بيروت - رفيق نصرالله :
لا يتوقف اللاجئون الفلسطينيون في لبنان هذه الأيام عن التحديق في السماء حيث الطائرات التي لا تغيب والتي ترمي بدمارها في كل مكان· أياديهم على قلوبهم خشية أن يشمل الدمار المنثور على الخارطة اللبنانية تلك المخيمات المحشور في مساحتها الضيقة الآلاف منهم· يخاف الفلسطينيون أن تأتي لحظة ما ويضم الإسرائيليون هذه المخيمات إلى أجندة ضرباته وعندها أي كارثة ستقع على هذه المخيمات وإلى أين سينزح هؤلاء وهم المشتتون أساساً منذ العام 1948 ·عين الفلسطينيين في لبنان على السماء التي يحتلها الرماد وعلى الطائرات القادمة من وطنهم المحتل، وعين أخرى على غزة حيث الموت المبرمج الذي يطل كل يوم والمجازر التي لا تتوقف· في المخيمات يتجمع الفلسطينيون أمام الشاشات، أناس أتعبتهم القضية، وأنهكهم الشتات، هاهم مجدداً على موعد مع ما ستحمله الأيام القادمة من مفاجآت·
في أزقة المخيمات الضيقة، مسلحون يحملون بنادق الكلاشينكوف، كأنهم ينتظرون معركة ما·المخيم حزين، مزدحم بالاحتمالات كما الناس الذين لا مأوى لهم، يلتحفون السماء المكدسة بالنار وينامون على أرض ليست لهم· إنهم ضيوف الشتات·· وضيوف الوقت الصعب الذي كيفما جاء يأخذ منهم الأجساد نحو استشهاد لايريد أن يتوقف·
عدد اليوم
