمية وتعمير سيناء من خلال المشروعات العملاقة التي تقيمها على أرض سيناء في مختلف القطاعات.
نفي وجود سفن حربية أميركية لـ «غزو مصر»
القاهرة (د ب أ) - نفت السفارة الأميركية في القاهرة أمس، ما أوردته تقارير صحفية مصرية عن أن سفناً حربية أميركية موجودة في المنطقة المجاورة لشبه الجزيرة العربية وقناة السويس لـ «محاربة الجيش المصري». وجاء في بيان صحفي صدر عن السفارة: «نحن ننفي المزاعم الكاذبة في الصحافة المصرية بأن سفناً أميركية تابعة للبحرية الأميركية موجودة في المنطقة المجاورة لشبه الجزيرة العربية و قناة السويس لغزو مصر عسكرياً». وأضاف البيان أن «الولايات المتحدة لديها قوات منتشرة بانتظام في محيط شبه الجزيرة العربية، والسفن الأميركية تمر بانتظام عبر قناة السويس في طريقها إلي المحيط الهندي أو البحر المتوسط».
عدد اليوم
