أعلن فريق من المحامين عن ليو تشياو بو المنشق الصيني المسجون الذي فاز الجمعة بجائزة نوبل للسلام عزمهم التقدم بطلب لإعادة محاكمة موكلهم، الذي طالب بتسلم زوجته شيا للجائزة نيابة عنه. وطالبت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الصين بتمكين شيا من التنقل بحرية ورفع الإقامة الجبرية عنها. ومن جهتها، أكدت بكين أن حصول ليو تشياو بو على جائزة نوبل لن يؤثر في نظامها السياسي، معلنه أن فوزه أثر في العلاقات مع النرويج.
أعلن شانج باوجون المحامي عن المنشق الصيني ليو شياو بو وزوجته تشيا أمس أن "فريق الدفاع عن ليو يعتزم التقدم بطلب لإعادة محاكمة أول صيني ينال جائزة نوبل للسلام والدفع ببراءته". وأضاف شانج أن موكله يرغب أيضاً في أن تتسلم زوجته الجائزة نيابة عنه. وأكد أنه "لاتزال شيا قيد الإقامة الجبرية، وإذا رغبت في الخروج فيجب أن تستقل سيارة شرطة. ولا يسمح لها بالاتصال بوسائل الإعلام".
ورفض المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية "ما تشاوشيوي" أمس الرد على سؤال حول ما إذا كانت الصين ستسمح لشيا بالسفر إلى أوسلو لحضور حفل تسلم جوائز نوبل في ديسمبر المقبل. وقال للصحفيين "لا أعرف هذه الشخصية (شيا)". وأكد أنه ليس لديه "أي فكرة" عن ظروف فرض الإقامة الجبرية على شيا.
ومن جانبها أعلنت سفارة الولايات المتحدة في بكين أمس أن شيا الموضوعة تحت الإقامة الجبرية يجب أن تتمكن من التنقل بحرية. وقال المتحدث باسم السفارة الأميركية ريتشارد بوانجان في بيان "نحن قلقون حيال معلومات تشير إلى وضع شيا تحت الإقامة الجبرية في بكين". وأضاف "يجب احترام حقوقها ويجب أن تحظى بالحق في التنقل بحرية". وأكد أن الولايات المتحدة "تتابع عن كثب" تطور الأوضاع فيما يتعلق بوضع شيا.
وحول احتمال تسلم ليو شياو بو الجائزة بنفسه قال "ما تشاوشيوي" "باعتباره مجرماً مداناً، ستقرر الأجهزة القضائية ما يجب عمله وما لا يجب".
وقال إن "منح لجنة نوبل النرويجية جائزة السلام إلى مجرم مدان في السجن يظهر عدم احترام للنظام القضائي في الصين". وأضاف أن "سياسيين في بعض الدول يستغلون هذه الفرصة لمهاجمة الصين، ما لا يظهر احتراماً للنظام القضائي بالصين فحسب، وإنما يطرح علامة استفهام كبيرة بشأن نواياهم الحقيقية".
وتابع "ما أريد قوله، إذا كان بعض الأشخاص يحاولون تغيير النظام السياسي في الصين بهذه الطريقة ويحاولون منع الشعب الصيني من المضي قدماً، فهذا خطأ واضح". وتخضع ليو شيا للإقامة الجبرية في منزلها في بكين، منذ إعلان فوز زوجها بالجائزة يوم الجمعة الماضي، بينما يقبع زوجها في سجن بمدينة جينتشو شمال شرق البلاد، حيث يقضي عقوبة السجن لمدة 11 عاما بتهمة الدعوة إلى تقويض النظام.
ومن جهتها، طلبت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون من الصين رفع الإقامة الجبرية المفروضة على شيا. وقالت مايا كوسيجانسيك المتحدثة باسم آشتون "ما زلنا نطالب بالإفراج عن ليو ورفع الإقامة الجبرية المفروضة على زوجة ليو".
كما أعلن وزير الاقتصاد الألماني راينر برودرله أمس أنه "سيبحث" خلال زيارة إلى الصين تستمر يومين قضية المعتقل الصيني ليو تشياو بو وكذلك حقوق الإنسان عامة في هذا البلد. وقال الوزير للصحفيين الذين رافقوه على متن الطائرة التي أقلته إلى بكين "هذا محض صدفة ولكنه وقت مناسب جدا" لزيارة الصين. وكانت الحكومة الألمانية طالبت نظيرتها الصينية بضرورة الإفراج عن ليو ليتسلم جائزته بمدينة أوسلو في 10 ديسمبر.
على صعيد آخر، ألغى مسؤولون صينيون اجتماعا ثانياً كان مقرراً مع وزيرة بالحكومة النرويجية.
وذكرت صحيفة "نوردليز" النرويجية أنه كان من المقرر أن تبحث وزيرة الثروة السمكية ليسبيث بيرجهانسن قضايا الأمن الغذائي وجودة الغذاء مع مسؤولين في بكين أمس، غير أنها أبلغت بأن "جدولهم مزدحم للغاية ولا يمكنهم عقد لقاء معها". وقالت بيرجهانسن للصحيفة "لسوء الحظ، هذا الاجتماع لن يعقد".
وكانت بكين ألغت اجتماعاً سابقاً يوم الاثنين بين وزير الصيد النروجي ونائب وزير الصيد الصيني. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية أمس إن "حكومة النروج بتأييدها قرار لجنة نوبل النرويجية الخاطئ، فإنها قامت بتحرك يضر بالعلاقات الثنائية".
عدد اليوم
