إعداد ـ عدنان عضيمة:
مع دخول الحرب الشاملة التي شنتها إسرائيل ضد لبنان أسبوعها الثالث، وجد الجيش الإسرائيلي نفسه أمام حالة عسكرية غامضة لم يكن يتوقعها أبداً، حيث يخوض مقاتلو ''حزب الله'' معارك مضادة باستخدام تكتيك حرب العصابات بدقة لا نظير لها· وجاء في تقرير كتبه سكوت ولسون وإدوارد كودي في عدد أمس من صحيفة ''واشنطن بوست'' إن المحللين العسكريين الإسرائيليين اعترفوا خلال الأيام القليلة الماضية بأن ''حزب الله'' أثبت قدرة لافتة على تنفيذ خططه الدفاعية المؤثرة التي تفوق تلك التي يحتكم إليها الفلسطينيون· وأضاف التقرير أن أقسى أيام هذه الحرب والذي يمثل نقطة تحول في هذا الصراع غير المتكافئ كان يوم أمس الأول عندما تمكن مقاتلو ''حزب الله'' من قتل 13 من الجنود والضباط الإسرائيليين وجرح عشرات آخرين· وعلى الرغم من هذه التطورات، أشارت مصادر عسكرية إسرائيلية إلى أن القيادة لم تفاجأ بقوة ''حزب الله'' وخاصة عندما يخوض معاركه في الهضاب المغطاة بالأشجار وفي أرض يعرفها تماماً· وأشار خبراء عسكريون آخرون إلى أن مثل هذه الخسارة الجسيمة التي سجلت أمس الأول تطرح الكثير من التساؤلات حول جدوى استخدام الجيوش الجرارة ضد رجال عصابات أثبتوا حسن تدريبهم وإعدادهم الجيد لخوض مثل هذه المعارك· ويسوق التقرير تصريحاً للبريجادير جنرال في الجيش الإسرائيلي إيدو نيهوشتان قال فيه ''عندما يتعلق الأمر بحرب المدن، فإن الأمور تبدو متشابهة عبر التاريخ؛ ولا شك في أنها من أصعب أنواع الحروب على الإطلاق· ولكن السؤال المهم الذي نطرحه على أنفسنا هو: هل فوجئنا بالفعل مما حدث؟· وعلى الرغم من أنني لا أعتقد ذلك إلا أنني أعترف بأن مقاتلي حزب الله يقاتلون بجرأة وشراسة''·
ويناقش التقرير أيضاً الجانب السياسي- العسكري فيشير إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت كان يظنّ أن في وسع الجيش الإسرائيلي الاعتماد بشكل مطلق على استراتيجية الضربات الجوية المركزة وتجنّب خوض الحرب البرية مع مقاتلي ''حزب الله'' والآن بات واضحاً من مسار الأحداث على الميدان أن الحملة الجوية العنيفة على لبنان فشلت تماماً في وقف رشقات صواريخ كاتيوشا على المدن والقرى الإسرائيلية· ومن حيث التكتيك العسكري والوسائل المستخدمة في هذا الصراع غير المتكافئ، عبر خبراء عسكريون إسرائيليون عن دهشتهم من استخدام مقاتلي ''حزب الله'' لصواريخ مضادة للدبابات موجهة بأشعة الليزر· وكانت حصيلة كل هذه التطورات أن منيت إسرائيل بفاتورة باهظة من الخسائر لم تعهدها من قبل·
عدد اليوم
