الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أمزيل:الخط وسيلة الفنان المسلم للتقرب إلى الله

أمزيل:الخط وسيلة الفنان المسلم للتقرب إلى الله
11 يوليو 2015 19:40
مجدي عثمان (القاهرة) بدأ تاريخ العشق بين الفنان التشكيلي والخطاط المغربي محمد أمزيل وفن الخط العربي في سن مبكرة، حيث كان شغوفاً بالرسم والخط، وفتن بهذا الفن الأصيل، وأدرك مبكراً قوة التعبير التي تكمن في الخط العربي، وأدى عشقه للفن إلى الالتحاق بمدرسة الفنون الجميلة في الدار البيضاء في العام 1982، مما أكسبه أساسيات الفنون البصرية التي كان لها أثر كبير على أسلوبه فيما بعد. لكنه لم يحقق هدفه تجاه الخط العربي، حيث لم يكن يُدرس كمادة في مدرسة الفنون الجميلة، فحاول تحقيق حلمه من خلال تقليد أعمال أساتذة الخط القدامى، وفي العام 1992 حقق أمزيل حلم طفولته بعد دعوة لزيارة المتاحف وكبار الخطاطين في إسطنبول، مدة ستة أسابيع تدرب خلالها على يد الخطاط التركي حسن الجلبي الذي أدهشته سرعة تعلم أمزيل لخطي الثلث والنسخ خلال تلك الفترة فقط. أهمية واضحة يقول أمزيل إن الخط العربي اكتسب أهمية واضحة منذ فجر الإسلام، حين دونت به المصاحف، والمصنفات التي شملت الأحاديث النبوية، وكتب التراث العربي الأدبي والعلمي في مختلف العهود، وحينما أخذت الآيات القرآنية والأقوال المأثورة تسهم في تزيين المساجد والقصور وغيرها من المعالم العمرانية، شرع الفنانون العرب والمسلمون في تطوير الخط العربي وتجويده، ليجسد العبارة المدوّنة بأبهى حلة وأجمل صيغة. ويؤكد أن للخط العربي منزلته المتميزة في الحضارة الإسلامية بفضل تعبيره ودلالاته، ولكون الفنان المسلم يرى في اتخاذ الخط وسيلة للتعبير الجمالي وطريقاً آخر للتقرب إلى الله سبحانه وتعالى، ومظهراً لعبادته، وهو يشعر بأنه حين يتخذ الخط أداة للتعبير، يعمق بذلك إيمانه بالله وبالقرآن الكريم وباللغة التي نزل بها. الأبجدية العربية وقال إن الأبجدية العربية انتشرت في العالم منذ خمسة عشر قرناً بسبب نشر الدعوة الإسلامية وتقبل الشعوب هذه اللغة لأنها لغة القرآن ولغة الإسلام، ووسيلة التفاهم بين الشعوب الإسلامية، وقد عرف العرب الخط، فقالوا «الخط لسان اليد»، ونظراً لقيمة الخط، فإننا نرى الخطاط يكتب الآية القرآنية أو الحديث النبوي أو الحكمة المأثورة، فيزيد جمالها جمالاً في روعة خطه، وعصارة إبداعه، وإذا كانت اللوحة المخطوطة تحرك القلوب بنصها، فإن الخطاط يهز مشاعر المشاهدين بجمال عطائه، ولذلك لم نجد خطاطاً واحداً كتب كلاماً سخيفاً ليزينه بجمال خطه، فالجمال لا يقع إلا على الجمال، وهذه المزايا التي امتاز بها الخط العربي من جمال وكمال، قد لا نجدها في خط آخر من خطوط العالم. الشكل والمضمون وأضاف أن الخطاطين العرب والمسلمين قد امتازوا بالجمع بين جمالية المقروء وإبداعية الخطاط بمعنى أنهم كانوا يختارون أجمل اللفظ فيودعون فيه أجمل ما لديهم من جمالية الخط وروائعه، وهم بهذا يزيدون جمال المعنى اللفظي بجمال الخط، فيكون في ذلك إبداع الصورة والمعنى، وقد تحدث عن ذلك القلقشندي، حيث جعل الإبداع في الجمع بين الشكل والمضمون، فقال: اللفظ إذا كان مقبولاً حلواً رفع المعنى الخسيس وقربه من النفوس، وإذا كان غثاً مستكرهاً وضع المعنى الرفيع وبعّده من القلوب. وأكد أن الخط العربي يشكِّل رافداً مهماً من روافد الفن التشكيلي في الأقطار العربية والإسلامية، حيث اتخذ له أساليب مختلفة وأنماطاً متعددة جعلته في طليعة الفنون الإسلاميّة التي تعتمد على الابتكار والبراعة والإتقان، كما أن الوسط الفني الذي يعيشه الفنان بأعرافه وتقاليده وعاداته وثقافاته هو الموجه الحقيقي لنشاطه، حيث يجد في محيطه عناصر الفن وأدواته. وهو ترجمة حية للواقع الذي يعيشه الإنسان بتفاصيله المختلفة، وتكمن وظيفته في استخدام تلك العناصر والأدوات بخبرة واعية مقلداً مدرسته، ومضيفاً عليها قدرته الخاصة. جماليات جديدة وقال أمزيل إن الكوادر الفنية المبدعة اكتشفت بالحروف العربية جماليات جديدة، حتى جعلت لغة العرب لغة العالم المتحضر بكل ما تحمله من توهج إبداعي ومنطق إعجازي ونور رباني، وأن اللون يكتسب جماله قبل دخوله اللوحة الحروفية، لأنه من أكثر الأشياء خصوبة وتفاعلاً، وذلك لارتباطه الوثيق بالهيئة التكوينية للشكل، إذ يستحيل علينا أن ندرك الشكل إدراكاً تاماً إلا بحضور اللون، وأن العلاقة الجمالية بين الخط وفن الرسم لم تكن في حقيقتها طارئة أو بعيدة عن المعايير المستحدثة، بل علاقة حميمية تقتضيها ضرورة الفن. ويمزج أمزيل بين الخط الكوفي القديم وتقنياته المتأصلة في التراث الإسلامي ليكسب الحرف قوة الإنجاز مع ترابط الكتلة الفنية، وقد سمحت له مهارات الرسم التي يمتلكها بأن يراقب ويحلل الخطوط العربية الأصلية، ويبحث في علاقاتها الهندسية وحركة الحروف ويحللها لاستخراج شكله الجديد بعد أن أتقن في وقت قصير الأنماط الرئيسية للخط العربي. حاولت تحقيق حلمي من خلال تقليد أعمال الأساتذة القدامى
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©