الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محبو «أمين الهنيدي» يحتفلون به على «الإنترنت»

محبو «أمين الهنيدي» يحتفلون به على «الإنترنت»
16 يوليو 2011 20:07
(القاهرة) - مرت ذكرى الفنان الراحل أمين الهنيدي الذي كان واحداً من أهم نجوم الكوميديا في الفن العربي، في هدوء لا يتناسب مع ما قدمه عبر مشواره الفني، خصوصاً في مجال المسرح الذي كان يعشقه أكثر من أي شيء آخر، ويبدو أن المواقع الإلكترونية، باتت خير عوض عن عشرات الفضائيات ومئات البرامج التي لم يعد القائمون عليها يشغلون بالهم بذكرى المبدعين من الفنانين الراحلين، حيث احتفى به محبوه على العديد من هذه المواقع، من خلال تحميل العديد من المقاطع التي تحتوي على أبرز أعماله وشخصياته وإفيهاته ولزماته. ورغم أنه كان البطل المطلق لمسرحياته، فإنه في السينما لم يضطلع بالبطولة المطلقة، لكنه استطاع أن يجعل من الدور الثاني في معظم الأفلام التي شارك فيها بطولة مطلقة، وكان دائماً لمسة الكوميديا التي يبحث عنها جمهور السينما عندما يذهب إلى أي فيلم يشارك به، واستطاع مثل سائر أبناء جيله فؤاد المهندس وعبدالمنعم مدبولي ومحمد عوض وعبدالمنعم إبراهيم، أن تكون له شخصيته المميزة وأسلوبه الخاص المتفرد وإفيهاته ولزماته التي يصعب تقليدها. ولادته وحياته ولد الهنيدي في مدينة المنصورة “شمال دلتا مصر” في 24 ديسمبر 1925 لأسرة متوسطة لأب يعمل في الكتاتيب واكتشف مواهبه الفنية وخفة ظله وهو تلميذ عمره‏ 12‏ عاماً، حيث كان يلقي المونولوجات الفكاهية التي يسمعها من إسماعيل ياسين وثريا حلمي، ونظراً لطبيعة عمل والده الذي كان كثير التنقل بين كتاتيب المحافظات فقد جاء للقاهرة، والتحق أمين بمدرسة شبرا الثانوية وانضم إلى فريق التمثيل بها‏.‏ والتحق بكلية الآداب في جامعة الإسكندرية واشترك في فريق التمثيل بالكلية، ولكنه تركها والتحق بكلية الحقوق ولم تستقر به الحال أيضاً فقرر الالتحاق بالمعهد العالي للتربية الرياضية وتخرج فيه عام 1949 وعين مدرساً للتربية الرياضية ثم رقي في المناصب إلى أن وصل إلى مدير عام النشاط الرياضي. بداية المسرح سافر إلى السودان في منتصف الخمسينيات من القرن الماضي في مهمة عمل رسمية، وهناك التقى مع محمد أحمد المصري الشهير بـ”أبو لمعة” وكونا معاً فرقة مسرحية بالنادي المصري بالخرطوم، كانت تقدم مسرحيات كوميدية من فصل واحد أقرب إلى الإسكيتشات الضاحكة. واحترف الفن بعد عودته إلى القاهرة ولقائه مع عبدالمنعم مدبولي والمؤلف يوسف عوف فاشتركوا معاً في برنامج “ساعة لقلبك”، وحاول بعد ذلك تطوير عمله الفني فانضم إلى فرقة نجيب الريحاني ومثل من خلالها مسرحية واحدة، ثم انضم إلى فرقة تحية كاريوكا وجسد ببراعة شخصية “الشيخ حسن” في مسرحية “شفيقة القبطية”. في الشاشة الكبيرة كانت المسرحية بمثابة انطلاقة كبيرة له في عالم الكوميديا؛ لأن الشخصية استحوذت على الإعجاب والتقدير من جانب النقاد والجمهور، ودفعت المخرج أحمد سالم إلى أن يخرج له فيلماً باسم “منتهى الفرح”. وتوالت أفلامه وزادت على 40 فيلماً تعاون فيها مع كبار المخرجين ومنهم حسن الإمام وفطين عبدالوهاب وعاطف سالم وحسن الصيفي ونيازي مصطفى، ومن أشهر أفلامه “الأزواج والصيف” و”للنساء فقط” و”زوجة ليوم واحد” و”زوجة من باريس” و”سيد درويش” و”شباب مجنون جداً” و”شنطة حمزة” و”واحد في المليون” و”أشجع رجل في العالم” و”سبعة أيام في الجنة” و”حارة السقايين” و”غرام في الكرنك” و”أنا ومراتي والجو” و”الكدابين الثلاثة” و”احترس من الرجال” و”إحنا بتوع الإسعاف” و”الحدق يفهم” الذي كان آخر أفلامه عام ‏1986‏. التلفزيون والمسرح وحين أسس الراحل السيد بدير مسرح التلفزيون في بدايات الستينيات من القرن الماضي انضم إلى فرقة “التلفزيون المسرحية”، وحقق نجومية كبيرة من خلال الأدوار التي أسندت إليه ومنها دور “الحانوتي” في مسرحية “أصل وصورة” ودور “المدرس” في مسرحية “لوكاندة الفردوس”. وحصل على البطولة المطلقة في مسرحيتي “حلمك يا سي علام” و”جوزين وفرد”، وبعدما تكونت فرقة “الفنانين المتحدين” أسندت إليه دور البطولة في مسرحية “المغفل”. وكون بعد هذه المسرحية فرقة باسمه قدم خلالها عشرين مسرحية منها “غراميات عفيفي” و”شفيقة ومتولي” و”عبود عبده عبود” و”ديك وثلاث فرخات” و”سد الحنك” و”شفيقة ومتولي” و”الفلاح الفصيح” و”لوليتا” و”شارع البهلوان” و”يا عالم نفسي أتسجن” و”الدنيا مقلوبة” و”أجمل لقاء في العالم” و”المغفل” و”سبع ولا ضبع” وغيرها. وتعد مسرحياته التي تعاون فيها مع كبار مخرجي المسرح ومنهم السيد بدير وحسن عبدالسلام وعبدالمنعم مدبولي والسيد راضي، من كلاسيكيات المسرح المصري. وفي عام ‏1978، ‏عانده الحظ فحل فرقته وتوقف عن النشاط لمدة ثلاث سنوات متتالية، وبعدها عاود نشاطه بمسرحيتين. وشارك في العديد من التمثيليات الإذاعية والتلفزيونية منها “وأدرك شهريار الصباح” و”عفراء البادية”. الحياة الأسرية تزوج في عام 1969، وله ثلاثة أولاد وحصل خلال رحلته الفنية على وسام من الدرجة الثانية تقديراً لجهوده في مهرجانات الشباب عام‏ 1966‏، كما حصل على دبلوم أكاديمية إعداد القادة عام‏ 1956‏. وفي بداية الثمانينيات اكتشف مرضه بالسرطان، ودخل في حزن عارم، ومع ذلك ظل يعمل ويواصل عطاءه الفني، وكان يقف على خشبة المسرح ليضحك الجماهير وهو يعاني آلام المرض، وقدم مسرحيته الأخيرة “عائلة سعيدة جداً” عام 1985 واستمر يقدمها حتى العام التالي، وبعدها بشهور قليلة توفى متأثراً بمرضه في يوليو ‏1986.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©