واشنطن تحذر من انهيار الناتو والفشل في أفغانستان

حذر وزير الدفاع الاميركي روبرت جيتس أمس من انهيار حلف شمال الاطلسي ''الناتو'' جراء عدم وجود سياسة تضامن جماعي في خطط الحلف العسكرية في افغانستان· في حين أصيب حاكم اقليم في ولاية هرات بهجوم وقتل نجله بحسب وزارة الداخلية الأفغانية· وقال جيتس في كلمة مقتضبة أمام المؤتمر الـ24 حول الأمن والسلام الاستراتيجي في ميونيخ ان الإحجام عن المشاركة في الجنوب الافغاني، وأي فشل في افغانستان في محاربة ''طالبان'' يعتبر خطيرا وسيؤدي الى تهديد مباشر على الأمن في اوروبا، وبخاصة الاوربيين الأعضاء في الحلف· واضاف ان فرق ''الناتو'' في الجنوب الافغاني تعاني من نقص شديد في العناصر العسكرية وأن الفرق الاميركية والبريطانية التي تحارب ''طالبان'' و''القاعدة'' لا تتلقى مساعدات عسكرية من الفرق الاخرى· ونبه الى ان الوضع العسكري في الجنوب الافغاني خطير للغاية ويجب على التحالف الدولي ضد الارهاب وخاصة ''الناتو''، ألا يسمح لـ''طالبان'' باستغلال الخلاف بين اعضاء الحلف المشاركين لتقوية نفوذها· وقال انه اذا أصرت ألمانيا على عدم المشاركة فإن الكثير من الدول الاخرى سترفض ايضا المشاركة مطالبا وزراء خارجية ودفاع الاتحاد الاروبي بالمساهمة ومواصلة التحالف الدولي ضد الارهاب وأن يشمل انتشارهم جميع مناطق افغانستان· ولفت جيتس الى ان من وصفهم ''بالإرهابيين المتشددين'' يقومون بالتخطيط لضرب اوروبا في عقر دارها وان ما وقع من أعمال ارهابية في بعض الدول الاوربية دليل واضح على يد هؤلاء الطويلة، مضيفا ان ''تهديد التطرف الشرس هو امر حقيقي ولن يضمحل''· واكد مجددا ''لا يتوجب علينا ولا يمكننا، ان نصبح حلفا اطلسيا بفئتين ما بين اولئك الذين يقاتلون واولئك الذين لا يقاتلون''· واضاف محذرا ''في السنوات المقبلة ستكون مصداقية الحلف الاطلسي مرهونة بأدائنا الحالي، اطراف اخرى (حزب الله وايران وآخرون) تراقب ما نفعله ونقوله وتقوم بخيارات في ما يتعلق بمستقبلها''· ودعا الحلف إلى إجراء تدريبات موحدة لمكافحة عمليات التمرد لضمان فاعلية أكبر في مواجهة ''طالبان'' و''القاعدة''· جاء ذلك ردا على كلمة وزير الدولة في وزارة الخارجية الالماني جيرنوت ايرلر الذي اشار الى أن المانيا لن تنتشر في الجنوب الافغاني لكنه أعلن أن برلين سترسل المزيد من عناصر الفرق العسكرية الى افغانستان لتنتشر في الشمال والوسط والغرب الافغاني· واوضح ان عدد الجنود الالمان سيصبح ما بين الـ 4500 الى 5 آلاف منتقدا الادارة الاميركية لطلبها المشاركة في الجنوب بين الحين والآخر واصفا هذه الطلبات بالمحرجة لبرلين ''وان التحذير من انهيار الناتو يعتبر ابتزازا''· بدوره قال وزير الدفاع الألماني فرانز جوزيف يونج إن الولايات المتحدة تقدر الدور الذي تقوم به بلاده في أفغانستان، واصفا لقاءه بنظيره الأميركي على هامش المؤتمر بأنه جرى في ''مناخ رائع''· أما وزير الخارجية فرانك فالتر شتاينماير فقد صرح في نفس المؤتمر بأن قطاعات كبرى من الرأي العام في بلاده لديها شكوك متزايدة تجاه مهام في الخارج· من جهته دعا وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند الأسرة الدولية وحكومة كابول لتعزيز الجهود لتجنيب أفغانستان مزيدا من التفتيت· وكتب في صحيفة صنداي تلجراف قائلا إن المشاركة الدولية يجب أن تدخل مرحلة جديدة ''فليس هناك حل عسكري'' لتسوية مشاكل أفغانستان· وأضاف أن الإستراتيجية يجب أن تجمع بين العمل العسكري لمواجهة ''طالبان'' مع تنمية اقتصادية وتطوير الحكومة باعتبار ذلك ''أفضل دفاع في وجه التمرد''· أمنيا أصيب حاكم اقليم في ولاية هرات غرب افغانستان أمس بجروح فيما قتل نجله (18 عاما) عندما أطلق النار عليهما مسلحان لاذا بالفرار بحسب ما افادت وزارة الداخلية، التي ذكرت أن أحد المارة أصيب أيضا· كما صرح رئيس شرطة الإقليم محمد جوما عديل أن الشرطة قتلت مسلحين وأصابت ستة آخرين بعد أن هاجمت مجموعة من المسلحين سجنا فى مقاطعة شينداند فى نفس الإقليم فى ساعة مبكرة من أمس الأول· من ناحية أخرى أعلنت وزارة الدفاع الأفغانية فى بيان لها أن القوات الأمريكية نقلت 20 من سجناء ''طالبان'' من باجرام القاعدة العسكرية الأميركية الرئيسية فى أفغانستان إلى سجن أنشئ حديثا تابع للحكومة الأفغانية فى كابول السبت· ومن جانب آخر أغلقت الحكومة النرويجية أمس سفارتها في كابول بشكل مؤقت بسبب تهديد أمني·