ليسوا وحدهم السبب؟

خرج المنتخب السوري من الدور الأول للنهائيات الآسيوية للمرة الخامسة، ولكنه هذه المرة كسب حب وتعاطف الملايين، وكانت جماهيره هي الأحلى والأجمل والأمثل في البطولة، وبالفعل خسرت البطولة هذا الجمهور والنسور الحمر الذين لعبوا بكل فدائية ورجولة، ولكننا قلنا أكثر من مرة إن الروح ضرورية، ولكنها وحدها لن تكون كافية، كي يسير المنتخب بعيداً في البطولة. نهنئ الجماهير الأردنية والأمير علي بن الحسين والمدرب عدنان حمد على التأهل، الذي جاء بأخطاء سورية فردية وجماعية، وأولها أخطاء الحارس مصعب بلحوس والمدافع علي دياب والمدرب تيتا وبقية اللاعبين، الذين ضاع تركيزهم بعدما قدموا نصف ساعة أولى نارية في البطولة، وكان يمكن أن يكسبوا المباراة، ولكن الشحن الزائد جعلهم ينكفئون بعد صدمتهم بالهدف، الذي هز شباكهم من سوء تفاهم بين بلحوس ودياب، فكان أحلى هدية للأردنيين، الذين عادوا واستثمروا خطأ آخر من الاثنين، فتأهلوا لربع النهائي من باب الحارة السورية. السوريون عادوا يضربون أخماساً بأسداس، ورجعوا للأسطوانة القديمة نفسها، من لوم لللاعبين والاتحاد وفجر إبراهيم وأيمن حكيم والمنظومة الرياضية وتحميل الخسارة والخروج، ووأد الأحلام لشخص أو شخصين أخطآ في المباراة أمام الأردن ولكنهما بالتأكيد جزء من كل، وكلما تحدثنا وحددنا أسباب الخلل في الرياضة السورية بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص يهاجمنا البعض بأننا نسهم في إحباط المنتخب - رغم أنني كتبت عشرات المقالات مطالباً بأن نكون معه ظالماً ومظلوماً - ولكنني بالوقت نفسه لم ولن أساهم في خداع الرأي العام (العاطفي) وأقول له ما يحب سماعه، بل ما يجب سماعه، وطالبت أن تبقى أقدامنا على الأرض، وألا نرفع سقف التوقعات، لأننا لسنا وحدنا من نعمل. الجمل التكتيكية في المنتخب تحتاج للمزيد من العمل، وتيتا أخطأ في مباراة اليابان عندما طمع في النقاط كاملة، كما أن نفسية اللاعب السوري مزاجية ومتقلبة، نظراً لأنه هاوٍ أكثر منه محترفاً، ولهذا فإذا أردنا كرة سورية قوية وثابتة الخطى ومُنافسة ومرهوبة الجانب، فعلى المسؤولين أن يتخذوا خطوات جدية وجذرية لا تحتاج لجهابذة، لمعرفة ما الخطوات الكفيلة بتحقيق ذلك، لأن غيرنا كان خلفنا، ثم سبقنا بمراحل، وصار الفوز عليه مفاجأة ؟ Agha70@hotmail.com