السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

حمدان بن زايد يؤكد أهمية جهود «بيئة أبوظبي» للحفاظ على جميع أشكال الحياة في الإمارات

حمدان بن زايد يؤكد أهمية جهود «بيئة أبوظبي» للحفاظ على جميع أشكال الحياة في الإمارات
10 يوليو 2012
أبوظبي (وام) - أكد سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية رئيس مجلس إدارة هيئة البيئة في أبوظبي، أهمية جهود الهيئة في سبيل الحفاظ على جميع أشكال الحياة فوق أرض الإمارات، إضافة إلى هوائها وبحارها. مشيرا إلى وجود “ الغزلان والحبارى والصقور والدلافين والأطوم التي احتضنتهــا المنطقــة منــذ آلاف السنين “. وقال سموه في مقدمة كتاب “ أبوظبي : الطبيعة المحمية “ .. إن هيئة البيئة تختار شركاءها في العمل البيئي بناء على مبادئ الإخلاص والشفافية، وتجعل الأساليب العلمية والتخطيط المنهجي السليم أساسا لنجاح برامجها المختلفة ومنها المشروع النموذجي الأكثر تحديا وهو مشروع “ حماية أبقار البحر “ كونه الكائن الذي يتميز بسلوكيات خاصة، ودورة حياة متفردة ومتطلبات صعبة من البيئة والمواطن الطبيعية. وأشار سموه إلى أهمية كتاب “ أبوظبي : الطبيعة المحمية “ في رفع مستوى الوعي العام حول مساهمات الهيئة وشركائها في العديد من البرامج الهامة لتحظى بما تستحقه من تقدير بجانب نشر ما توصلت إليه الهيئة من نتائج لا يعرف عنها سوى القليل جدا على المستويين المحلي العالمي”. ويعتبر الكتاب الذي أصدرته مؤسسة “ ناشيونال جيوغرافيك الأميركية “ بالتعاون مع شركة “ توتال “ وهيئة البيئة أبوظبي باللغة العربية، الأول من نوعه الذي يسلط الضوء على الإنجازات البيئية الكبيرة التي حققتها أبوظبي على مدى العقود الماضية. ويستعرض الكتاب الذي لاقى اهتماما كبيرا في المحافل العلمية والبيئة بفضل المعلومات والصور النادرة التي يتضمنها حول إمارة أبوظبي، جملة من المحميات في إمارة أبوظبي والجهود التي بذلت خلال الفترة الماضية للحفاظ على الكائنات الحية في الإمارة. ويتوافر الكتاب العلمي الذي أعده المصور الفرنسي المحترف كلود ريف والمصورة بريجيت توفنو خلال ستة أشهر، جابوا خلالها صحراء إمارة أبوظبي وجزرها غطسا في أعماق بحرها، وزارا محمياتها الطبيعية في المكتبات العالمية لنحو مائة دولة حول العالم، ليؤكد للقارئ أينما وجد أن أبوظبي ليست إمارة نفطية فحسب، بل هي طبيعة وحضارة وتطور وتاريخ عريق وشعب ناهض. من جانبه أوضح كريستوف دو مارجوري المدير العام لمجموعة “ توتال “ في كلمته في الكتاب أن تحويل الصحراء إلى مساحات خضراء يعد حلما بشريا يعود إلى زمن بعيد، مشيرا إلى أن ما رآه حقيقة أمام عينيه في إطار حياته اليومية في أبوظبي، فخلال أربعين عاما من تأسيس الاتحاد تحولت المنطقة رغم الظروف المناخية الصعبة التي تتميز بها شبه الجزيرة العربية إلى منطقة خضراء تحتضن حقولا من الخضراوات والحمضيات وبساتين وحدائق كبيرة. وقال إن هذا التحول الخارق ساعدت في تحقيقه عائدات النفط والغاز، لكن الفضل الأكبر والأساسي يعود للراحل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس دولة الإمارات الذي كان يتمتع برؤية صائبة عززت مكانة البلاد في شتى المجالات. مؤكدا أنه بفضل سياسة المغفور له بإذن الله، استطاع الإماراتيون بناء عالم حقيقي يحظى بإعجاب الجميع، وهذا واقع ليس خيالا أو أقوالا سائدة، مشيرا إلى أن دولة الإمارات تشكل دولة كبيرة تجمع اليوم بين التقاليد والعصرية والنجاح الاقتصادي وحماية الطبيعة. وأعرب عن فخره بالشراكة الصناعية وعلاقات الصداقة التي تربط شركة “ توتال “ و دولة الإمارات منذ حوالي 50 عاما، مشيرا إلى أن هذا التعاون المستديم بني على أساس احترام الفرد والمجموعة والأرض في دولة الإمارات العربية المتحدة . وأشار إلى أنه خلال عام 1999 رصدت وكالة البيئة في أبوظبي الأخطار التي تتعرض لها مجموعة حيوان “ الأطوم “ على طول شواطئ الإمارة المهددة بالانقراض بسبب تحول البيئة التي تعيش فيها من جهة والأنشطة البشرية من جهة أخرى. وسلط كتاب “ أبوظبي : الطبيعة المحمية “ من خلال الصور الضوء على الجهود التي تبذلها هيئة البيئة على مستوى الإمارة وشركة “توتال” في توفير الحماية لحيوان الأطوم المعروف باسم “ بقر البحر “ و البرنامج المنفذ لمراقبة أبقار البحر ودراسة بيولوجيتها ومواطنها وتوزيعها الجغرافي في المياه الإقليمية لدولة الإمارات. وتوجد نسبة كبيرة من أبقار البحر الموجودة على نطاق العالم في مياه الخليج العربي، حيث توجد نحو 40 في المائة من هذه التجمعات في مياه أبوظبي، مما يجعل دور دولة الإمارات وإمارة أبوظبي على وجه الخصوص في حماية أبقار البحر دورا مهما في الجهود الإقليمية والعالمية المبذولة لحماية هذا النوع. وذكر الكتاب أنه تم تحديد المخاطر التي تتهدد أبقار البحر إثر تدهور الظروف البيئية في مواطنه والموارد الغذائية التي يعتمد عليها مشيرا إلى أن “ الأطوم “ لايعيش إلا في الخلجان، أو مصبات الأنهار أو البحيرات المالحة الضحلة بعيدا عن حركات المياه القوية، وحيث تنمو “ المعشبات المائية “ التي يأكلها، فالأطوم يأكل نحو 30 كيلو جراما من الأعشاب يوميا. و تضمن الكتاب الذي صدر بـ 222 صفحة تفاصيل عن جهود الإمارة في إعادة إطلاق الحبارى في الحياة البرية وإعادة إطلاق المها العربي في بيئتها الطبيعية، إضافة إلى تناوله باب خاص بأشجار “ المنجروف “ وأهميتها في النظام البيئي والمحميات البحرية التي تتوزع في الإمارة. وأشار الكتاب إلى الثروات الطبيعية التي تمتاز بها إمارة أبوظبي منوها بأن القسم الجنوبي من صحراء أبوظبي يقع بمحاذاة أكبر صحراء رملية في العالم، وهي صحراء الربع الخالي التي تمتد على مساحة 650 ألف كيلومتر مربع في شبه الجزيرة العربية والتي تنتشر بها أنواع عديدة من الحيوانات والنباتات. ولفت الكتاب إلى أن صحراء أبوظبي تمتاز بثلاثة مناظر طبيعية مختلفة متمثلة في حقول من الكثبان الرملية التي شكلتها الرياح في جنوب واحة ليوا وسهول صخرية تنتشر فيها الشجيرات كالسهول الممتدة عند سفح جبل حفيت بجانب سبخة قاحلة مشبعة بالملح. وأفاد الكتاب أن عدد الأنواع النباتية المتوطنة وغير المتوطنة في إمارة أبوظبي تقدر بحوالي ثلاثة آلاف و” “500 نوع بعضها كثير الانتشار كشجرة النخيل التي تزرع في الواحات وتزين شوارع المدن الكبرى في الإمارة، إضافة إلى الحدائق الخضراء الشاسعة المنتشرة في مناطق متوزعة في الإمارة والتي تساعد على تطور النظام البيئي. لافتا إلى أن التشجير يسهم في تثبيت الأرض والحد من انجراف التربة ومنع تطاير الرمال خلال العواصف العاتية فيما تنمو في الصحراء النباتات الملحية وعلى الشريط الساحلي توجد زهرة متوطنة من الفصيلة الزنبقية باللونين الأصفر والأحمر وتعرف بـ “ ياقوتة الصحراء “.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©