الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

منطقة التجارة الحرة لأميركا الشمالية تواجه تحديات جديدة بعد 20 عاماً من انطلاقها

منطقة التجارة الحرة لأميركا الشمالية تواجه تحديات جديدة بعد 20 عاماً من انطلاقها
31 ديسمبر 2013 21:35
مكسيكو سيتي (د ب أ) - عندما تأسست منطقة التجارة الحرة لأميركا الشمالية (نافتا) التي تضم الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، كانت هذه المرة الأولى التي ترتبط فيها اثنتان من الدول الصناعية المتقدمة مع دولة نامية باتفاقية تجارة حرة. وعندما دخلت الاتفاقية حيز التطبيق عام 1994، شكلت ”نافتا” أكبر منطقة للتجارة الحرة في العالم آنذاك. وأدى الاتفاق إلى انتعاش التجارة بين دول المنطقة، حيث زادت بمقدار المثلين لتصل إلى تريليون دولار سنوياً. وقالت وزيرة التجارة الأميركية بيني بريتسيكر في مقابلة مع محطة ”كيه.بي.بي.إس” الإذاعية بولاية كاليفورنيا في أكتوبر الماضي إن إجمالي حجم التجارة بين دول ”نافتا” يبلغ نحو 3 مليارات دولار يومياً. وأضافت أنها ليست معنية بالمجالات التي لم تحقق فيها اتفاقية ”نافتا” النتائج المرجوة وإنما ”بالفرص المتاحة أمامنا لكي نعزز العلاقات بين الدول الثلاث”. وتضم دول ”نافتا” الثلاث حوالي 460 مليون نسمة. ويذهب أكثر من 80% من صادرات المكسيك إلى الولايات المتحدة وكندا. في حين تزيد صادرات الولايات المتحدة إلى المكسيك عن صادراتها إلى البرازيل والصين والهند وروسيا مجتمعة. ويوجد في الولايات المتحدة حوالي 6 ملايين وظيفة تعتمد على التصدير إلى المكسيك. وكانت اتفاقية التجارة الحرة مثار جدل قوي في بدايتها. وكان الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الأب وقع اتفاقية التجارة الحرة عام 1992، لكنه خسر الانتخابات التي خاضها في العام نفسه سعياً لفترة رئاسة ثانية، أمام منافسه الديمقراطي بيل كلينتون الذي فاز بالرئاسة والذي تمكن من الحصول على تصديق الكونجرس على الاتفاقية بفضل دعم الحزب الجمهوري المعارض، في ظل اعتراضات قوية من حزبه الديمقراطي على الاتفاقية. وكانت النقابات العمالية في الولايات المتحدة المرتبطة بالحزب الديمقراطي تخشى من حدوث هجرة للوظائف من السوق الأميركية إلى المكسيك بعد توقيع الاتفاقية بحثاً عن عمالة أرخص، وهو ما لم يحدث. وفي المكسيك، واجهت ”نافتا” معارضة من المزارعين الذين خشوا تحرير أسواق المنتجات الزراعية أمام الأميركيين. وقال جوي أولسون، من ”مكتب واشنطن لشؤون أمريكا اللاتينية”، وهو مركز أبحاث يعنى بالشؤون الأميركية، إن هناك رابحين وخاسرين من اتفاقية ”نافتا”، كما هو الحال في جميع اتفاقيات التجارة الحرة. فقد عانت المزارع الصغيرة والمتوسطة في المكسيك من الضغوط لمنافسة الشركات الأمريكية الكبرى. واليوم أصبحت واردات المكسيك من المنتجات الزراعية أكبر من صادراتها. وتستطيع الشركات الكبرى تحقيق أرباح من الحركة الحرة للسلع. وأشاد وزير الخارجية الأمركي جون كيري مؤخرا باتفاقية ”نافتا” على أساس أنها حققت خطوة كبيرة في اتجاه تعظيم الثروة في المنطقة برمتها. وقال ميشيل شيفتر، المحلل السياسي بمركز أبحاث ”الحوار بين الدول الأميركية”، إن ”نافتا” بشكل عام إيجابية حيث زادت التجارة بصورة كبيرة، وأوضح أنه إذا لم تكن ”نافتا” قد قضت على الفقر في المكسيك نهائياً، فإن هذا لم يكن أبداً من أهدافها. وفي حين كان تركيز دول ”نافتا” التجاري في منتصف تسعينيات القرن العشرين منصباً على الدول المجاورة، باتت الآن تبحث عن شركاء خارج المنطقة، في آسيا وأوروبا. فقد وقعت المكسيك وكندا بالفعل اتفاقيات لتحرير التجارة مع الاتحاد الأوروبي في حين تتفاوض الولايات المتحدة بشأن اتفاقية مماثلة كما تجري الدول الثلاث محادثات لتحرير التجارة مع عدد أكبر من الدول في إطار ”الشراكة عبر المحيط الهادئ”، التي تضم 12 دولة آسيوية وأميركية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©