الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رحيل حسن دكاك نجم الكوميديا والحارة الشامية

رحيل حسن دكاك نجم الكوميديا والحارة الشامية
16 يوليو 2011 20:07
فجعت الساحة الفنية السورية صباح الأربعاء الماضي برحيل الفنان السوري القدير حسن دكاك عن عمر يناهز خمسة وخمسين عاماً، وشيع حشد كبير من الفنانين والمثقفين والأهالي الفنان الراحل من أمام منزله بحي (باب مصلى) إلى مثواه الأخير في مقبرة (باب الصغير). (دمشق) - كان دكاك قد تعرض لنوبة قلبية حادة بعد أربع ساعات من مغادرته لموقع تصوير مسلسل (الزعيم)، حيث كان يجسد إحدى الشخصيات. وقد أحدثت وفاته المفاجئة صدمة كبيرة في الأوساط الفنية والشعبية السورية. سيرة ذاتية الراحل حسن دكاك الذي اشتهر في السنوات الأخيرة بشخصية (أبو بشير) الفران في مسلسل (باب الحارة)، هو فلسطيني من مواليد دمشق عام 1956، بدأ نشاطه الفني هاوياً على المسرح المدرسي، وشارك في أعمال مسرحية كثيرة خلال دراسته في كلية الحقوق بجامعة دمشق. وبعد تخرجه منها، اتجه للعمل الفني، حيث انتسب إلى نقابة الفنانين السوريين عام 1982، وعمل على المسرح القومي، وفي عام 1990 أسس فرقة (المجد) للفنون المسرحية. قدم دكاك خلال أربعين عاماً من العمل الفني أكثر من خمس وثلاثين مسرحية، منها: قاضي وادي الزيتون، رؤى سيمون ماشار، المفتش العام، السمرمر، المهرج، عرس شامي، سيرة وانفتحت، الكذاب. كما شارك في عدد كبير من الأفلام السينمائية، منها: أحلام المدينة، وقائع العام المقبل، الليل، الكفرون، آه يا بحر. ونشط في مجال الدراما الإذاعية فشارك في عشرات المسلسلات، ونال جائزة مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون كأفضل ممثل إذاعي. شهرته الحقيقية اكتسبها من التلفزيون، وتحديداً من خلال مشاركاته في مسلسل (مرايا) الكوميدي الناقد مع الفنان ياسر العظمة، حيث واظب على الحضور في هذا العمل الجماهيري، منذ عام 1999 وحتى وفاته. لمع نجمه في مسلسلات الحارة الشامية، وخصوصاً مسلسل (باب الحارة) الذي جسد فيه وعلى مدى أجزائه الخمسة شخصية (أبو بشير الفران). وفي رصيد الفنان الراحل أكثر من مئة مسلسل تلفزيوني آخر، من أشهرها: هجرة القلوب إلى القلوب، أبوكامل، الدغري، عودة غوار، هوى بحري، حمام القيشاني، نساء بلا أجنحة، ليالي الصالحية، إخوة التراب، شام شريف، قتل الربيع، عشتار، طقوس الحب والكراهية، آخر أيام التوت، أزهار الشتاء، الطويبي، المحكوم، ياقوت الحموي، أسعد الورّاق. سبعة أعمال أخيرة رغم شهرته كممثل كوميدي، فإن حسن دكاك ترجل عن صهوة الفن كأحد أبطال التراجيديا، وأخلص للفن حتى الرمق الأخير، فقبل وفاته بأربع ساعات فقط، كان يؤدي مشاهده في مسلسل (الزعيم) مع الفنان وفيق الزعيم والمخرج مؤمن الملا، ورحل دون أن يكمل تصوير دوره، ومن غير المعروف بعد كيف سيتعامل المخرج مع الموقف، لكن دكاك كان قد أنهى تصوير خمسة أعمال أخرى، أصبحت جاهزة للعرض على الشاشات في رمضان المقبل، فقدم مجموعة من الشخصيات الجديدة في مسلسل (مرايا) مع الفنان ياسر العظمة والمخرج سامر برقاوي، كما شارك في الجزء الثاني من مسلسل البيئة الشامية (الدبور) مجسداً شخصية شيخ الحارة التي أداها في الجزء الأول، والعمل من تأليف مروان قاووق وإخراج تامر إسحاق. وفي الكوميديا أيضاً قدم شخصية طريفة في المسلسل الكوميدي الجديد (صايعين ضايعين) والذي يضم نخبة من نجوم الكوميديا العرب، وهو من تأليف رازي وردة وإخراج صفوان نعمو، وكذلك كان حاضراً في مسلسل (يوميات مدير عام) مع الفنان أيمن زيدان والكاتب خالد حيدر والمخرج زهير قنوع. وشارك في المسلسل البوليسي (سقوط الأقنعة) سيناريو وحوار محمود الجعفوري وإخراج حسان داود، وكذلك في المسلسل الاجتماعي (الولادة من الخاصرة) للكاتب سامر رضوان والمخرجة رشا شربتجي. نجم الأدوار الشعبية كان الفنان الراحل يسر عندما يلقب بالممثل الشعبي، فهو فنان عفوي يعكس صورة الحياة في البيئة الشعبية، ويختار شخصياته منها، ليؤديها كما يراها في الحياة، فيجسد دور بائع الخضراوات كما يشاهده في حارته، وكذلك اللحام والفوال والأستاذ والبيك، مما كان يضفي على شخصياته الصدق والعفوية، ويجعلها قريبة من الجمهور. وفي الكوميديا كان دكاك يبتعد قدر الإمكان عن التهريج، ويفضل كوميديا الموقف، فالكوميديا بالنسبة له هي أن يضحك الناس وهو يبكي!. هو بطبعه اجتماعي وعفوي ومتواضع، كان يرتاد المقاهي الشعبية ويتحدث إلى الناس، لأن علاقته مع الآخرين تغني تجربته الحياتية والفنية. لم يتأخر يوماً عن عرض مسرحي واحد، فالستارة يجب أن ترفع في موعدها، حتى لو كان هناك شخص واحد في المسرح، وقد قدم في إحدى المرات مسرحية على خشبة المسرح القومي لعشرة أشخاص فقط، احتراماً لهم، والتزاماً بأخلاقيات الفن. خشبة مسرح السفراء بدمشق ستفتقد الفنان الراحل حسن دكاك، وهو الذي لم يكن يغادرها إلا للوقوف أمام الكاميرا، وسيفتقده محبو الأعمال الشامية، وكذلك عشاق (مرايا)، ولكنه بعطاءاته الفنية الجميلة، سيبقى حاضراً في ذاكرة المشاهد ووجدانه، لأنه قدم ما عنده بحب وصدق، وكان مثال الفنان الأصيل. وهو الذي أراد من الفن أن يكون فعلاً تنويرياً، يحض على القيم النبيلة وينتقد السلبيات في حياة المجتمع، ليشارك في نهوضه وتقدمه، وقد وظف موهبته وجهوده في خدمة هذه الرسالة النبيلة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©